بكل تأكيد، مصر انتقلت من مجرد محاولات للتغيير إلى جمهورية جديدة تنعم برؤية وبخطط عملية على أرض الواقع فى كل الاتجاهات والمجالات وكلها تدعونا للفخر لما وصلنا إليه من تطوير لمؤسسات الدولة الاستراتيجية والحيوية خاصة المؤسسة العسكرية وتحديث أسلحتها المختلفة من خلال إقامة قواعد بحرية وجوية فى مناطق يجب أن تكون صلبة لحماية الأمن القومي مع الجوار العربي والأفريقي والمتوسطي.
وكان من أعظم المشاهد هو افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب على الساحل الشمالى الغربى لمصر وهى أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط. كما تمثل إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية وذلك ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية، بحيث تكون نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستى للقوات المصرية فى البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة أي تحديات ومخاطر قد تتواجد بالمنطقة، وكذلك مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى قواعد أخرى لا تقل أهمية مثل قاعدة محمد نجيب وغيرها، حقيقة تعد نقلة مهمة فى تاريخ مصر الحديث وسبق وأن استمعت من قبل لرؤية الفريق سعد الدين الشاذلى، الذي تحدث معى عن أهمية تنويع مصادر السلاح وتصنيع بعضه فى الهيئة العربية للتصنيع والتدريبات المهمة الدورية التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية لمواجهة التحديات والمخاطر وهى كثيرة والتى تعامل معها القائد عبدالفتاح السيسي بكل حكمة واقتدار وقد أشاد بها قادة العالم والصحف العالمية من تمجيد وتعظيم وكيف لعبت دورا رائدا فى المنطقة لتجنب الصراعات والحروب وكيف مارست أعلى درجات ضبط النفس من أجل الحفاظ على عدم سفك دماء الشعوب وفى نفس الوقت فرض هيبة الدولة وتطمين الشعب المصرى بأن خلفه جيشا قويا يحميه ولن يفرط فى حقوقه.
وحقيقة لقد حظى العميد ياسر وهبة بإعجاب كل أبناء الشعب لكلمات بها ملايين الرسائل لامست فكر ووجدان الجميع عندما قال خلال افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية (على السفن ألا تأمن غضبة الرياح، ورياح جيش مصر رياح رشيدة، لا تثور ولا تنتفض، إلا إذا تعلق الأمر بالأمن القومي المصري والعربي.. فإنها تتحول إلى أعاصير لا تُبقى ولا تذر.. ورجال القوات المسلحة المصرية يدركون جيدا طبيعة مهامهم فى الحفاظ على هيبة وكرامة هذه الأمة.. ويقولون لشعبهم: إن لم نكن قادرين على ذلك.. فباطن الأرض أولى بنا من ظاهرها) انتهى الاقتباس - وهذه الرسائل وبلاغتها تنم عن فكر ورؤية وقدرة تماما مثل المناورات التى شاركت فيها كل أنواع السلاح المصرى تحت عنوان "قادر"، إن اهتمام مصر ب الجمهورية الجديدة بدأ مبكرا ومنذ سنوات عندما أعلن القائد العظيم عبد الفتاح السيسي عن مبادرات الاستثمار فى البشر والتطوير والتغيير وتدريب الكوادر البشرية وكلها سلسلة متناغمة للحفاظ على مقدرات الجمهورية الجديدة وملاحقة المتغيرات التى تمر بها كل دول العالم وبفضل هذه الرؤية أصبح الشعب المصرى فى مأمن من المخاطر التى تحدث فى عواصم دولية بسبب كورونا والإرهاب وغيرهما من الحروب الخفية التى تهدد أمن واستقرار الشعوب.
كما سعدت كثيرًا بمبادرة الرئيس التى تسير بالتوازى مع كل هذا الجهد الذى نشهده حاليا من أجل توفير الحياة الكريمة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة يوميًا للمواطنين من المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، ورفع المعاناة عن الأسر الفقيرة الأكثر احتياجًا؛ وتطوير بعض القرى والوقوف على الاحتياجات الأساسية لأهلها.
فى مطلع العام 2021 وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوسيع نطاق مشروع حياة كريمة ليشمل جميع القرى والمراكز الريفية، فظهرت مبادرة "تطوير الريف المصرى" والتى أعلن رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة رصدت لتنفيذها ما يفوق 515 مليار جنيه، وأن العمل سيشمل 1500 قرية فى المرحلة الأولى، وأصبحت هذه المبادرة حاليًا الشغل الشاغل فى المحافظات والأجهزة التنفيذية فى الدولة.