يؤكد خبراء البيئة على أن فصل القمامة من المنبع فكرة متميزة ومطبقة في دول العالم، وهي تعتمد علي التوعية والثقافة، مطالبين تعميم الفكرة وتخصيص عدة صناديق لدعم الفكرة، صندوق لوضع المخلفات السائلة وآخر لوضع المخلفات الصلبة وثالث لوضع المخلفات الخطرة
ويقول د.مجدي علام رئيس اتحاد خبراء البيئة العرب: الفصل من المنبع مطبق في أغلبية دول العالم ومصر تأخرت في تنفيذه كثيرا، وأن فكرة الفصل ليست رفاهية ولا موضة، لكنها مطلوبة وبشدة، لإعادة فصل المخلفات بطريقة سليمة أولا ثم مفيدة ثانيا، وإن وجدت الفكرة لدي المصريين منذ زمن، عندما مارست "ست البيت" سلوك الفصل وإعادة التدوير التلقائي، فبدلا من رميها الزجاجات الفارغة تقوم بغسلها وإعادة استعمالها في الشرب، وكذلك عبوات المربي الزجاج والصفيح، وعلب الألبان المجففة، ولذلك كان ناتج كميات المخلفات والقمامة بالشوارع أقل بكثير عما هو الآن.
ومع الرفاهية في المعيشة اختفي سلوك "ست البيت"، كما ارتفعت كمية القمامة المخلفة عن البيوت بسبب أخر وهو طريقة تعبئة المنتجات والسلع الخاطئة المتبعة من المصانع والمحال نفسها، والتي أصبحت مبالغاً فيها واستخدام أكثر من طبقة من الأكياس والورق والكارتون في التغليف، فاصبح حاصل القمامة للفرد في اليوم بدلا من 250 جراماً من حوالي 15 سنة إلي 750 جراماً وأقتربنا من 1 كيلو جرام لكل فرد في اليوم، فضلا عن الانتشار الرهيب لعبوات البلاستيك وهذا لأن أسعاره رخيصة ولا يشعر المنتج بتأثيره علي ميزانية مكسبه، والفصل من المنبع في العالم كله هو أساس حل المشكلة، لكن لا نستطيع الوصول إلي نفس مستوي الوضع في دول أوروبا التي تحرص علي وضع 4 صناديق لجمع القمامة بـ4 ألوان مختلفة أمام البيوت ليرمي فيها المواطنون مخلفاتهم كل حسب نوعها، ولكن ما نطمح فيه في مصر هو فصل "الطري عن الناشف "، أي يقوم المواطنون بجمع بواقي الأطعمة ومخلفات الطبيخ السائلة بمعزل عن المخلفات الصلبة، وتسليمهما لشركات جمع القمامة، ليتم تحويل المخلفات السائلة إلي سماد عضوي له أهمية عظيمة في الزراعة، أفضل بكثير من السماد الكيماوي الخطر علي صحة الإنسان؛ فطن من السماد العضوي المستخلص من مخلفات الطعام وصل سعره إلي 750جنيها، و"الناس بتتخانق عليه" في سوق العبور، وإذا كان مختلطاً ببقايا زجاج وصفيح تنخفض قيمته، وفي ذات الوقت خطر علي التربة الزراعية وعلي سلامة الفلاح الذي يقوم بنثره ويصاب بالجروح من هذه المواد.
وأخيرا أكد دكتور مجدي علام، على وضع وعائين أو ثلاثة بألوان أخضر وأصفر وأحمر أمام البيوت، الأخضر للمخلفات السائلة والأصفر للصلبة، والأحمر للمخلفات الخطرة، مثل عبوات المبيدات الحشرية ومخلفات الأجهزة الإليكترونية وبطاريات الليثيوم، وعن فكرة "زبالة ستور" فكرة موجودة في العالم كله ومصر متأخرة فيها جدا. ونعرف أهميتها عندما نعلم أن 37 مليون طن مخلفات زراعية يتم استخراجها من القمامة، ويجب ألا يترك الأمر هكذا للناس، ومن المؤكد أنه في مرحلة ما ستجبر الدولة المواطنين علي عملية الفصل من المنبع.