تحظى كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020» بمتابعة هائلة من جماهير وعشاق كرة القدم فى مصر والوطن العربى بصورة طغت على كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» التى تقام فى نفس التوقيت، ما وضع البطولتين فى مقارنة تبدو ظالمة للبطولة اللاتينية.
تعد النسخة الحالية من الـ «يورو» تاريخية وفريدة من نوعها كونها تقام فى 11 مدينة بـ 11 دولة أوروبية مختلفة، لكنها أيضًا تقام فى ظروف استثنائية فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، والتى ضربت جميع دول العالم وأدت إلى تأجيل منافسات البطولة لمدة عام.
وبينما أقيمت النسخ الماضية من البطولة وسط هاجس أمنى خوفًا من العمليات الإرهابية، فإن النسخة الحالية تقام وسط إجراءات احترازية وصحية مشددة خوفًا من الفيروس وانتشاره، وبعد جهود مضنية نجح الاتحاد الأوروبى «يويفا» فى الحصول على موافقات الحضور الجماهير بنسب تتراوح بين 25% إلى 100% من سعة الملاعب، وبعد مرور عام ونصف شهد العالم أول مدرجات مكتملة العدد، وذلك خلال المباريات التى احتضنها ملعب «بوشكاش آرينا» بالعاصمة المجرية بودابست.
وحرص «يويفا» على الاحتفاظ باسم البطولة «يورو 2020» رغم إقامتها فى 2021، بهدف التمسك بالرؤية الأصلية والجو العام للبطولة والمتمثل فى الاحتفال بذكرى مرور 60 عامًا على انطلاقتها، كما أن المسمى سيذكر الجميع كيف أن عالم كرة القدم تكاتف لمواجهة الظروف غير الاعتيادية فى ظل جائحة كورونا والأوقات الصعبة.
فى المقابل، واجهت «كوبا أمريكا» الكثير من العقبات، بداية من تراجع كولومبيا والأرجنتين عن التنظيم المشترك، ما اضطر اتحاد أمريكا الجنوبية «كونميبول» للاستعانة بالبرازيل لإنقاذ البطولة التى تقام فى غياب جماهيرى تام بسبب تفشى فيروس كورونا فى القارة اللاتينية، وفى الوقت الذى سجلت فيه الـ «يورو» حالتى إصابة فقط للاسكتلندى جيلمور والكرواتى بيريشيتش، فقد سجلت عشرات الإصابات بين منتخبات «كوبا أمريكا».
وتلقت ملاعب البرازيل الكثير من الانتقادات بسبب سوء الأرضية التى أثرت بالسلب على مستوى المباريات، فى المقابل ظهرت ملاعب أوروبا فى أبهى حلة باستثناء ملعب «لا كارتوخا» فى مدينة إشبيلية الإسبانية الذى أغضب كل من لعب عليه وعلى رأسهم منتخب إسبانيا.
وأثر تراجع شعبية منتخبى الأرجنتين والبرازيل فى مصر والوطن العربى على متابعة «كوبا أمريكا» بجانب إقامة المباريات فى ساعات مبكرة من اليوم، فى المقابل بات هناك ارتباط وثيق بين الجمهور المصرى والعربى والمنتخبات الأوروبية بفضل متابعة دوريات أوروبا وأنديتها طوال العام.
وبينما يتواجد ميسى ونيمار فقط فى «كوبا أمريكا»، تحظى «يورو 2020» بوفرة فى النجوم الكبار أمثال رونالدو وبنزيما ومبابي وجريزمان وكاي هافيرتز وغيرهم.
كما لم يسلم نظام النسخة الحالية لـ «كوبا أمريكا» من النقد، حيث تم تقسيم المنتخبات العشرة المشاركة على مجموعتين يتأهل 4 منتخبات من كل مجموعة إلى دور ربع النهائي، وهو ما قتل روح المنافسة، على عكس «يورو» التى يشارك بها 24 منتخبًا على 6 مجموعات وشهدت مواجهات نارية ومفاجآت كبرى أبرزها خروج فرنسا وهولندا من دور ثمن النهائي، كما باتت منتخبات صغير كالدنمارك وسويسرا والتشيك حديث العالم بوصولها إلى الأدوار المتقدمة.
وسجلت الـ «يورو» أرقامًا قياسيًا كثيرًا، أبرزها نجاح البرتغالى كريستيانو رونالدو فى الانفراد بصدارة الهدافين التاريخين للبطولة برصيد 14 هدفًا، وسير الإيطالى فيديريكو كييزا على خطى والده الذى سجل فى نسخة 1996 وجاء نجله ليسجل فى نسخة 2020.
ولأول مرة يصدر «يويفا» قرارًا بعدم وضع زجاجات الخمر التابعة للشركة الراعية للبطولة أمام اللاعبين المسلمين احترامًا لشعائر دينهم، وذلك بعدما قام اللاعب المسلم الفرنسى بول بوجبا بإبعاد الزجاجات من أمامه خلال أحد المؤتمرات التى تسبق المباريات.