أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، مقتل 84 من عناصر الجيش السوداني، في عملية استعادة أراضي ”الفشقة“ شرق البلاد من إثيوبيا.
وقال البرهان، خلال مخاطبته جنود وضباط الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر شمال دارفور، إن ”الجيش سيظل صمام أمان البلاد وعلى جاهزية تامة لحماية حدودها، حيث إنه قدم 84 شهيدا خلال عملية استعادة الفشقة“، مؤكدا أن ”القوات المسلحة ستبقى في الفشقة للرد على أي عدوان يستهدف الأراضي السودانية“.
وأكد أن ”الجيش السوداني سيعمل مع الشركاء المدنيين وشركاء السلام خلال فترة الانتقال لبناء السودان ونشر السلام في ربوعه“.
وتخوض القوات المسلحة السودانية معارك متقطعة مع قوات وميليشيات إثيوبية منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، لاستعادة أراضي الفشقة البالغة نحو مليوني فدان ( الفشقة الصغرى و الفشقة الكبرى)، والتي تسيطر عليها إثيوبيا لنحو 25 عاما.
وسيطرت إثيوبيا، عبر ميليشيات وقوات، على أراضي الفشقة الخصبة، ولاحقت المزارعين السودانيين في المنطقة، الذين فروا من أراضيهم بسبب عنف الميليشيات الإثيوبية.
ويتمسك السودان بأحقيته في أرض الفشقة، ويطالب بوضع العلامات الحدودية على الحدود الشرقية بين البلدين، وذلك وفقاً لاتفاق 1902 الذي تم بين الحاكم الإنجليزي ممثلاً للسودان وإمبراطور إثيوبيا منقستو هايلي ماريام، وأكدته الخرطوم وأديس أبابا لاحقاً في العام 1972.
وأدى إعادة انتشار الجيش السوداني على أراضي الفشقة إلى توتر حاد في علاقات الخرطوم وأديس أبابا.
ويؤكد المسؤولون في السودان أن ”ما يحدث في الفشقة هو انتشار وإعادة انفتاح للقوات المسلحة في أرض سودانية، وأن السودان لن يتراجع عن شبر من أرضه حتى آخر جندي سوداني“.
ونشطت الحكومة السودانية، منذ مطلع العام الحالي، في إنشاء طرق عديدة لتمكين المزارعين السودانيين من الوصول إلى مزارعهم، كما بنت جسوراً على مجاري المياه والخيران؛ من أجل منع انقطاع السكان عن مناطق الزراعة في موسم فصل الخريف، وكذلك العمل على تسهيل حركة المواطنين وقوات الجيش المنتشرة في أرض الفشقة، فضلاً عن إعادة المزارعين الذين فروا من القتال في وقت سابق، وبالتالي التمهيد لدخول الجيش السوداني إلى المنطقة.