8أكتوبر.. الإثنين الأسود فى تاريخ إسرائيل

8أكتوبر.. الإثنين الأسود فى تاريخ إسرائيلحرب اكتوبر

مصر5-10-2021 | 20:17

يعد الثامن من أكتوبر من أشد الأيام كآبة وأكثرها إحباطا على الجبهة الجنوبية قاطبة لدى إسرائيل، حيث استطاعت سرية مصرية اتجهت لمضيق الجدى من الوصول إلى مطار تمادا ومباغتته فى الساعة 1010 فأحدثت خسائر جسيمة به مما اضطر العدو إلى توجيه طيرانه للبحث عن تلك القوة الصغيرة التى اندفعت لأكثر من 80 كم إلا أن هذه السرية تمكنت من الإفلات بعد تنفيذ مهمتها وعادت للانضمام إلى القوات الرئيسية ولم تكتف بذلك بل قامت بمهاجمة موقع للرادار الإسرائيلي أثناء عودتها.

يروى عساف ياجورى أن القوات الإسرائيلية قامت بأمر من الجنرال جونين قائد جبهة سيناء بهجوم مضاد يوم 8 أكتوبر.


ويضيف: أنا وجنودى شعرنا بخيبة الأمل فكل من عاش وسط أحداث الإثنين الأسود لن ينسى مرارته أبدا مهما حاول النسيان فلا أحد يعلم حجم الخسائر الحقيقية، حيث استطاع المصريون تحطيم هجومنا المضاد.


والكلام على لسان ياجورى «عندما عدت من الأسر أذهلنى حجم الخسائر، التى وقعت فى صفوفنا وزاد من حيرتى ما سمعته ممن نجا ومن كلماته أيضا «كيف يضع الجيش الإسرائيلي نفسه فى هذا الموقف المخجل وأين ضاعت سرعة تحركه وتأهبه؟»


ويقول ياجورى إنه صدرت فى الساعه 1034 أوامر إلى ألوية أدان من الجنرال جونين بالاقتحام وشن هجوما مضادا فى جبهة سيناء فى اتجاه الفردان وقد انتشرت ألوية أدان على الطريق العرضى ما بين بالوظة فى الشمال والطاسة فى الوسط وكانت تلك الألوية الثلاثة المدرعة تستهدف احتلال المعابر الثلاثة، التى نجحت قواتنا فى إقامتها شمال البلاح وظن الجنرال جونين فى الساعة 1415 أن الموقف مع أدان يسير بحسب الخطة الموضوعة فأمر شارون للاندفاع غربا بين الطاسة وممر الجدى لاستغلال نجاح قوات أدان.


المقاتل الصخرة


وفى الساعة 1430 تحركت ألوية أدان الثلاثة لتتلقفها نيران القوات المصرية، التى كانت فى انتظار فريستها بمجرد دخول قوات أدان مرمى نيران الدبابات المصرية وحولت المنطقة إلى كتلة من اللهب صهرت مدرعات العدو وكانت دقة التصويب لها دور فى تحويل هذا اليوم إلى يوم أسود فى إسرائيل وتحطم الهجوم المضاد للعدو فى الفردان على صخرة المقاتل المصري.


ويقول عساف ياجورى فى مقال له بجريدة معاريف نشر فى فبراير 1975 «بمجرد أن اقتربت دباباتى وقعت تحت نيران الفرقة الثانية مشاة، التى كانت ترابط فى مواقع جيدة على الضفة الشرقية للقناة فى انتظار هجومنا المضاد».
ولم ينج من دباباتى إلا أربع هى وحدها التى أفلتت من هذا الجحيم وعندما علم جونين ما حدث لأدان حث شارون على التوجه لمعاونته لتخفيف الضغط عليه إلا أن شارون تلكأ ورفض الانصياع لأمره.


وتقول جريدة هاعولام هازي الإسرائيلية «إن الجنرال موشى ديان إنهار فى اليوم الثالث للحرب عندما حطمت القوات المصرية جميع هجماته المضادة فى سيناء ووصلت القوات السورية إلى مسافة خمس دقائق من وادى الأردن وأوقعت خسائر جسيمة فى دباباته وطائراته، و هذه الأحداث حولت ديان إلى رجل محطم».


وفى الخامسة عصرا دخل بارليف على مائير فظهر فى تجاعيد وجهها أثر الهزيمة وأخذت تقص على بارليف كيف اعترف لها ديان بخطئه بعد عودته من جولة تفتيشية على الجبهات وقال لها معبرا عن الأمر «جولدا لقد أخطأت فى كل شيء إننى أنتظر كارثة وسوف نضطر إلى الانسحاب من الجولان حتى الحافة ومن سيناء حتى المضايق حيث سنحارب حتى آخر طلقة».


نجاح ميداني


وميدانيا استمر عبور الدبابات والأسلحة الثقيلة فى نطاق الجيش الثالث رغم تركيز العدو نيرانه لتدمير المعابر كما استمرت المعدات والاحتياطيات تتدفق على المعابر فى نطاق الجيش الثانى أيضا وبذلك نجح الجيشان الثانى والثالث فى صد كافة هجمات العدو المضادة بعد تكبيدها خسائر فادحة جدا ففى نهاية اليوم كانت الفرق الخمس قد أتمت إنشاء رءوس الكبارى بعمق 8-10 كم، حيث وقفت هناك فى شموخ.


وقد حاول العدو تحقيق أى نجاحات جوا فحاولت الطائرات الإسرائيلية مهاجمة أجهزة الرادار لفتح ثغرة فى الحقل الرادارى كما ركزت الهجوم على بورسعيد فقصفتها ثلاث مرات فيما بين الظهر والمساء وقد بلغ عدد الطلعات المعادية خلال هذا اليوم 319 طلعة طائرة خص منها بورسعيد وحدها نحو تسعين طلعة وقد أسقط منها دفاعنا الجوى 15 طائرة.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2