بدون ضجة ولا تهديد ولا وعيد ستحقق مصر أهدافها فى الحفاظ على أمنها القومى وفرض سيطرتها على محيطها الحيوى وتأمين مصالحها الاستراتيجية على كافة المحاور الجغرافية والحدودية.. مصر التى تعرف حجمها وقيمتها وتأثيرها فى العالم كله.. وتعرف كيف ومتى تتخذ القرارات فتصيب أهدافها بدقة واحتراف.
نعم، قالت مصر إنه لا يمكن البدء فى ملء خزان سد النهضة إلا بعد الوصول إلى اتفاق مع إثيوبيا و السودان يحفظ ل مصر و السودان حقوقهما المائية ويجنبهما أى ضرر فى المستقبل، مصر التى ترسخ للسلام والتنمية فى منطقة الشرق الأوسط بل والعالم كله، يمكنها أيضا الحفاظ على مقدرات شعبها وتأمين أساسيات وجودها وحقوقها المائية بكل الوسائل المتاحة وما تملكه مصر من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية مسخرة بكل طاقاتها الجبارة لحماية الحقوق والدفاع عن مقدرات الشعب والحفاظ على الثوابت الاستراتيجية.
هذه هى مصر يا سادة.. تعرف كيف تؤمن حقوقها وتحمى أمنها القومى بخطوات ثابتة ومرتبة وبقرارات موجهة توجيها دقيقا لا تعبأ بصراخ وعويل الصغار والأقزام ولا تلتفت إلى الحمقى من مثيرى الغبار الإعلامى التافه!! وتمضى مصر شامخة مرفوعة الهامة بعزة وكرامة.. لقد قالت مصر كلمتها أمام مجلس الأمن الدولى بكل وضوح وصراحة وثبات إن أمن مصر المائى خط أحمر لا نقاش فيه. تأخذ حقها وتؤمن محيطها الحيوى بخطى ثابتة وثقة كاملة وإدراك سليم وتحسب دقيق لكل ردود الأفعال التى ممكن أن تحدث فى المستقبل.
إن السياسة المصرية فى التعامل مع الأزمات مهما كان حجمها وخطورتها تراعى مصالح الشعب والحفاظ على مقدراته ولا تنجرف وراء الشعارات الرنانة ومحاولات استثارة مشاعر المواطنين من قبل بعض محترفى الفتن ودس السم فى العسل من بعض مدعى الوطنية ومحترفين ركوب الأمواج السياسية، وأقول لكل هؤلاء أن مصر الكبيرة والعريقة لا يمكن جرها إلى فخاخ سياسية يصنعها الكبار أو الصغار! ف مصر لها تاريخ حافل بالانتصارات الدبلوماسية وخوض غمار السياسة فى أصعب الأزمات وعقدها.
إننا نثق تمام الثقة فى القيادة السياسية وما تتخذه من قرارات فى كل الأزمات صغيرة كانت أو كبيرة سواء فى الداخل أو الخارج.