سينما الحرب.. تنتظر تدخل الدولة

سينما الحرب.. تنتظر تدخل الدولةسينما حرب اكتوبر

ثقافة وفنون5-10-2021 | 17:23

تناولت السينما حرب أكتوبر من خلال أعمال قليلة تعد على أصابع اليد، ومنها «الرصاصة لا تزال في جيبي، بدور، الوفاء العظيم، أبناء الصمت، حائط البطولات، آخر العمر» وغيرها القليل، ولكن من حق الأجيال الجديدة أن تشاهد أعمالا حديثة توثق للحرب وما أعقبها من أحداث كثيرة، وفي هذا التحقيق يجيب النقاد عن أسباب قلة الأعمال التي وثقت للحرب.

فى هذا الشأن، قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، إن الأعمال التى قدمتها السينما عن حرب أكتوبر هى «نقطة فى بحر» من هذا الإنجاز العظيم الملحمي، فلم تقدم حتى الآن دراما حقيقية متميزة عن النصر، معربة عن أملها أن نجد خلال الفترة المقبلة أعمالا تليق بهذا الحدث الضخم التى سالت دماء أبنائنا فيه من أجل وطن محرر.


وأضافت: الأفلام الموجودة حاليا صنعت بعد الحرب مباشرة على عجل، بينما مثل هذه الأعمال التى تظل سنوات وسنوات لأجيال وأجيال لا بد أن تتم بنوع من التكنيك وتأخذ وقتها فى التحضير، وأن يكون بالعمل دراما حقيقية تتناول الحرب بأبعادها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، من قصص أبطالنا فى الحرب حتى يكون قريبا من نفوس المشاهدين.


وأشارت البشلاوي، إلى أنه لابد من تدخل الدولة لتوفير المعدات الحربية، لأنها باهظة التكاليف على المنتجين، وأن تقدم معلومات جديدة عن الحرب تعتمد على وقائع حقيقية لعمليات حدثت، وكذلك مؤلف ومخرج محترف حتى يظهر العمل فى أفضل صورة، والأهم أن كل القائمين على العمل يجب ألا ينشغلوا بالمكسب المادى، ولكن الأهم المكسب المعنوى والأدبى الذى سيظل فى الذاكرة من خلال تقديم عمل خالد يحكى هذا النصر العظيم .


استثمار ناقص


ورأى الناقد محمود قاسم، أن انتصارات أكتوبر لم يتم استثمارها فى السينما بشكل كاف وقوى ويبرز مدى قوة هذه الملحمة، بل اكتفى صناع السينما بأفلام محدودة تناولت من خلالها المشاهد واللقطات عن الحرب دون تقديم فيلم قوى يجسد أحداث حرب أكتوبر بواقعية، مضيفا: وعلى الرغم من ضعف الأفلام التى جسدت حرب أكتوبر، إلا أنها بمثابة تأريخ لما حدث فى هذه الحرب وهذا الحدث الضخم، فبدون هذه الأفلام القليلة التى اكتفت بالإشارة إلى حرب 73، لم تعرف الأجيال الجديدة شيئًا عن الحرب.


وأرجع أسباب قلة الأفلام التى تتناول حرب أكتوبر إلى تكلفتها الباهظة، وتخوف المنتجين من الخسارة المادية، مؤكدا أننا فى حاجة لعمل ضخم يعكس قيمة انتصارات أكتوبر المجيدة، وهو بالضرورة يتطلب ميزانية عالية جداً ومعدات وطائرات حربية، ودبابات، وملابس عسكرية، يجب أن توفرها المؤسسة العسكرية.


وأوضح قاسم، أن الأجيال الجديدة نضجت على مشاهدة الأفلام المبهرة على مستوى الصورة والإمكانيات، وذلك عكس الأفلام القديمة التى صنعت فى هذه الفترة حينئذ، وهو ما يجعل الشباب ينصرف عن مشاهدتها بسبب جودتها، وهو ما يتطلب من الدولة مشاركة صناع السينما للخروج بعمل وطنى عن حرب أكتوبر يجذب الأجيال الصغيرة خاصة والشعب كله عامة، ويترك بصمة فى تاريخ الأفلام الوطنية الحربية.


عمال كاشفة


وفى ذات السياق، تحدثت الناقدة ماجدة خير الله، قائلة إن السينما المصرية لم تسجل وتؤرخ ل حرب أكتوبر المجيدة حتى هذه اللحظة سوى من خلال أفلام ضعيفة، وما زلنا نحتاج إلى أفلام تكشف عن تفاصيل الانتصار، وترصد بطولات الرجال الذين صنعوا العبور، خاصة أن حرب أكتوبر تستحق عملا سينمائيا تاريخيا ضخما وكبيرا بأقوى إمكانيات ممكنة لا أفلام ضعيفة، وهذا يتطلب جهة إنتاج قوية حتى يخرج العمل إلى النور بشكل لائق ويليق بحجم هذا الانتصار، وهذا ليس فى قدرة المنتجين، الذين يبحثون عن الأفلام التجارية للحصول على مكاسبهم وإيراداتهم، لذا على الدولة أن تشارك فى صنع هذا العمل من خلال تقديم الدعم الكافى من الإمكانيات التى تسهل عملا سينمائيا من هذا النوع، والتى تساهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان الشعب المصرى، خاصة جيل الشباب الذى لم يعاصر الحرب.


وأشارت إلى أن اتجاه المشاهدين للأعمال الوطنية التاريخية ظهر خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد عرض مسلسل الاختيار بجزئية والذى حقق نجاحا ساحقا، مما يدل على وعيهم وإدراكهم الواسع فى اختيار الأعمال المهمة وترك غيرها من الضعيفة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2