نيويورك تايمز: رواية الجيش الأمريكى حول أخر ضربة نفذها بأفغانستان "غير صحيحة"

نيويورك تايمز: رواية الجيش الأمريكى حول أخر ضربة نفذها بأفغانستان "غير صحيحة"الجيش الامريكي بأفغانستان

عرب وعالم11-9-2021 | 12:45

نشرت صحيفة " نيويورك تايمز الأمريكية تحقيقا يتعارض مع رواية الجيش الأمريكى حول الضربة الأخيرة التي نفّذها في أفغانستان، إذ قالت الصحيفة إن الضربة لم تؤدّ إلى مقتل "جهادي" داخل سيارة مفخخة كما زعمت رواية الجيش، بل أودت بحياة عامل إغاثة في منظمة غير حكومية كان يحمل عبوات مياه.
وشككت الصحيفة في رواية المسؤولين الأميريكية حول الغارة الجوية بطائرة مسيرة التي استهدفت منزلا في أحد الأحياء بالعاصمة الأفغانية في 29 أغسطس الماضي، وأدت إلى تدمير سيارة وقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة معظمهم أطفال.
وكان مسؤولون في وزارة الدفاع "البنتاجون" قالوا بعيد تنفيذ الغارة الجوية إنها استهدفت سيارة كانت محملة بالمتفجرات، مؤكدين أنهم تمكنوا بذلك من إحباط محاولة لتنظيم الدولة الإسلامية لتفجير مطار كابول.
وقالت الصحيفة -في تحقيقها الذي عنونته بـ"خطر وشيك أم عامل إغاثة.. هل قتلت الغارة الأمريكية بطائرة مسيرة في كابول الشخص الخطأ؟"- إن سائق السيارة التي استهدفتها الغارة الأمريكية هو زماري أحمدي (43 عاما)، وهو أفغاني يعمل منذ سنوات عديدة في منظمة إغاثة أمريكية، وإن كل الأدلة تؤكد أن تنقّلاته -باليوم الذي نُفّذت فيه الضربة والتي اعتبرها الجيش الأمريكى مشبوهة- كانت لنقل زملائه من وإلى العمل.
وأشارت الصحيفة إلى أن زماري أحمدي كان يعمل مهندسا مع "مؤسسة التغذية والتعليم الدولية" (Nutrition and Education International) وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تحليلا للقطات صورتها كاميرات مراقبة تشير إلى أن ما رصده الجيش واعتبره نشاطا مشبوها هو لقطات لـ"زماري أحمدي" وزميله وهما يحملان عبوات مياه ويضعانها في صندوق سيارته لجلبها إلى عائلته.
وشككت الصحيفة أيضا -استنادا إلى مقابلات مع خبراء- في رواية الجيش الأمريكي التي تفيد بأن الضربة الجوية قد تكون أدت أيضا إلى تفجير متفجرات كانت مخزنة في صندوق السيارة.
وسلط تحقيق الصحيفة الضوء على جميع تنقلات زماري في اليوم الذي تم فيه استهدافه، وذلك استنادا إلى كاميرات المراقبة في النقاط التي مر بها في كابول وشهادات رئيسه في العمل وزملائه وعائلته، مؤكدا أن الأنشطة التي اعتبرها الجيش الأمريكي سلسلة من التحركات المشبوهة كانت مجرد أنشطة يقوم بها خلال يوم عادي في العمل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أمريكيين القول إنهم لم يكونوا يعرفون هوية سائق السيارة عندما استهدفوه بالغارة، لكنهم اعتبروه مشبوها بسبب تحليلهم لأنشطته في ذلك اليوم، وقالوا إنه من المحتمل أن يكون قد زار منزلا آمنا لـ"داعش"، و قام بتحميل ما اعتقدوا أنه قد يكون متفجرات في سيارته.
وعندما سئل عما توصل إليه تحقيق صحيفة نيويورك تايمز، قال المتحدث باسم البنتاغ جون جون كيربي إن التحقيق مستمر، مشددا على أنه "لا يوجد جيش في العالم حريص -مثل الولايات المتحدة- على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين".
وأضاف -في بيان مقتضب- أن "الضربة استندت إلى معلومات استخبارية جيدة، وما زلنا نعتقد أنها منعت تهديدا وشيكا لمطار كابول".
وكان الجيش الأميركي قد قدم في 29 أغسطس الماضي تفاصيل ما وصف بأول رد عسكري أمريكي على الهجوم الذي استهدف مطار كابول وأدى لمقتل وإصابة العشرات بينهم 13 جنديا أمريكيًا.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2