سقوط أبي أحمد في جحيم التيجراي والسد !

سقوط أبي أحمد في جحيم التيجراي والسد !جمال رائف

الرأى25-7-2021 | 12:14

النظام الإثيوبي الحاكم بعد فترة حكم "منجستو" سقط فعليًا بوفاة " ميلس زيناوي " وتجلي هذا في المظاهرات التي أطاحت برئيس الوزراء السابق " مريام ديسالين "وبالتلي أبي أحمد هو مجرد الفرصة الأخيرة للجبهة الديمقراطية الثورية الحاكمة ولكنها فرصة خاسرة فلم يفلح المسمي الجديد ( حزب الازدهار ) من إقناع الداخل الإثيوبي باحتمال تلك النخبة المسيطرة علي الحكم منذ تسعينيات القرن الماضي لمدة إضافية، فهم لم ينجزوا أية تنمية حقيقية أو بنية تحتية لذلك كانت فكرة سد النهضة مجرد أداة إقناع للشعوب الإثيوبية ان هذا هو باب مغارة " علي بابا " الذي سينفتح ويغترف منه الإثيوبيون التنمية التي ستنتشلهم من الفقر ،بالطبع خدعة لم يصدقها اي عاقل، فقط أراد أن يخفي بها أبي أحمد فشله عبر إشعال الفوضي في الإقليم ومع عدم إنجرار مصر والسودان وراء الرغبة الإثيوبية بفضل الحكمة والدبلوماسية الرصينة اتضحت الان حقيقية هذا السد الفاشل ولم يستطيع نظام أبي أحمد من تخزين 13 مليار متر من المياة خلال الملء الثاني واكتفوا بصعوبة بمقدار 3 مليار بعد ان فشلوا في تعلية الجزء الاوسطي من السد بسب توقف التمويل الخارجي بعد ان انفضحت النوايا الإثيوبية امام المجتمع الدولي مما دفع ابي احمد لفتح باب التبرعات للمرة الثالثة وهذا دون جدوي فلن يفلح أمر التبرعات في بلد يعاني الفقر والحروب والتناحر السياسي.

أبي أحمد كان يسعي لحشد الرأي العام الداخلي خلفه مستدعياً حلم زائف يتضمن ان سد النهضة المشروع الأهم في التاريخ الإثيوبي بينما هو مشروع فاشل وقد اثبت الواقع هذا الأمر ، وحينما طلت جائحة كورونا علي العالم ورغم الأرقام المتواضعة التي أصابت الداخل الإثيوبي إلا أنه وجد منها فرصة لتعطيل المسار السياسي وعطل الانتخابات أكثر من مرة، الأمر الذي استدعي غضب إقليم التيجري والذي يعد الاقوي من حيث القتال رغم انها ليست الاثنية الأكبر في اثيوبيا لهذا فهي تسيطر علي مراكز القوي في الجيش الإثيوبي وهذا ما يبرر وهن وضعف قدرات الجيش الفيدرالي أمام جبهة تحرير تيجراي التي تمتلك القدرات القتالية والقيادات العسكرية ايضا المميزة في التخطيط وشن الحروب وهو ما برهن عليه الجنرال العجوز " تسادكان جبريتنساي " الذي استطاع في الماضي توحيد قوة تيجراي وساهم في الإطاحة بالإمبراطور " هيلاسيلاسي " ومن بعده " منجستو " ومن الواضح انه سيطيح بأبي أحمد قريبا ، بعد ان فتح رئيس الوزراء الإثيوبي أبواب الجحيم علي نفسه عقب شنه حربا علي إقليم تيجراي لمجرد انه لم يستجيب لقرار الحكومة الفيدرالية المتعلق بتأجيل الانتخابات، لتشتعل حربا لا إنسانية خاضها الجيش الفيدرالي ارتكب خلالها أبشع جرائم الحروب مما فجر ألأوضاع بالإقليم واستطاعت جبهة تحرير التيجراي إذلال قوات ابي احمد، لينتقل الوضع الي بوادر حرب إقليمية بمنطقة القرن الافريقي في ظل تشابك القوميات في الداخل الإثيوبي مع محيطها من دول الجوار الأمر الذي سينقل الصراع الداخلي الذي تتسع مساحته الآن الي صراع إثنيات ينهي تواجد نظام ابي أحمد بلا شك ويدخل ايضا منطقة القرن الافريقي في فوضي غير محمودة العواقب، وربما سعي تحرك قوات جبهة تحرير تيجراي خارج حدود أقاليمها كمثل ا لتحرك الاخير نحو إقليم العفر ، فعلي سبيل المثال سيساند هذا في دعم قوات المعرضة العفرية التي رفضت منذ البداية دخول قوات الجيش الفيدرالي الي تيجراي عبر أراضيها وبالتلي من المنتظر ظهور نقطة صراع جديد بين الجيش الفيدرالي وقوات المعارضة بإقليم العفر.

مشهد إثيوبي معقد في ظل إضرابات مستمرة في إقليم أوروميا مع استمرار اعتقال المعارض البارز جوهر محمد هذا مع تصاعد الرغبة الامهارية للسيطرة استندا علي المخزون التاريخي لهذه الأثنية التي كانت تحت رعاية الإمبراطور قبل سقوطه، إضرابات وتصاعد للصراع والاقتتال الداخلي مع ضعف اقتصادي ووهن سياسي واستنزاف عسكري وغياب للأمن والسلام الداخلي، كلها أمور تنذر بكارثة اثيوبية تستلزم تدخل المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن والنظر للحالة الإثيوبية بشكل مجمل سواء فيما يتعلق بقضية الأمن المائي بوادي النيل أو زعزعة الاستقرار مع دول الجوار استنادا لم يحدث من اعتداء إثيوبي علي الحدود السودانية، انتقالاً لتصاعد الصراع الإثني في الداخل الإثيوبي وإهدار حقوق الإنسان وزيادة نسب الفقر والجوع مما يهدد بكارثة إنسانية أقرت بحدوثها بالفعل الأمم المتحدة التي لم تتمكن من إدخال المساعدت الغذائية والطبية لمناطق الصراع في الداخل الإثيوبية.

القرن الافريقي علي المحك بسبب أهواء ابي أحمد وأطماعه الأمر الذي لا يعد يمثل تهديدا للسلم والأمن الأفريقي بل تهديدا يمس العالم أجمع حال حدوث انفجار للأوضاع بتلك البقعة الجغرافية التي لها ابعاد جيوسياسية وجيواقتصادية ستؤثر علي مصالح مختلف الدول الكبري في العالم، يتبقي هنا دور هام للاتحاد الافريقي بإمكانه إنقاذ الموقف هو تجميد عضوية اثيوبية في الإتحاد والتدخل لتهدئة الصراع الداخلي الممتد للخارج ورعاية مرحلة سياسية انتقالية لا مجال بها لأبي أحمد ورفاقه من جعلوا من اثيوبيا جمرة نار تطفوا علي نهر وقود.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2