قريبا فى الأسواق حليب من البكتيريا

قريبا فى الأسواق حليب من البكتيرياحسين خيرى

الرأى7-9-2021 | 20:37

قريبا سيطرح فى الأسواق حليب منتج من الميكروبات، ويتماشى مع موضة الاعتماد على المأكولات النباتية، والتخلي عن المنتجات الحيوانية، وتحاول التجارب المستمرة منذ سنوات فى ترسيخ مفهوم أن البدائل النباتية الحالية تحمل نفس اللون والطعم والشكل لأطعمة المنتجات الحيوانية.

ويطمئن القائمون على دراسات إنتاج اللبن البكتيري الناس أنه أفضل من ال حليب المتعارف عليه، وسوف يكون تصنيعه أكثر كفاءة من اللحوم المصنعة من فول الصويا، وتأخذ على عاتقها شركة أمريكية بولاية كاليفورنيا تنفيذ الدراسات الخاصة بإنتاج حليب من البكتيريا، ونجح "ربان بانديا" أحد مؤسسي هذه الشركة فى تصنيعه.

وتعتمد إجراءات تصنيعه على عملية "التخمير الدقيق"، وتستخدم كائنات حية دقيقة معدلة وراثيا أو ما تسمى بالميكروبات المصنعة، وألقوا بتصريحات يشوبها كثير من المغالطات، وهو أنه أشبه بما كان يتبعه البشر منذ آلاف السنين
فى استخدام الخمائر لإنتاج الخبز والزبادي والخمر.

وأعلنت الشركة الأمريكية أن سعر الألبان النباتية أرخص بشكل كبير عن ال حليب الحيواني، ويتزامن هذا مع الجدل الدائر فى دول القارة العجوز حول الآثار الضارة للأغذية النباتية المصنعة، ويصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا بحظر إنتاج اللبن النباتي تحت ضغط مصنعي الألبان الحيوانية، وبعد مرور فترة قصيرة يسقط البرلمان نفسه قرار الحظر.

وتأييدا لقرار الحظر، أصدرت دراسة ألمانية توصية صادمة تدحض الحديث الشائع تجاه أن صحة النباتيين أفضل عشرات المرات من صحة آكلي اللحوم، بسبب احتمال تعرض الطرف الأخير للإصابة بالسرطان وأمراض القلب.

وخرجت عدة دراسات حديثة تدعم الدراسة الألمانية، وكلها تذهب إلى حقيقة عدم تواجد أي رابط بين تناول الدهون الحيوانية المشبعة وبين النوبات القلبية، ويحسم هذا الجدل موقع إلكتروني اسمه "أون ميدا" المتخصص فى الصحة، وينصح بأهمية اتباع نظام غذائي متنوع من أجل صحة أفضل، وذلك من خلال تناول الإنسان غذاء نباتيا لمدة أسبوع على الأقل كل شهر، سعيا للحد من تناول كميات اللحوم بنسبة قليلة.

وفى عام 2019، أصدرت محكمة أمريكية حكما بإدانة أبوين بقتل طفلهما، بسبب إرغامه على اتباع نظام غذاء نباتي، مما أصابه بالضعف والهزال، وقضى على حياته، وما يثير للدهشة أن دعوة التمسك بنظام غذاء نباتي صرف تشهد إقبالا متزايدا، وكان بداية ظهور تلك الدعوة على يد فريق فى أوائل تسعينيات القرن الماضي يؤمن به، وحدد مؤيدو هذا النظام يوما عالميا له.

وطالبوا بتجنب تناول كل منتج حيواني مثل الألبان والبيض ومنتجات الجلود، وكانت حجتهم فى ذلك منع استخدام القسوة مع الحيوانات أو ذبحها أو حتى إجراء التجارب عليها، واستغلت شركات عالمية كبرى تلك الدعاوى لإنتاج وتسويق الأغذية النباتية المصنعة والمعدلة وراثيا، وآمنت عدة دول كبرى بهذا النهج ومنها بريطانيا وأستراليا، ووضعت سياسات وخطط لتفعيلها، ولكن عدد كبير من خبراء التغذية أشاروا إلى دراسات عديدة تثبت احتياج الإنسان لعناصر نباتية وأخرى حيوانية فى وقت واحد.

qqq

وفى النهاية، لابد من دق ناقوس الخطر من استغلال شركات الغذاء العالمية العملاقة لهذا الجدل الدائر حول أفضلية الغذاء النباتي، وتروج بصورة ضخمة وعلى نطاق واسع أنه أقل فى التكلفة، ويمنح صحة أقوى، وتهمل التحذير من آثارها الضارة فى نقص الجسم من عناصر هامة فى حالة اعتماده فقط على الغذاء النباتي المصنع، وفوق هذا يحتوي على معدلات وراثية ونكهات ومحسنات وألوان صناعية ضارة.

أضف تعليق