رؤساء إدارات المؤسسات القومية يردون على تقرير قلاش ورفاقه: دعاية انتخابية من جيوب الصحفيين .. يحاسبون بالقانون عما ورد فيها

كتب: جمال رائف

قبل ساعات من توجه الجماعة الصحفية إلى نقابتهم للتصويت على انتخاب نقيبهم، والتجديد النصفى لأعضاء مجلس النقابة، واصل المجلس الحالى الذى يرأسه الزميل يحيى قلاش ويدير (هو ومجلسه) دفة النقابة افعاله الاستفزازية التى عانت منها الجماعة الصحفية، وأحدثها هذا الكتاب الذى أصدره المجلس وكتب على غلافه عنوان : "تقرير مجلس النقابة 2017" ، وطبع المجلس منه عدة آلاف من النسخ تم توزيعها على المؤسسات الصحفية لتقوم الأخيرة بتوزيعها على أبنائها الصحفيين أعضاء النقابة، وهم بالآلاف.

ومن النظرة الأولى للكتاب الفخيم المطبوع على ورق كوشيه أربعة لون فى 180 صفحة من القطع الكبير 14+ 27 لابد للعاقل أن يسأل كم تكلفت طباعة آلاف النسخ من هذا التقرير؟! ومن يتحمل تكلفته المالية؟! واللإجابة بحسابات المطابع تتكلف طباعة هذا الكتاب عشرات الآلاف من الجنيهات، تحملتها بالطبع خزينة النقابة، وكان أولى بهذه الأموال الصحفيون أنفسهم، لدعم مشروع خدمى من المشاريع المعطلة فى النقابة منذ سنوات ولم ينجز فيها المجلس المنتهية ولايته بعد ساعات وعوده، أو تتوجه لزيادة معاش أو دعم علاج ... والخلاصة أن هذه الأموال التى أنفقت على كتاب لن يلتفت له إلا أقل القليل من الصحفيين جمعها مجلس قلاش المنتهية ولايته، من جيوب الصحفيين ،الذين تحملوا الزيادات فى الرسوم والدمغات والاختراعات التى رفعها المجلس المنقضية ولايته وادعوا إنهم رفعوا إيرادات النقابة !!.. هذا أولا.

المحتوى

وإذا – لاقدر الله - طالعت محتوى التقرير ولو على سبيل كسر الملل أو الفضول فسوف تكتشف أنه مجرد دعاية فجة لعدد من أعضاء المجلس الذين طرحوا أنفسهم مجددا على الجماعة الصحفية، واختاروا بعناية ميعادا محددا لإصدار التقرير، ولم يراعوا فترة ريبة أو أن مدتهم انتهت تقريبا، وأنهم بذلك يجورون على حقوق باقى زملائهم المترشحين للانتخابات، وهذا الأمر ينسحب على المترشحين لمقعد النقيب، وكذا مقاعد المجلس الستة.

يبقى بعد ذلك الأسلوب المكتوب به التقرير والذى يمكن وصفه بـ "الثوري الدنكوشتي" حيث تشتم من العبارات رائحة الفارس الذى يصارع طواحين الهواء لكن هذه المرة على الورق، وهو أمر لا نستغربه، وقد عهدناها فى التيار الذى سيطر على النقابة فى دورتها الأخيرة.

[caption id="attachment_6808" align="aligncenter" width="300"] خالد البلشى أحد المرشحين للتجديد النصفى للنقابة[/caption]

 أما بخصوص ما جاء تحديدا فى التقرير الفرعى الخاص بلجنة التسويات ومقررها خالد البلشى، فأقل ما يوصف به هو الافتئات على المؤسسات الصحفية القومية، وكأنه لا يكفيهم ما تعانيه من متاعب حتى يأتى هذا التقرير ليلقى على كاهلها زورا وبهتانا عددًا من الاتهامات لم تعرفها بالأساس المؤسسات التى تصارع وأبنائها من أجل البقاء بكرامة فى ظروف مادية أقل ما توصف به أنها مريرة، فيأتى البلشى ليرقص على جثة مثقلة بالطعنات، فى مزايدة انتخابية تتخيل بطولات وهمية، وفوز فى مباريات لم تخضها لجنته بالأساس، لجنة التسويات، التى لم يسمع عنها أحد فى "دار الهلال" أو "روزاليوسف" أو "دار المعارف" أو "القومية للتوزيع" والأخيرة  ليس لديها إصدارات صحفية ولا صحفيين، وبالتالى يكون السؤال : ما هى ولاية النقابة عليها بالأساس؟!

الخلط

لقد خلط التقرير مابين المهنى والإدارى وعلاقات العمل وعلاقات الصحفيين فيما بينهم وبعضهم، وفيما بينهم وبين مؤسساتهم، وكذا خلط بين الشخصى والعام، وادعى الأخ البلشى أنه تدخل ولجنته فى حل كل هذه الصراعات التى تنذر بتفجر المؤسسات القومية حسبما جاء فى تقريره (لولا تدخله وحلها) ولم تبقى إلا قضية فلسطين لم يذكره وكان يجب عليه أن يتدخل ويحلها هى الأخرى حتى ينول ثقة الزملاء ويمنحوه أصواتهم فى الدورة القادمة.

حتى تنتهى الانتخابات

ولأن الأمر لا يخص مؤسسة دار المعارف فقط ولا بوابتها الإليكترونية أو مجلتها أكتوبر فقط، كان لابد أن نستطلع رأى المسئولين عن المؤسسات الصحفية القومية التى ورد ذكرها فى التقرير.

[caption id="attachment_6804" align="aligncenter" width="300"] عبد الصادق الشوربجى رئس مجلس إدارة روزاليوسف[/caption]

روزاليوسف

فى البداية  قال عبد الصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روزاليوسف إن ما جاء  في تقرير مجلس نقابة الصحفيين السنوي بشأن المشاكل الدائرة داخل أروقة المؤسسات القومية عار تماما من الصحة ولا يخرج عن كونه دعاية انتخابية ويحاسبون عليه قانونا خاصة أن مؤسسة روز اليوسف لم تسجل أي حالة شكوي بين العاملين و الإدارة ولم تتم الاستعانة بالنقابة لحل أي مشاكل تخص الصحفيين بالمؤسسة، في الوقت نفسه فإن النقابة لم تتواصل مع إدارة روز اليوسف سوى من أجل تحصيل نسبة الإعلان المخصصة للنقابة.

وأضاف الشوربجى أن  المؤسسات القومية هي أجهزة إعلامية وطنية تساهم في الحفاظ على استقرار الدولة المصرية و ما فعله مجلس النقابة يعد لعبًا بالنار ويضعهم تحت طائلة القانون وسوف نقوم بإصدار بيان مشترك نستنكر فيه هذا الكلام غير الصحيح.

[caption id="attachment_6805" align="aligncenter" width="242"] غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال[/caption]

لم يؤثر على العمل

وقال غالي محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال إن ما ورد بالتقرير من مشاكل بين المؤسسات القومية والصحفيين بها لا يخرج عن كونها مشاكل عمل اعتيادية لم تصل لحد كونها مشاكل تعيق حركة هذه المؤسسات، أما عن حالات الفصل أكد غالي أنه لم تقم دار الهلال بفصل أي من العاملين وجميع المشاكل تم احتواؤها  داخليا، الأمر الذي لم يؤثر على العمل بالمؤسسة.

[caption id="attachment_6806" align="aligncenter" width="240"] سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومجلة أكتوبر[/caption]

جملة وتفصيل

فيما استنكر سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف ما ورد فى التقرير ونفاه جملة وتفصيلا وقال إنه لم يأته فى المؤسسة أحد من مجلس النقابة المنتهية ولايته، ولو حتى على سبيل الزيارة، ولا أتته لجنة فى مشكلة تخص صحفيًا، ولم تمتد يد النقابة لتسند المؤسسة فى أزماتها وعثراتها التى تجاوزناها بفضل الله والعاملين فى المؤسسة، واستجابة الدولة لبعض مطالبنا البسيطة خلال الفترة الماضية.

 وأضاف عبده أن هناك مجلسًا أعلى للصحافة هو المسئول عن المؤسسات القومية وهو المنوط به حل مشاكلها ، إذا كان هناك ثمة مشكلة وليست النقابة المنوطة بذلك، وتكفيها مشاكلها التى غرقت فيها خلال السنتين الماضيتين، وجرَّت معها الصحفيين إلى منزلق نستعيذ بالله أن ننزلق فيه أبعد من هذا.