حذر محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومُستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية من عزم مؤسسات صهيونية انتهاك حرمة مقبرة إسلامية في القدس المحتلة.
وقال الهباش ، في بيان وزع على الصحفيين، اليوم السبت، إن "هذه المؤسسات تنوي انتهاك حرمة مقبرة "مأمن الله" من خلال إقامة احتفال يوم 11 أكتوبر، على أنقاض ما تبقى من المقبرة الإسلامية التاريخية، والتي تحتضن رفات مئات المقدسيين والمسلمين منذ ما يزيد على ألف عام".
وأضاف أن "مثل هذه الخطوة تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان لما فيها من اعتداء سافر على رفات أجدادنا وإهانة بالغة للمسلمين جميعًا، كون مقبرة "مأمن الله" في مدينة القدس تحتوي بين جنباتها رفات المئات من المسلمين الأوائل الذين فتحوا هذه البلاد، وأقاموا فيها دور العلم والعبادة فكانت القدس في زمانهم منارة للعلم والإيمان".
ولفت إلى أن الجماعات الصهيونية تعمل ليلا ونهارًا لتثبيت رواية مزيفة من الأكاذيب والخرافات المختلقة في المدينة المقدسة من خلال الاعتداء على الشواهد التاريخية والدينية التي تثبت إسلامية القدس وعروبتها، مشددا على أن مقبرة "مأمن الله" هي أحد هذه الشواهد الساطعة، التي تشهد على إسلامية المكان وتدحض الأساطير والأكاذيب الاستعمارية كافة.
كما حذر من أن إقامة مثل هذه الجريمة سوف تزيد من حالة الغضب والتوتر التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال، فضلا عن شعور أكثر من مليار ونصف المليار مسلم بالإهانة بسبب انتهاك حرمة موتاهم، مطالبًا العقلاء بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان ومنع إقامة مثل هذه الجريمة، وإلا فإنه لا يوجد أحد يستطيع أن يحتوي ردود الأفعال التي سوف تكون، وحينها لن ينفع الندم ولن يكون للعقلاء وقتها أي دور أو تأثير.
ودعا الهباش، الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو، بالتدخل لوقف هذا الانتهاك الصارخ للحقوق الدينية والتاريخية والثقافية لشعبنا الفلسطيني، قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه.
ومن جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان اليوم، عزم مؤسسات صهيونية أمريكية إقامة الحفل بعد غد الاثنين، جزءا لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها، مؤكدة أنه يندرج في إطار محاولات تغيير معالمها الحضارية وهويتها العربية الفلسطينية.
وشددت على أنها تنظر بخطورة بالغة إلى هذا الاعتداء الاستفزازي على مقبرة إسلامية تاريخية، وتعتبره انتهاكها صارخا للقوانين والأعراف الدولية، مطالبة الإدارة الأمريكية الحالية بعدم مشاركة مسؤوليها في هذا الاحتفال "البشع"، الذي يتناقض مع السياسة الأمريكية بشأن مستقبل مدينة القدس.
كما طالبت المنظمات الدولية المعنية بإدانة ووقف مثل هذه الانتهاكات المتواصلة للحقوق السياسية، والثقافية، والتاريخية، والقانونية، والدينية الفلسطينية في القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين.