اللواء محيي نوح: أذقنا العدو مرارة الهزيمة فى الطور و«جولدا مائير» ألغت زيارتها لقواتها

اللواء محيي نوح: أذقنا العدو مرارة الهزيمة فى الطور و«جولدا مائير» ألغت زيارتها لقواتهااللواء محيي نوح

مصر5-10-2021 | 18:11

سيسجل التاريخ نضال الأبطال ومنهم اللواء محيي نوح بطل الصاعقة المصرية وقائد المجموعة 39 قتال والذى تولى قيادة المجموعة بعد استشهاد البطل إبراهيم الرفاعى، وسيروى التاريخ بطولات نوح وغيره من أبطال العبور والذي شارك فى عمليات بلغت 92 عملية قتالية نفذت ضد قوات العدو الإسرائيلي قبيل حرب أكتوبر وفى حرب أكتوبر 1973.. فى هذه السطور بعض من تلك البطولات.

يقول اللواء محيى نوح: كنت طالبا متفوقا رياضيا والتحقت بعد الثانوية العامة بكلية الطب جامعة القاهرة بعد أن منحنى تفوقى الرياضى 10% زيادة على مجموعى فى الثانوية العامة، وكنا نقوم بتجارب فى الملاكمة للسفر لدورة المغرب عام 1960 وكان المسئول عنها فى ذلك الوقت العقيد على شفيق وشاورت أسرتى فى ذلك وباركت أمى تلك الخطوة وتوجهت إلى على شفيق الذى اتصل باللواء محمد فوزى فى ذلك الوقت الذى كان مدير الكلية الحربية وبالفعل اختبرت ونجحت فى اختبارات الكلية الحربية وكنت من المتقدمين فى الكلية الحربية وكان اللواء محمد فوزى يستمتع بمشاهدتى وأنا أمارس لعبة الملاكمة.

وقد التحقت ب الصاعقة وكان ذلك فى سنة 1963 وكنت الأول على مجموعتى بامتياز وحجزت فى مدرسة الصاعقة ودربت العديد من الضباط الذين التحقوا بمدرسة الصاعقة إلى أن بدأنا فى تأسيس إحدى كتائب الصاعقة للتوجه لليمن وهى التى تحارب الإرهاب اليوم فى سيناء.

ويستطرد نوح، توجهنا إلى اليمن فحاربنا فوق الجبال والسهول باليمن وحققنا انتصارات كبيرة كان لها تأثير إيجابى على قواتنا المسلحة وقد أصبت فى اليمن وتم ترقيتى بشكل استثنائى نتيجة لما حققته فى اليمن من انتصارات مع زملائى وفى نهاية 1966 تم نقلنا إلى انشاص فى قيادة قوات الصاعقة ثم تم نقلنا إلى رأس محمد ومنطقة شرم الشيخ فى جنوب سيناء.

ويتذكر البطل يوم 5 يونيو فيقول كنا نسمع البيانات غير الحقيقية وكانت وسائل الاتصال غير متاحة وفوجئنا بتعليمات للتحرك من رأس محمد للتوجه للإسماعيلية وكنت برتبة نقيب وقائد سرية صاعقة وتحركنا إلى الإسماعيلية وتم توجيهنا للتحرك لمواجهة لواء مدرع ولواء مشاة متوجهين من العريش لاحتلال القنطرة وأخذنا القوات وتوجهنا إلى منطقة جلبانة بالعريش واستطعنا إيقاف اللواء المدرع واللواء المشاة لمدة 24 ساعة رغم ضعف إمكانيات الأسلحة فبدأنا الضرب بالآر بى جى.

فى اليوم الثانى استطاع العدو الضرب بقوة وبدأ يفتح تشكيلة يوم 7 يونيو ليلا وكان تأثير الأسلحة ضعيفًا فبدأنا بالضرب بالبنادق الآلية والقنابل اليدوية ونحن فى الحفر البرميلية واستخدمنا القنابل اللاصقة ولكن تأثيرها كان ضعيفا حتى استطاعوا اختراق الموقع وتوجه العدو بسريته لاحتلال القنطرة وتوجهت لمنطقة الكاب وتوجهنا بالقطار من الإسماعيلية إلى بورسعيد بمدرسة اشتوم الجميل.

