كتب: محمد وديع
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته اليوم فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه بنظيره الفرنسى ماكرون بتوجيه التجية والتقدير للمجتمع الفرنسى على حُسن الاستقبال منذ وصوله البلاد.
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى الذى جمعه بنظيره الفرنسى شكره لحفاوة الاستقبال من المجتمع الفرنسى.
فخامة الرئيس/ إيمانويل ماكرون ،رئيس الجمهورية الفرنسية
يطيب لى فى البداية أن أعرب لكم عن خالص التقدير والشكر على حسن الاستقبال الذى لقيناه منذ وصولنا إلى بلدكم الصديق، والذى تربطنا به علاقات تاريخية ممتدة وشراكة قوية فى شتى المجالات، وهو ما يعكس حالة الزخم التى تشهدها علاقاتنا الثنائية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
السيدات والسادة
لقد تباحثت اليوم مع فخامة الرئيس ماكرون حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية، حيث اتفقنا على تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا.
ولقد أكَدَّتْ محادثاتُنا اليوم الأساسَ القوى الذي نستند إليه فى العمل على مواصلة الارتقاء بشتى مجالات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا.
لقد حظيت العلاقات الثنائية فى شقها الاقتصادى بأولوية كبرى خلال مباحثاتنا اليوم، حيث استعرضت مع الرئيس ماكرون ما تم تنفيذه من خطوات فى برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وما حققه من نتائج إيجابية فى استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة فى الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية، خاصة فى إطار المشروعات القومية الكبرى التى تنفذها مصر وتحظى باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية.
كما شهدنا مراسم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا، بقيمة تبلغ حوالى 400 مليون يورو، فى مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرية والبرية ومترو الأنفاق.
وأود أن أشير أيضاً إلى أن الملف الثقافى والتعاون فى المجالات السياحية والتعليمية كان حاضراً فى محادثاتنا اليوم، حيث اتفقنا على إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بيننا، خاصة فى ضوء الاهتمام الفرنسى الكبير، الذي نُقدّره ونعتز به، بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية، لاسيما الفرعونية، فضلاً عن تزامن هذا العام مع الذكرى 150 لافتتاح قناة السويس، والتى تحظى تنمية محورها بأهمية كبرى في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة فى الشرق الأوسط.
السادة الحضور
لقد تناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون حول سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذى عانت مصر وفرنسا من شروره، وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، ويعد التحدى الأكبر لجهودنا فى تحقيق التنمية، حيث أكدنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة أوجه القصور فى مكافحة تلك الظاهرة.
وتناولنا أيضاً تطورات الأوضاع فى ليبيا والتى يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين، فى ظل تأثيره المباشر على الأمن القومى المصرى والفرنسى ومنطقة البحر المتوسط.
كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع فى سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية، وتبادلنا الرؤى حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين فى يوليو الماضى.
فخامة الرئيس
إننى لعلى ثقة فى أن لقاءنا اليوم سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين بلدينا، كما أؤكد لكم حرصنا على الاستمرار فى التنسيق والتشاور من أجل متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته على أرض الواقع، بما يساهم في تطوير علاقاتنا المشتركة على كافة الأصعدة.
وفى الختام، يطيب لى أن أجدد لكم، فخامة الرئيس، الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة لمواصلة التنسيق المشترك، بما يسهم فى تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين.
شكرا لكم فخامة الرئيس