عقد بالمجلس الأعلي للثقافة جلسة فكرية بعنوان " الكاتب المسرحي في تسعينات القرن العشرين بين الابداع والابتداع " وأدار اللقاء الدكتورة ايمان عز الدين بحضور المخرجة عبير علي والناقدة عبلة الرويني ضمن ايّام المحاور الفكرية والندوات بفعاليات المهرجان القومي للمسرح .
وقالت المخرجة عبير علي عن الكتابة للمسرح : هناك كتابات كثيرة وكتاب كثيرين ولكن المشكلة الأكبر هي النمطية والتكرار، فأين التلميذ والأستاذ، حيث كان التلميذ يتعلم من الأستاذ ويتدرب ثم يقوم بعمل إبداعه بشكل مختلف ، ولدينا كثير من الكتاب ولكن الغالبية العظمى منهم نمطيون لا يقرأون، ولا يشاهدون إلا من رحم ربى ، ومن ثم أنا اري ان هناك فقر في الإبداع ، ولذلك أنا دائما منحازة لكتابة التسعينات .
واشارت عبير إلى أن المسرح احتياج مهم للشعوب ، وانا عندما قدمت رواية ١٩٨٤ ، التي قامت الروائية آمال الميرغني بمسرحتها، والذي رأيت فيها فكرة الفزع من الاختلاف ، وان اَي شخص يختلف في الرأي يعتبر عدوا ويستباح دمه ، لأن فكرة الديكتاتور في ال رواية لم تشكل لي هاجسا بقدر هاجس الخوف من التعددية وعدم تقبلها، وكان حلمي من خلال عرض " الرمادي " أن أرسخ لمفهوم التعددية والاختلاف الذي من شأنه أن يصنع مجتمعا صحيحا، إضافة إلى أن الأخ الأكبر في ال رواية بداخلنا، وقد قمت بعمل دراماتورج للعمل لتحويل ال رواية نحو فكرة الاختلاف والتعددية " .
واضافت عبير قائلة : " المسرح يحتاج إلى تدريب وبحث وهو ما يتطلب وقتا، وبالتالي يحتاج إلى تفرغ وهو ما يتطلب منح الفنان أجرا مقابل مهنته، وكما نعلم فإن شباك التذاكر لا يكفي متطلبات الإنتاج وأجور العاملين ، خاصة ان المسرح يقدم مشروعا ثقافيا ضخما، إضافة إلى إننا مستقلون فكريا ولدينا رؤى مغايرة لا تتعارض مع الدولة ، إن جميع روافد المسرح المصري، مسرح مستقل أو ثقافة جماهيرية أو قطاع خاص، لا يستطيع أحد منها أن يلغي الأخرى، فالمسرح هو الصناعة الثقافية الثقيلة، وواجهة الدول المتحضرة.