وكلفنا بالتقاط الشاردين المنسحبين من بحيرة البردويل وبالفعل نفذنا المهمة وتلقيت تعليمات بالخروج بسريتى لوضع فصيلة فى راس العش وفصيلة فى الكاب وثالثة فى التينة وهما تابعين لهيئة الإرشاد بقناة السويس وفى نفس الوقت القوات التى وصلت للقنطرة خرجت منها 13 دبابة ومركبة لاحتلال بورفؤاد وبدأ الاشتباك فى 30 يونيو ليلا واستطعت بمعاونة زملائى إيقاف تقدم قوات العدو ثم بدأ طيران العدو فى ضرب الموقع والمدنيين وأصبت من ضرب طيران العدو للمرة الثانية ونقلت إلى مستشفى بورسعيد.

ويستكمل قائد الصاعقة حديثه قائلا تلقينا تعليمات بنزول الكتيبة إلى القاهرة وكنت على معرفة بالشهيد البطل إبراهيم الرفاعى أثناء وجودى باليمن وعند لقائه تولى فرع العمليات الخاصة فى إدارة العمليات الحربية والاستطلاع.

وبدأت المجموعة تقوم بعمليات كثيرة وصلت الى 92عملية بين عمليات إغارة وكمائن وعمليات خلف خطوط العدو وفى داخل إسرائيل نفسها وضرب منطقة إيلات بالصواريخ وكانت نتيجة العمليات 430 بين قتيل ومصاب إسرائيلى و تدمير 17 دبابة إسرائيلية و77 مركبة إسرائيلية وأسر أول أسير إسرائيلى هو يعقوب رونيه وتدمير 4 لوادر إسرائيلية بالإضافة الى الغارات المستمرة على مواقع العدو على طول القناة.

تلك العمليات رفعت الروح المعنوية لقواتنا وخفضت الروح المعنوية للعدو وكسرت الحاجز النفسى بين الجندى المصرى والإسرائيلى فقد استطاع الجندى المصرى بقوته وشجاعته وبسالته وإقدامه أن يقهر الجندى الإسرائيلي.

وأضاف، قمنا بعمليات كثيرة كانت أول عملية إغارة على موقع لسان التمساح المقابل لمدينة الإسماعيلية نتيجة لاستشهاد البطل عبد المنعم رياض فى 9مارس 1969 وهو مع جنوده وضباطه فى الخطوط الأمامية وهو ما يعرف بيوم الشهيد فكان لابد من الانتقام فكلفت المجموعة بتدمير الموقع المقابل ل مدينة الإسماعيلية واستطعنا مراقبة الموقع من مبنى الارشاد وأماكن الدخول والخروج من الموقع والأعداد التى به من جنود ودشم التى يوجد بها الجنود وكانت دشم حصينة بها فلنكات سكة حديد وقضبان سكة حديد وشكاير رمل ودبش وكانوا يتحركون بين الدشم من خلال خنادق محمية بصاج.

وللتدريب على الموقع قمنا بعمل تختة رمل وبدأنا التدريب فى مناطق مثل بحيرة قارون والنيل على كيفية إصابة الأهداف والتعامل مع العدو وفى اليوم الأربعين على وفاة عبد المنعم رياض 19 أبريل كنت قائد مجموعة اقتحام بالإضافة إلى البطل إبراهيم الرفاعى وعدد من المجموعات الأخرى لزملائى المشتركين فى الاقتحام بالإضافة إلى مجموعة من الصاعقة البحرية وكانت الخطة أن تستمر المدفعية فى ضرب العدو حتى نصل إلى جنوب الموقع بحوالى 150 مترا حيث طلب البطل إبراهيم الرفاعى وقف ضرب المدفعية وبدأنا فى مهاجمة الموقع فبدأنا فى رمى قنابل يدوية وقنابل الدخان ثم تعاملنا مع العدو بالأسلحة وكان عددهم 44 فردا وكان عدد من عبروا 64 فردا وتعاملنا حتى اشتبكنا بالسلاح الأبيض ونجحنا فى القضاء على قوة الموقع كاملة وأنزلنا العلم الإسرائيلى ورفعنا علم مصر وأحرقنا المنطقة الإدارية وجعلنا الموقع مشتعلا وشاهده اهالى الاسماعيلية فكان منظرا فريدا وأصبت فى أثناء تلك المعركة، ونقلت إلى مستشفى القصاصين حيث عمل نقل دم ونقلت إلى مستشفى المعادى وقابلنا اللواء محمد صادق وكان مديرا للمخابرات الحربية فى ذلك الوقت وقد أبلغنا أن هناك قيادة مهمة سوف تأتى لزيارتنا وفوجئنا بالرئيس جمال عبد الناصر بصحبة مجموعة من القيادات وكنت برتبة نقيب واستمع الرئيس لما حدث منى وقلت له أن الجندى المصرى استطاع بقدرته وشجاعته وبسالته وعقيدته أن يهزم الجندى الذى كان يقال عنه إنه الجندى الذى لا يقهر وسألنى الرئيس ماذا تطلب بشكل شخصى إلا أننى طلبت أن أخرج العملية القادمة مع زملائى حتى لو لم يتم إنهاء علاجى ووافق الرئيس على ذلك وكانت زيارة لها تأثير إيجابى على القوات المسلحة ككل وعلى قوات الصاعقة وعلى المجموعة 39 قتال.

بعد مرور 3 شهور استدعانا ابراهيم الرفاعى لتنفيذ عملية أخرى على نفس الموقع وكان الإسرائيليون جددوا الموقع ووضعوا فيه أسلحة ووضعوا حوله ألغامًا وسلكًا شائكًا وكان من المخطط أن يتم الدخول والخروج من مكان دخول جنود العدو وخروجهم وبالفعل قامت المدفعية بضرب الموقع بالمدافع وعبرنا 64 فردا إلى أن وصلنا الموقع ودخلنا بـ 3 مجموعات ونحن فى منتصف الثغرة حدث تفجير فى إحدى المجموعات ومجموعتى وأصبت للمرة الرابعة بالإضافة إلى أحد زملائى وفتح العدو نيرانه وبدأت احتياطات العدو تتحرك لكى يتم أسرنا داخل الثغرة وبدأ ابراهيم الرفاعى يستخدم السلاح وحملت زميلى المصاب إلى أن عبرت به القناة وفى هذا اليوم استشهد منا 9 وأصيب 23 شخصا.

وأضاف نوح: قمنا بعمليات كثيرة وكانوا يسندون العمليات المستحيلة للمجموعة 39 قتال فمثلا عملية فى الجنوب يوم 2 مايو 1970 كانت جولدا مائير تستعد لزيارة قواتها فى مطار الطور فأمر ابراهيم الرفاعى باتخاذ الإعدادات اللازمة وتوجهنا إلى منطقة رأس دب ونفخنا القوارب والصواريخ والقواذف وتوجهنا للقوارب وكان يوما عاصفا وكانت الأمواج عاتية والظلام دامسًا وتعرضت إحدى المركبات للانقلاب إلا أننى تمسكت بحبل فى القارب وزملائى يبحثون عنى تحت القارب وأيقنت أنها الشهادة إلا أنه كُتب لى عمر جديد حين شاهدت صورة ابنتى وأنا تحت الماء وفوجئت أن القارب توقف واستطعت الصعود للقارب ووصلنا إلى مركب لبنانى ومن خلالها استطعنا وضع الألغام على الطريق الترابى وبدأنا نضرب المطار لمدة 40 دقيقة بالصواريخ وانخفضت معنويات جولدا مائير وكان يوم سبت حزين بالنسبة للعدو.

وعن عمليات حرب أكتوبر كانت لدينا مهمة يوم 6 أكتوبر هى تدمير مواقع البترول فى الجنوب لكى لا يتمكن العدو من تموين معداته وقواربه ولا يستطيع سحب البترول الى داخل اسرائيل كما استطعنا ضرب مواقع البترول فى شلاطيم وابورديس وابوزنيمة وبذلك حرمنا العدو من البترول فى منطقة الجنوب بالكامل.

واختتم اللواء محيى نوح حواره برسالة وجهها إلى الشباب قائلاً لهم: حافظوا على سيناء وأرض مصر واعملوا وجدوا واجتهدوا من أجل مصر وفى أى مكان اجعلوا مصر أمام أعينكم وأعطوا مصر الكثير مثلما أعطتكم الكثير.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2