فى أفلام العشرين سنة الأولى من ظهور السينما.. كانت السمة الغالبة للفتى الأول البنيان الجسمانى القوى.
..يحيى شاهين، حسين صدقى، سراج منير، يوسف وهبى، وأحمد علام، وأحمد سالم، و محسن سرحان و كمال الشناوى وبدر لاما وأنور وجدى..
بالنسبة للوسامة.. الفتى الأول (وسامته خليط من وسامة الأتراك ووسامة وجوه شباب (شمال غرب آسيا التى هى منطقة التقاء أعراق. شتى).
فى الستينيات والسبعينيات زادت ثقة المصريين بأنفسهم بعد تأميم القناة وخروج الإنجليز، وتملك الأُجراء الأرض، بدأت صورة الفتى الأول على الشاشة تتغير بتخلى السينما عن سمة البنيان الجسمانى الضخم (ظهر النجم حسن يوسف.. فتى أول)
وظهر على الشاشة مظهر المطحونين.. أولاد الطبقات محدودة الدخل.. (الفتى النحيل) عبد الحليم حافظ..
تقلصت فى الذهن الجمعى مساحة الذكريات الأليمة مع الأوروبي.. وظهرت الوسامة الأوروبية على الشاشة (رشدى أباظة.. يوسف فخر الدين.. حسين فهمى ومن بعده فاروق الفيشاوى).. هذا الظهور من ناحية أخرى كان سعيًا من السينما إلى تعويض غياب أصحاب هذه الملامح عن التكوين السكانى المصرى بعد رحيل كل الأجانب الذين كانوا مقيمين (تنوع التركيبة السكانية الذى كان، ماسحو الأحذية والباعة السريحة والأجراء من عمال الزراعة والحرفيين والأرزقية والخدم وجامعو السبارس وما دونهم من فئات فى أدنى السلم الاجتماعى حيث المستوى الاقتصادى أقل وتنتشر الأميّة) فقط تمسك ذوق هذه الفئات بسمة البنيان الجسمانى طويل القامة عريض الكتفين قوى العضلات..
(سمات البطل أو الفتوة).. مضافًا إليها جراءة فى التعبير والسلوك تقترب من السوقية أو عدوانية..
فكان فتى أول الشاشة الذى اختارته السينما لأفلام تقصد جيوبهم
فتى أول خاص بفئة معينة من الواقفين أمام شباك التذاكر.
..من يدفعون ثمن تذكرة فى دكك الترسو
..هكذا نال فريد شوقى لقب ملك الترسو
اللقب توافق مع طبيعة اجتماعية فى بنيان جمهوره المهنى (حيث كانت كل طائفة منهم تنصب ملكِا فى كل حرفة يرجعون إليه وقت الحاجة).
لم يتكرر منح هذا اللقب لغير فريد شوقى من الأجيال التالية.. لأن هذه الفئات غادرت أماكنها الاجتماعية التى كانت مع تغيرات طالت ظروفهم الاقتصادية حقبة الهجرة للعمل فى دول البترول.
تفاصيل أخرى المقال القادم..