يقول اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، المشير محمد حسين طنطاوى كان زعيمًا عظيمًا وقائدًا فذًا فى العسكرية المصرية فهذا الرجل له من الأعمال ما كان يرفض الإعلان عنه ، فقد قدم ل مصر أعمالاً كبيرة فى تطوير القوات المسلحة وأثناء مدة خدمته فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وقد نهج نهجًا استراتيجيًا للقوات المسلحة سواء فى التسليح أو فى التدريب، فسنجد أنه كان ينظر للقوات المسلحة من زاويتين هما الانضباط العسكرى الشديد والتدريب الشاق وفى القوات المسلحة توجد 8 مبادئ للتدريب لكنه كان يولى اهتمامًا خاصًا للتدريب الشاق وقت السلم.
وأضاف اللواء الغبارى من أهم ما قام به المشير طنطاوى أنه زرع فى القوات المسلحة أنه لا وظيفة فى قيادة مستقبلية أو فى تصعيد القيادات إلا بأمرين التأهيل العلمى والتأهيل الوظيفي، وبالتالى أهّل ضباط القوات المسلحة فى السلم بحيث لم يكن فى حالة من الركود، كما عمل على النهوض بقدراتهم فنجد الضباط من حملة الماجستير والدكتوراه فى جميع التخصصات، مشيرا إلى أن أهم ما حرص عليه المشير فى مجال التدريب هو أنه أدخل فى القوات المسلحة التدريب المشترك مع القوات الأجنبية لكى يكسر حالة الركود التى تعانى منها الجيوش وقت السلم، فكان صاحب فكر استراتيجي راقٍ، ولكى نتأكد من صحة تلك الاستراتيجية نجد أن الأعداء أنفسهم يشيدون بالدور الذى قام به المشير طنطاوى فى تطوير القوات المسلحة.
وقال الغبارى إن للمشير طنطاوى مسيرة عسكرية تحظى بإشادة عالمية خاصة أنه قائد لمعركة من أهم المعارك التى غيّرت مجرى الأحداث ونتج عنها خسائر فادحة للعدو وهى معركة المزرعة الصينية، حيث استطاع جزء من كتيبة مشاة بقيادة المشير طنطاوى أن تسبب خسائر فادحة لكتيبة كاملة للعدة مما يدل على شجاعة وثبات القائد.
وعن أداء المشير طنطاوى السياسي فى فترة أحداث يناير 2011 وما بعدها قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا: كنت مديرًا لكلية الدفاع الوطنى فى ذلك الوقت وكنا ندرس نتائج الربيع العربى وكان لديه نظرة استراتيجية عميقة فكان قارئًا للربيع العربى ويعى تمامًا أن هناك سيناريوهات ثلاثة لإسقاط الدولة المصرية وهى إما أن الجيش يصطدم بالشعب أو بالتنظيمات الإرهابية أو يحدث صراع طائفى فاتخذ من الإجراءات كل ما يفشل تلك المخططات، مضيفًا: اتخذ المشير طنطاوى خطوات لتوعية الشباب بحقيقة الأمن القومى المصرى والمخاطر التى يتعرض لها، فكان الدور الأكبر لكلية الدفاع الوطنى لتوعية المدنيين، بالإضافة إلى لقاءاته مع ضباط القوات المسلحة كانت سببًا فى انضباط القوات المسلحة واستيعابهم لما تمر به مصر من أحداث فهو قائد عظيم سواء عسكرى أو سياسي وسيذكر التاريخ ما قام به فى مجلدات فهو بالفعل عبر ب مصر إلى بر الأمان.
وأشار إلى أن خدمة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة طويلة مع المشير طنطاوى سواء فى هيئة العمليات أو فى الأمانة العامة، جعلت الرئيس شديد القرب والتأثر به وله خلفية عما مرت به مصر خلال تلك الفترة، موضحًا أن المشير طنطاوى لم يتخل أو يتنحى عن هذا الأمر وصمم أن يواجه الشائعات فى التواجد المباشر، فوجدناه عند ماسبيرو وبعد أحداث محمد محمود وتوجه للعزاء ومشى بدون حراسة فهو كان يواجه الأمر بشجاعة مطلقة لمدة عام وخمسة أشهر.
وقد أعادت "أكتوبر" نشر الحوار كاملًا، ويمكنكم الاطلاع عليه، ضمن صفحات العدد التذكاري الصادر عن رحيل فارس العسكرية المصرية، المشير طنطاوي، الصادر يوم الأحد 27-9-2021.