سر التظلمات من نتيجة الثانوية

سر التظلمات من نتيجة الثانويةبهاء زيتون

الرأى28-8-2021 | 09:21

لم أتصور أن تتخطى عدد التظلمات من نتيجة أول ثانوية عامة بالنظام الجديد خلال 3 أيام فقط من فتح باب التظلمات 3000 تظلم ما بين طالب ناجح وراسب ومن له دور ثان بشكل غير مسبوق.. وأعتقد أن السر أو السبب الرئيسى وراء هذا الكم الكبير من التظلمات وهذه الشكوى من نتيجة امتحانات النظام الجديد هو أن الطلبة لم يتعودوا على النظام الجديد للامتحانات – بالقدر الكافى – والمسمى «بالبابل شيت» والذى يعتمد على الفهم والتفكير وقياس المهارات العليا للفهم وليس الحفظ والتلقين.. وهو ما لم يتعود عليه الطلبة.

فكان الأمر يتطلب ضرورة تدريب الطلبة على هذه النوعية من الامتحانات لفترة طويلة لا تقل عن عام على الأقل، حيث اقتصرت فترة تدريب الطلبة على هذه النوعية من الامتحانات على شهرين فقط.. وهى فترة غير كافية حتى يتعود الطلبة على مثل هذه النوعية من الامتحانات والتى تحتاج لقدرات من نوع خاص.

وكان من نتاج عدم تدريب الطلبة بالقدر الكافى على النظام الجديد للامتحانات ما أسفرت عنه النتيجة من رسوب 36% من الطلبة – مرة واحدة – وهى نسبة رسوب كبيرة غير مسبوقة لتصب اللعنات على الوزارة والوزير وكذلك ارتفاع نسب الطلبة المتقدمين لامتحانات الدور الثانى بمادة ومادتين.. والمفاجأة الأكبر هى حصول عدد كبير من الطلبة، الذين كانوا متفوقين فى المراحل التعليمية السابقة وحصلوا على مجاميع 98 و99% فى الإعدادية حصولهم على مجاميع متدنية للغاية لم تتجاوز 54%، مما يؤكد أن «فيه حاجة غلط» فكيف لطلبة كانوا متفوقين طوال مراحل تعليمهم وسنوات دراستهم السابقة وكانوا «يقفلون الدرجات» ثم فجأة يحققون نتيجة متدنية و«يا دوب ينجحون على الحركرك»..

عمومًا فأى جديد دائمًا ما يواجه بعض المشاكل ودائمًا ما يواجه برفض مجتمعى فى بدايته؛ لأنهم لم يعتادوا عليه.. ومع الوقت يمكن تلافى هذه المشاكل.

وإحقاقًا للحق فإن الحسنة الوحيدة التى أسفر عنها نظام الامتحانات الجديد حتى الآن هى إعادة المجاميع الرشيدة المنخفضة لسابق عهدها كما كانت «زمان» فى السبعينيات وأوائل الثمانينيات وإنهاء عهد المجاميع الوهمية الخادعة التى تجاوزت 100% لإرضاء المجتمع والذى كان من نتاجه ما شاهدناه من انخفاض نسبة تنسيق المرحلة الأولى بعد أكثر من 40 سنة إلى 88% فقط للعلمى علوم بعد أن كانت 97.6% العام الماضى وإلى 80% للرياضة بعد أن كانت 94.4% و65% للأدبى بعد أن كانت 80% العام الماضى.

ولكن للأسف ما زالت الكثير من المشاكل والأمراض التعليمية كما هى ولم ينجح النظام الجديد فى القضاء عليها مثل الدروس الخصوصية والغش الجماعى والتى نأمل مع الوقت القضاء على هاتين الآفتين الخطيرتين.

إننى أطالب بشيئين ضرورين لضمان نجاح النظام الجديد للامتحانات.. الشىء الأول هو ضرورة إعادة الطلاب إلى المدرسة مرة أخرى لتدريبهم على نواتج التعليم من مناهج وتدريس وأنشطة تربوية وتدريبهم على النظام الجديد للامتحانات والشىء الثانى الدعوة لتنظيم مؤتمر قومى عاجل لتقييم التجربة فى سنتها الأولى وليحدد لنا هل نحن نسير فى الطريق الصحيح للتطوير من عدمه؟ وما هو المطلوب لضمان الاستمرار وأن يحقق التطوير الهدف منه؟.. حتى لا نصحو.. ونفاجأ بأننا «لبسنا فى حيطة سد».

أضف تعليق