عندما تستمع لحديث الشيخ شوقى أبو زيد، رئيس البعثة الأزهرية فى أفغانستان عن تفاصيل ما تعرضوا له منذ انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان على معظم المدن والمحافظات الأفغانية ودخولها كابول العاصمة تتجمع لديك مجموعة من الأحاسيس المختلفة فى آن واحد.. الحزن والفخر وربما الخوف.
الشيخ شوقى تحدث بعد نزوله من الطائرة المصرية فى القاعدة العسكرية شرق القاهرة على مشاهد رعب وفزع كانت تنتاب الجميع وتدفعهم إلى الجرى فى الشوارع خوفا من إطلاق الغاز العشوائى وهروبا من اللصوص وقُطّاع الطرق الذين أحاطوا بالسيارات للاستيلاء على ما فيها وقال إنه وزملاؤه فى البعثة كادوا يتعرضون للخطر لولا تدخل الدولة المصرية وإعادتهم إلى مقر السفارة المصرية فى كابول حتى تم ترتيب إجراءات إعادتهم، وجاءت الطائرة المصرية وهبطت فى المطار ونقلت كل المصريين.
وتحدث أيضًا الشيخ شوقى عن مشهد غاية فى التأثير، عندما شاهد المصريون المتواجدون بالمطار الطائرة المصرية وعليها العلم المصرى ظلوا يهللون بالحمد والتكبير، فيما ظل الأطفال الذين كست الفرحة وجوههم يضحكون ويصرخون فرحًا بقدوم الطائرة.
هذا المشهد له أبعاد كثيرة فى غاية الأهمية وهى أن الدولة المصرية استطاعت فى وقت قصير وسريع أن تنظم وتدبر وتنفذ عملية تأمين الجالية المصرية فى أفغانستان التى تحولت فى وقت قصير إلى بؤرة مشتعلة، وهذا يعكس مدى قوة وقدرة الدولة، والحالة التنظيمية والتأمينية التى انتقل بها المصريون من السفارة إلى المطار ودخولهم إلى الطائرة وسط آلالاف المحتشدين فى المطار، إنما تعكس تلك القوة القدرة التى أصبحت الدولة المصرية تمتلكها وتنعكس بلا شك على أبنائها فى كل مكان بالأرض حيث تكون هذه القوة مسخرة لخدمتهم فى أى مكان وبأى شكل.
تتمازج مشاعر الفرحة بعودة إخواننا من أفغانستان مع مشاعر الفخر بدولة قوية حاضرة ومؤثرة ويعمل لها الآخرون ألف حساب وحساب، وهو أمر أصبح الآن ومنذ سنوات قليلة مضت سمة واضحة فى الدولة المصرية وأعتقد أنه سيكون واضحا بشكل أكبر فى «الجمهورية الجديدة»، كانت الدولة حاضرة وبقوة مع أبنائها الذين احتجزتهم الإجراءات الاحترازية وقرارات الإغلاق التى اتخذتها الدولة بسبب كورونا وتمكنت من إعادتهم من كل بقاع الدنيا إلى أرض الوطن بداية من روهان الصينية إلى الكويت، انتهاءً بالإمارات، وغيرها من الدول التى علق فيها المصريون.
.. وكلنا نتذكر كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يؤكد على الثأر لأبنائنا الذين تم استباحة دمائهم فى ليبيا وقد شاهدنا بأعيننا كيف خرجت النسور المصرية تثأر لأبنائنا من القتلة، وغيرها من المواقف التى تعرض لها مصريون بالخارج وتدخل فيها الرئيس شخصيا أو تدخلت فيها الدولة بأجهزتها المختلفة من أجل حفظ حقوق وكرامة المصرى أينما وجد، لم يعد الأمر كما كان من قبل.. قد أصبح للمصرى دولة قوية تحميه وتدافع عنه أينما كان، وأصبح يحق لنا جميعا أن نفخر بمصريتنا ونرفع رؤوسنا جميعا ونقول بملء الفيه «أنا مصرى».
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن