الزيادة السكانية .. تقتل المستقبل

الزيادة السكانية .. تقتل المستقبلالدكتور يحيى هاشم

الرأى3-8-2021 | 21:32

إن الوعي المجتمعي بخطورة الزيادة السكانية التي تقتل أحلام المستقبل من أهم آليات مواجهة كارثة الزيادة السكانية و خاصة مع ثقافتنا المجتمعية التقليدية التي إعتادت أن تسمع بشكل روتيني أن تنظيم الأسرة موضوع مهم و أن الزيادة السكانية تهدد التنمية و لكن علينا الآن و في ظل إنطلاق إستراتيجية وطنية جديدة لأعادة بناء الشخصية المصرية و تحقيق الإستثمار الأمثل في البشر تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن نفتح هذا الملف بحسم و بحزم و بصدق أمام المجتمع حتى نتمكن من شرح التفاصيل الخطيرة التي تهدد حاضرنا و مستقبلنا في ذات الوقت و نعرف الأسباب الحقيقية للزيادة السكانية و كيفية مواجهتها و نطرح أفكارا جديدة غير تقليدية خارج الصندوق تجتذب القواعد الجماهيرية بشكل كبير مما يحقق لنا الحد من الزيادة السكانية .

فالدولة لديها موارد معلومة و إمكانيات ذات قدرات محددة و لا بد أن يكون هناك توافق و تناغم بين الموارد و الإمكانيات و عدد السكان حتى تتحقق الحياة الكريمة لكل مواطن على أرض مصر لأن المواطن يحتاج إلى تعليم جيد لأولاده و خدمة صحية متكاملة منذ الولادة و حتى آخر العمر و يحتاج إلى سكن لائق و مرافق و مواصلات و طرق و فرص عمل بها إستدامة في توليد الدخل و كل هذه الإحتياجات يمكن أن تتحقق للمواطن و بجودة كبيرة و لكن علية أن يعلم بأن الزيادة السكانية التي يتسبب فيها سوف تقتل كل هذه الأحلام سواء في الحاضر أو المستقبل .

و ثقافتنا المجتمعية في شأن الإنجاب يجب أن تتغير فهناك من يرى أن كثرة إنجاب الأبناء سوف يحقق له عائد إقتصادي من خلال تشغيلهم مبكرا و خروجهم من التعليم ليكونوا مصدرا لدخل الأسرة كما أن ثقافة الزواج المبكر للفتيات تعتبر عاملا مهما في التأثير المباشر على الزيادة السكانية لزيادة العمر الإنجابي للفتاة و في نفس الوقت يؤثر سلبا على حالتها الصحية و البدنية مما يجعلها تفقد الإستمتاع بجودة و جمال الحياة من حولها و تعتبر المعلومات المغلوطة و الشائعات التي تنتشر بين السيدات عن أضرار وسائل تنظيم الإنجاب تعتبر عاملا خطيرا يجعل الكثير من السيدات يحجمن عن إستخدام هذه الوسائل و كذلك الفهم الخاطيء لصحيح الدين في هذا الشأن مما يخلق تشتيتا ذهنيا لدى المواطن و يدفعه للإنصراف بعيدا عن فهم الهدف من تنظيم الأسرة لكي تتحقق الحياة الكريمة له و لأسرته في الحاضر و في المستقبل .

و لكي نحقق نتيجة فاعلة و مؤثرة مع المجتمع في مواجهة الزيادة السكانية علينا أن نفهم جيدا أبعاد قضية الزيادة السكانية و أنها قضية مجتمعية ذات جانب ديني و جانب طبي و جانب إقتصادي و جانب ثقافي حتى نتمكن من وضع الهيكل الوظيفي للجهة المنوط بها مواجهة هذه الكارثة التي يجب أن يقودها متخصص في علم الإجتماع يساعده أحد رجال الدين من الأزهر و الكنيسة و أطباء و إقتصاديون و متخصصون في التنمية البشرية و متخصصون في خلق الثقافات و تغيير أفكار المجتمع و توجيه الرأي العام المجتمعي ليكون داعما لتوجهات الدولة في التصدي لكارثة الزيادة السكانية حتى نستطيع أن نطور حاضرنا و نحلم ب المستقبل الذي يحقق لنا الإستمتاع بجودة الحياة و تحسين نوعية الحياة .

إن التصدي للزيادة السكانية التي تشوة الحاضر و تقتل المستقبل يعتبر واجب وطني و علينا جميعا أن نتفهم أبعادها و نزيد من وعينا بمخاطرها و تطوير آليات التصدي لمسبباتها و ننطلق بشكل علمي يقوده المتخصصون نحو إستراتيجية وطنية للحد من الزيادة السكانية تكون كل أفكارها جديدة و غير تقليدية حتى تجتذب الجماهير إليها و تكون مؤثرة في قراراتهم تجاه الإنجاب لنحقق الهدف المطلوب في وضع الأساس السليم لبناء المستقبل و لكي تحيا مصر قوية و تكون أم الدنيا و أد الدنيا كلها و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2