والذى منه

والذى منهمحمد ناصر العمدة

الرأى13-8-2021 | 21:30

نجاح الفيلم الروائى السعودي (ولد مرزوق) الموجود فى دور العرض هذه الأيام. ميلاد ل سينما عربية واعدة.. تجربة السعودية عموما مع الإنتاج السينمائي إذا دعمها الجمهور والنقاد ولم تلق تعنتا من عيون الرقابة سوف تطرح سينما جديدة مذاقها عربي خالص بمعنى أنها لن تكون تابعا أو ظلا لفكر غربي (حال ال سينما المصرية فى بداياتها).. ربما هذه الميزة كانت تحتاج للزمن كي تكون.

.. ظهرت عروض ال سينما فى مصر وسوريا وتونس ولبنان فى الفترة من 1895 حتى عام 1908 (وهى ذاتها فترة ظهورها فى تركيا) بعد شهور قليلة من أول عرض للسينما جرى فى العالم فى مقهى شارع كابوسين بباريس.

عرفت سوريا ال سينما بعروض فى مدينة حلب عام 1909 وفى دمشق عام 1912 ( مجموعة من الأتراك جاءوا بآلة عرض وقدموا عروضاً فى بعض المقاهي)

عرقل نمو هذه ال سينما الحرائق التى تكررت وتسببت فى خسائر كارثية ليس للمغامرين الذين جاءوا لتقديم عروضاً للجمهور فى سوريا طامعين فى أرباح كبيرة وإنما للجيران الذين أوقعهم الحظ فى محيط المقاهي التى كانت تُقام عليها عروض ال سينما (محال أو مساكن).

الحرائق فى كل مرة كانت تدمر أو تهدم جزءًا كبيراً منها.. آلة العرض تُدار باليد وكان الضوء الساقط منها على الشاشة يخرج من مصباح يشتعل بغاز الاستيل, إذا كان المقصود هنا هو غاز الإسيتيلين . فالمذكور فى المقالات العلمية التى طالعتها عن هذا الغاز .. هو غاز عديم اللون والرائحة قابل للاشتعال وإذا تحلل قد يؤدى إلى حدوث انفجار، وأكثر استخداماته فى الوقت الحالى فى عمليات لحام المعادن..

بالحرائق المتكررة تحوّل مجرد عرض فيلم إلى مغامرة يهرب منها الجميع

هكذا حوصرت التجربة فى سوريا لسنوات.

أما فى تونس فقد ظهرت عروض ال سينما بعد شهور قليلة من عرض شارع كابوسين فى باريس 1895. التجارب التونسية كانت على يد شمامى (شمامى شكلى ) مواطن تونسى يهوى التصوير جاء من أمريكا فى أكتوبر 1896 وقدم أول عروض لل سينما فى تونس.. من خلال فيلمين، فيلم ( الساقى) وفيلم (وصول القطار ) للأخوين لوميير.

شمامى صوّر أيضا فيلماً وثائقياً عن تونس من منطاد عام 1908 كما كان ضمن أفلامه الأولى فيلماً عن الجيش الفرنسى أثناء الحرب العالمية الأولى، كما أن الرقابة فى سوريا ولبنان تربصت بال سينما فعلاً...

هذه هى سنوات البداية...

أضف تعليق