عاطف عبد الغنى يكتب: خيانات يونسكو

عاطف عبد الغنى يكتب: خيانات يونسكوعاطف عبد الغنى يكتب: خيانات يونسكو

*سلايد رئيسى12-10-2017 | 00:01

انكشفت اللعبة .. قطر وفرنسا اتفقتا على تقاسم مقاعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (هذا اسمها كاملا واختصاره بالحروف الأولى للترجمة الإنجليزية يونسكو  UNESCO).

ولم يأت الاتفاق لحماية تراث العالم، أو نشر ثقافة جديدة فى عالم يتسم بانهيار القيم، ولكن لحماية ممارسات دولة بعينها، تسرق التاريخ والتراث وتشوه الثقافات كلنا نعرف أن اسمها إسرائيل، واللوبى اليهودى فى باريس قادر أن يحرك الأمور فى مقر الـ "يونسكو" الكائن فى عاصمة لمؤاخذة "النور" وخارجه.

أما علاقة قطر بإسرائيل  فتدار على خلفية أزمتها مع العرب، وتحديدا مع مصر فى هذه المعركة، ولا يحتاج الأمر لإلقاء مزيد من الضوء عليها.

الأرقام التى حققتها مشيرة خطاب فى الجولات الثلاث التى انتهى التصويت فيها تشير إلى تراجع فرصها بشكل كبير فى الفوز بالمقعد، وترجح ذهابه إلى أحد مرشحين، القطرى أو الفرنسية.

والانتخابات هى فى النهاية لعبة، تحكمها التربيطات والمصالح والخيانات الصغيرة، يضاف إليها فى حالتنا الراهنة الخلفيات السياسية والتداخلات بين الدول المتنافسة.. وتشبه إلى حد كبير كثير من الانتخابات لكن الجديد فى أمر الـ "يونسكو" فى السنوات الأخيرة هو نزوع هذه "المنظمة" عبر قراراتها لفضح إسرائيل وممارساتها فى فلسطين المحتلة ومدينة القدس تحديدا التى تضع لمساتها الأخيرة لتهويدها بالكامل وطرد العرب – أهلها – منها وتفريغها منهم تماما.

إسرائيل سعت إلى وقف أى قرارات جديدة صادرة عن المنظمة تدينها، عبر سعى دؤوب، قيل إنه دبلوماسيا، والحقيقة إنه اعتمد على ابتزاز القائمين على المنظمة عبر اللوبى اليهودى المنتشر فى دول الغرب، ومن لم يتم ابتزازاه، كانت قطر كفيلة بأن تشتريه بمالها.

والآن جاءت نتائج الجولة الثالثة، من انتخابات الـ "يونسكو" تؤكد أن هناك طرفان تحالفا معاً، ضد مرشحة مصر د.مشيرة خطاب، وتكشف الأرقام أن هذين الطرفين هما فرنسا وقطر، وقد انكشف هذا اللقاء الحميم الذى تم تم بين مرشحة فرنسا ومرشح قطر فى المقر الانتخابى للأخير فى مقر المنظمة الذى تجرى فيه عمليات التصويت، لعقد صفقة التحالف، على أن يتقاسم الطرفان منصبى مدير ونائب المنظمة، عند نجاح مرشح منهما.

ونظرة سريعة على أرقام الجولات الثلاث المنتهية تشير إلى أن مشيرة خطاب حصلت فى الجولة الثالثة على 13 صوتا، بزيادة صوت عن الجولة الثانية، وصوتين عن الأولى، (كان لجهود وزير الخارجية سامح شكرى دخل كبير فى هذا) وفى ذات الوقت تراجعت أصوات المرشح القطرى حمد الكوارى فى الثالثة صوتين عن الثانية بحصوله على 18 صوتا، بعد أن حصل على 19 فى الجولة الأولى و20 صوتا فى الجولة الثانية، فيما ارتفعت أصوات المرشحة الفرنسية أودريه أزولاى إلى 18 صوتا بعدما حصلت على 13 صوتا فى الجولتين الأولى والثانية، وذلك لحصولها على الأصوات الخمسة لمرشح فيتنام المنسحب من السباق بعد الجولة الثانية.

و كنت أنا كاتب هذه السطور أتوقع هذا تماما، ووطنت نفسى على استقبال نتائج "خيانات يونسكو" بهدوء، وسبق أن قلت هذا فى برنامج "صباح الخير يامصر" قبل أسابيع، لقد خبرت ذلك منذ تابعت معركة الترشح والانتخابات التى شارك فيها فاروق حسنى قبل سنوات مضت، وعرفت أن مصر تحديدا لن يكون لها حظ فى هذه المنظمة لأن وجودها على قمتها يهدد سارقو التاريخ .. والتراث، وفلسطين، والقدس.

أداء مشيرة خطاب مشرف.. وخيانات قطر غير مستغربة.. لقد خان من قبلها كثيرون والنتيجة هذا الدم المسال على خارطة العرب المطعونين بنصل عربى.

أضف تعليق