( مصر المبدعة 2015-2020) هو أحدث كتب الأديب المصري منير عتيبة والذي صدر حديثًا عن المجلس الأعلى للثقافة، والذي يحتوي على أبحاث تناقش الأعمال الروائية والقصصية لـ53 مبدعة ومبدعًا من 11 محافظة هي: ال إسكندرية والبحيرة والأقصر وأسوان وقنا ودمياط والغربية والفيوم والسويس وبورسعيد والدقهلية.
وعن هذا المشروع يقول منير عتيبة: عندما اقترحت على الزملاء في لجنة القصة ب المجلس الأعلى للثقافة فكرة مؤتمر مصر المبدعة، كنت أهدف إلى رؤية الزوايا العميقة غير المسلط عليها الضوء من المشهد الإبداعي المصري، خصوصًا لدى الشباب، حيث يمكن أن نرصد بسهولة الانفجار الإبداعي السردي، والإقبال على نشر الأعمال وقراءتها، مع عدم قدرة النقاد على متابعة (كل) ما يصدر. وقد وجد المشروع منذ بدايته دعمًا كبيرًا من الدكتورة إيناس عبد الدائم وزيرة الثقافة والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة ال إسكندرية والأديب يوسف القعيد مقرر لجنة القصة والدكتور حسين حمودة مقرر لجنة السرد القصصي والروائي.
تم تنظيم الدورة الأولى من المؤتمر في عام 2015م بمكتبة الإسكندرية، ثم أصبحت تقليدًا سنويًّا، حيث أُعلن وقتها أن هذا المشروع يهدف إلى إلقاء الضوء على جيلٍ جديدٍ من المبدعين الشباب، وتحقيق التواصل بين المبدعين والنقاد في كل محافظات مصر، فجلّ كتَّابنا ومفكرينا ونقادنا الكبار على مدار تاريخنا الثقافى جاءوا من تلك المحافظات التي يجب أن تنال الرعاية المستحقة لها والمستمرة دون انقطاع، وذلك من خلال مؤتمرات يوم واحد بالمحافظات المختلفة لمناقشة أعمال المبدعين الشباب الروائية والقصصية مناقشة علمية جادة، على أن يتم جمع كل البحوث بنهاية المشروع في كتاب بعنوان (مصر المبُدعة) يكون بطاقة تقديم لجيل المبدعين الشباب الذين يُثرون حياتنا الثقافية حاليًا في كل مكان بمصر.
وأشار عتيبة إلى أن هذه الخطوة الأولى تمثل رمزية كبيرة لما تشير إليه من تعاون بين مكتبة ال إسكندرية العريقة المتجددة القادرة على احتضان جميع الأجيال المبدعة في رحابها من خلال مختبر السرديات بفعالياته المتميزة، وبين المجلس الأعلى للثقافة ممثلًا في لجنة القصة التي أثرت وتثري الحياة الثقافية المصرية بأنشطتها المختلفة سواء داخل المجلس أو خارجه، وبما لديها من أعضاء يؤثرون في حياتنا الثقافية بوصفهم مبدعين ونقادًا كبار.
وأضاف أن المؤتمر قدم خلال ست سنوات 53 مبدعةً ومبدعًا من شباب إحدى عشرة محافظة هى: ال إسكندرية والبحيرة والأقصر وأسوان وقنا ودمياط والغربية والفيوم والسويس وبورسعيد والدقهلية. لكن المؤتمر لم يقدم فقط المبدعات والمبدعين الشباب من محافظات مصر المختلفة، بل حرص على أن يربط اللحظة السردية الراهنة بتاريخ السرد في هذه المحافظات، وقدم كذلك صورة للمشهد المصري النقدي بما له وما عليه.
كانت خطة المؤتمر منذ البداية (تقديم المشهد بكل أطيافه) دون انتقائية في الأعمال، فليست كل الأعمال المنشورة ممتازة أو جيدة، بعضها يحتاج التقويم، وكذلك تقديم المشهد النقدي بكل أطيافه، من حيث المدارس النقدية، أو أسلوب التناول النقدي؛ حيث ستجد في هذا الكتاب مجموعة كبيرة من الدراسات التي يتسم بعضها بالمنهج الأكاديمي الصارم، وبعضها ينتهج التفاعل الإبداعي مع النص حتى تصل إلى القراءة الانطباعية أحيانًا، وهو ما رغبنا في تقديمه كما هو، ليكون هذا الكتاب شاهدًا على حالة سردية نقدية مصرية تستحق الدراسة في حد ذاتها بما لها وما عليها.
وأشار عتيبة إلى أنه سيتم استئناف المشروع إن شاء الله بعد زوال تأثيرات جائحة كورونا التي تمنع التجمعات حرصًا على سلامة المبدعين والنقاد الذين يشاركون في المؤتمر.
منير عتيبة قاص وروائي وناقد مصري، أصدر أكثر من 36 كتابًا في مجالات القصة والرواية والقصة القصيرة جدا والنقد الأدبي وأدب الأطفال وغيرها. مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. نائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة. رئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، من أهمها جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة جدا وجائزة اتحاد كتاب مصر مرتان في الرواية وفي القصة القصيرة.