كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر أمنية، أن قوات الأمن مازالت تكثف من بحثها عن التكفيرية، أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، الشهيرة بـ "أم المثنى"، أو"أم عبد الله"، والمطلوب ضبطها وإحضارها على خلفية مبايعة تنظيم "داعش"، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"ولاية الصعيد".
وأشارت المصادر الأمنية، إلى أن "أم المثني"، هي الابنة الصغرى لـ عبد الفتاح عبده إسماعيل، أحد المخططين لإعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965، بالاشتراك مع زينب الغزالي، وسيد قطب.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن عبد الفتاح إسماعيل كان المسؤول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، وكان ضمن أفراد القضية الأولي في تنظيم 65 الذين حوكموا أمام الفريق أول محمد فؤاد الدجوي، رئيس محكمة أمن الدولة العليا، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقتل رئيس الجمهورية وحيازة أسلحة ومفرقعات، وحكم عليه وعلى 6 من رفاقه بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم في 29 أغسطس (آب) 1966، في ثلاثة كان هو أحدهم مع سيد قطب، ومحمد يوسف هواش، وخفف الحكم عن الباقين.
وأكدت المصادر الأمنية، أن عائلة عبد الفتاح إسماعيل غالبيتهم ينتمون لتنظيمات تكفيرية مسلحة، حيث إن ابنته أمل الشهيرة بـ "أم المثني"، منتمية لخلية "ولاية الصعيد"، التابعة لتنظيم "داعش"، والمسؤولة عن تفجيرات الكنائس الأخيرة التي وقعت في مصر، والتي أحالة نيابة أمن الدولة العليا، أوراق جميع المتهمين إلى محكمة الجنايات، وضمت 68 متهماً، بتهمة اعتناق الافكار التكفيرية، والانضمام إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وحيازة أسلحة نارية والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات الأمن، والدعوة لتكفير الحاكم والمجتمع، والسعي لاستهداف ضباط الجيش والشرطة، والأضرار بأمن وسلم المجتمع المصري.
وأضافت المصادر الأمنية، أن ابن نجيب عبد الفتاح إسماعيل، الشهير بـ"أبو عمار"، تورط في تشكيل خلايا تابعة لجماعة "التوقف والتبين"، أو تنظيم "الناجون من النار"، من داخل قرية السواحل بمحافظة دمياط، وأن سهيل أحمد الماحي، أحد عناصر حركة "حسم" الذي تم تصفيته أخيراً بمحافظة الإسماعيلية في منتصف يوليو (تموز) الماضي، والمقيم بمركز كفر البطيخ في محافظة دمياط، هو حفيد عبد الفتاح إسماعيل.
وأفادت المصادر، أن تنظيم "الناجون من النار"، أو جماعة "التوقف والتبين" تكفر المجتمع صراحة، وتستند في فكرها إلى نقطتين أساسيتين، الأولى جاهلية المجتمعات المعاصرة، والنقطة الثانية وجوب وجود عصبة مؤمنة تستعلي بإيمانها على الجاهلية الموجودة، ويعتبرون أن أعضاء الحكومة والعاملين فيها محاربون لله ورسوله، ويتم إهدار دمهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، واستباحة سرقة أموال الدولة لتعينهم على حرب الدولة الكافرة.
وأضافت المصادر الأمنية، أن التكفيري نجيب عبد الفتاح إسماعيل، شقيق "أم المثني"، تم إلقاء القبض عليه في أكتوبر(تشرين الأول) 2014، مع ثمانية آخرين بتهمة تكوين خلية تكفيرية تسعى لنشر فكر التكفير والهجرة، داخل البلاد، ووجد بحوزتهم وثائق عن طرق عمل متفجرات وأجهزة كمبيوتر محمولة وبعض خرائط الأماكن الحيوية لمدارس ودور عبادة وعناوين لمحلات مملوكة لأقباط وخرائط لبعض أكمنة الشرطة والجيش، علاوة على وجود أسلحة، ووجهت تهمة تشكيل تنظيم للقيام بأعمال العنف، واستهداف مؤسسات الدولة العامة والمهمة والحيوية، والقيام بالأعمال العدائية بدور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية ومشروعاتهم التجارية ومنشآتهم الشرطية ودورياتهم الأمنية، وحيازة محررات ومطبوعات وتسجيلات تضمن ترويج أفكار تنظيم "الناجون من النار" والتي تهدف لقلب نظام الحكم، ومنع المصلين من إداء الصلاة بالمساجد التابعة لهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرض الجهاد على كل مسلم باستعمال القوة.
ويرجع نشأة فكرة التكفير، والتوقف والتبين في الحكم على المسلمين بكفر أو إسلام، إلى مجموعة من تلاميذ سيد قطب، كانوا أحد أهم أسباب إنتشار الفكر التكفيري داخل مصر، وهم: أمين شاهين، وكان يعمل بوكالة الطاقة الذرية، ومصطفى الخضيري، من سوهاج، وعبدالمجيد الشاذلي، وكانوا اعضاء سابقين بجماعة الإخوان المسلمين، وأطلق عليهم جماعة "القطبيين" عام 1965.