شهدت الأيام الماضية تطورا خطيرة على الأرض في أفغانستان بعد إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية وبعثتها الدبلوماسية، وعلى إثر ذلك تقدم مقاتلي طالبان بشكل سريع جدا وسيطروا على عدد كبير جدا من عواصم الولايات الأفغانية.
وانتشرت حالة كبيرة من القلق والخوف داخل الشارع الأفغاني السياسي والدولي، من سقوط العاصمة الأفغانية كابول في يد مقاتلي طالبان، سواء بتأثيرات سلبية في الوضع الداخلي في أفغانستان، فقد نزح حوالي 330 ألف مواطن من الاقاليم الأفغانية إلى كابول، وتأثيرات سلبية على العلاقات الدولية، وإعادة إشعال وسط أسيا مرة أخرى، وذلك للأهمية الإستراتيجية الكبرى التي تلعبها العاصمة الأفغانية.
وحذرت الأمم المتحدة من التطورات الميدانية الخطيرة والتى تنذر بأن أفغانستان على شفا أزمة إنسانية كبيرة، كما دعت البلاد المجاور إبقاء الحدود مفتوحة لإستقبال اللاجئين الفارين من طالبان.
وأصبحت طالبان على مشارف العاصمة الأفغانية كابول، وتواصل زحفها في أفغانستان بعد أن تنتهي الولايات المتحدة وبريطانيا من إجراء بعثاتها الدبلوماسية على وجه السرعة.
كما سيطرت الحركة على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كم من جنوب كابل، وسيطرت على حوالي نصف عواصم الولايات الأفغانية، كل هذا في أقل من 8 أيام.
وللعاصمة الأفغانية كابول أهمية استراتيجية وثقل سياسي كبير في منطقة وسط آسيا وسقوطها ينذر بكارثة إنسانية، كبيرة، والتى نستعرضها خلال السطور التالية.
تقع العاصمة الأفغانية على نهر كابول، في القطاع الشرقي للبلاد، ومساحتها 4462 كيلو متر مربع، وتعد المركز السياسي والثقافي لأفغانستان، كما وتقع على امتداد طرق التجارة في جنوب ووسط آسيا.
تحتوى كابول على المنطقة الخضراء وبها القصر الرئاسي والسفارات الأجنبية ومقرات المنظمات الدولية، وبها مطار حامد كرزاي، أحد أهم المطارات في أفغانستان فهو ممر البعثات الدولية وبوابة المساعدات الإنسانية والإغاثية.
رغم التطورات العسكرية والميدانية الخطيرة، أعلنت الولايات المتحدة أنها مستمرة في إجلاء موظفيها وبعثتها الدبلوماسية، وإرسال 3000 جندي أمريكي للمساعدة في علميات الإجلاء، فيما أعلنت المملكة المتحدة أنها ستنشر 600 جندي لفترة مؤقتة من أجل مساعدة الرعايا البريطانيين لمغادرة أفغانستان، وعلى نفس الخط قررت كندا إرسال قوات للمساعدة في إخلاء سفارتها.