غريب عبد التواب.. أول من رفع العلم
عاش غريب عبد التواب ابن قرية الواسطى فى محافظة بنى سويف فى سبتمبر 1948 تخرج فى كلية الحربية 1968بتفوق ونبوغ وفى يناير 1973 رقى إلى رتبة النقيب وعين قائدا لسربيى فى كتيبته وقد ارتبط اسمه بمعارك المدرعات البارزة وقد منح أعلى وساما عسكريا هو نجمة سيناء.
كان غريب شابا تقيا حفظ القرآن وتعمق فى السنه ودرس سير الصحابة والمجاهدين واعتبرهم مثله الأعلى فى الحياة، كان ينتظر إشارة البدء على أحر من الجمر وعندما استدعاه قائد الكتيبة قبيل ساعة الصفر باعتبارا قائد سرية أخبره بأن مهمة سريته تأمين عبور اللواء الخامس مشاة إلى الشرق وسلمه علم مصر وصاريا خشبيا متمنيا له التوفيق.
عاد الشهيد غريب إلى وحدته وأعطى التلقين النهائى لرجاله بالمهمة المكلفين بها وحثهم على الترابط والانضباط العسكرى ثم أقسم بالله وباسم مصر أن يكون للوطن الفداء وأن يأخذ بثأر الشهداء الذين سبقوهم إلى الشهادة فى الحروب السابقة.
فى بدء العبور فى الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر كان الشهيد البطل غريب ورجاله فى طليعة أبطالنا وطأت أقدامهم الشاطئ الشرقي للقناة وتسلقوا الساتر الترابى المرتفع إلى 15مترا ليشاركوا فى رفع علم مصر فى الوقت نفسه بدأت مجموعة من الدبابات الإسرائيلية هجومها المضاد باتجاه شرق القناة لتشتبك مع مجموعة من مقالتى الصاعقة المصرية بقيادة الشهيد الرائد غريب عبد التواب.
وعندما انفجر لغم مصري تحت إحدى الدبابات الإسرائيلية ودمرها بدأت بقية الدبابات فى المناورة بحيث تندفع دبابة إلى الأمام فى حماية ثلاث أخريات لكن أبطالنا الصاعقة يفسدون المناورة ويدمرون دبابة أخرى ليفقدوا العدو صوابه ويبدأ التقهقر للخلف وسط وابل كثيف من نيران أبطالنا.
وفجاة تندفع ثلاث دبابات إسرائيلية فى اتجاه المصطبة الموجود عليها الرائد غريب قائد السرية وتنفتح شهية البطل الشهيد غريب فى اصطياد المزيد من الدبابات المعادية بعد أن دمر ثلاثا منها خلال الهجوم المضاد فيندفع فى اتجاه الدبابة الأولى تحت وابل من الرصاص ويقفز فوقها فى لمح البصر ويفتح برجها ليلقى فيه بقنبلة لتتحول الدبابة إلى كتلة من اللهب فى الحال بينما كان أحد جنوده وهو البطل شنودة راغب فاتحا رشاشه حاصدا لجنود العدو قبل أن يحاول حمل قائده بعيدا عن الموقع غير أن طلقات العدو تمكنت منهما ولقى البطلان ربهما وكل منهما يحتضن الآخر.
الحجف.. وتأمين العبور
السيد أحمد الحجف.. حمى برجاله عبور الجيش الثالث لشرق القناة .. هو أحد أبرز قادة قوات الصاعقة المصرية التى شاركت فى ملحمة أكتوبر وأعطى رجالها البواسل لمصر حتى آخر قطرة دم.
ولد فى أغسطس 1935 وتخرج فى ال كلية الحربية بمنتصف الخمسينيات ليكون ضمن أول فرقة تعقد بمصر فى أبى عجيلة لقوات الصاعقة فرقة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى عام 1955 .
شارك فى حرب السويس عام 1956 قبل أن يسافر إلى اليمن ضمن قوات الصاعقة المصرية التى قاتلت هناك وعندما اندلعت حرب يونيو كان يقاتل ضد العدو على الجبهة الأردنية وأثناء حرب الاستنزاف شارك البطل فى إعداد وتجهيز رجال الصاعقة لخوض معركة الكرامة فى عام 1973 من خلال عمله كمساعد لكبير معلمى الصاعقة.
كان البطل رئيسا لعمليات مجموعة الصاعقة فى منطقة رأس سدر عندما اكتشف رجال الاستطلاع مقدمة لواء مدرع إسرائيلي يتجه نحو المنطقة بهدف تمشيطها والاستيلاء عليها فى أعقاب قصف جوى مركز به سلاح الجو الإسرائيلي فى الأيام الأولى للحرب للقضاء على قوة الصاعقة المصرية بمضيق رأس سدر وكان كم القنابل والصواريخ التى غطت المنطقة هائلا ولذا تصور العدو أنه قد أباد كل الرجال الذين يحتمون بالمضيق.
عندما اقتربت المدرعات الإسرائيلية قاد البطل الحجف رجاله للتعامل مع مدرعات العدو من خلف مواقعهم الحصينة وأمام شدة نيران أبطالنا تراجع العدو وانسحب شرقا مقرا بالأمر الواقع ومعترفا بصلابة قوات الصاعقة المصرية التى كانت تسيطر على الموقع تماما.
وعلى مدى 48 ساعة لم يظهر للعدو أى أثر حول الموقع قبل أن يعاود اللواء الإسرائيلي المدرع الهجوم بكثافة نيران عالية وهنا تسابق أبطال الصاعقة لزرع الألغام فى طريق المدرعات الإسرائيلية لتغطى الدماء أرض المعركة ويصاب الجندى الإسرائيلي بالفزع أمام بطولات رجال الصاعقة وقدرتهم العالية فى القتال.
كانت إسرائيل تحاول اجتياز منطقة رأس سدر؛ لتعطيل عمليات عبور الجيش الثالث إلى شرق القناة وكان أبطال الصاعقة المصريون يقفون لها بالمرصاد، وعندما حدثت الثغرة صدرت الأوامر للمجموعة بالعودة إلى مقدمة الجيش الثالث المتمركزة فى عيون موسى بينما تولى العقيد الشهيد السيد الحجف إحدى كتائب المجموعة لقتال العدو فى الثغرة، حيث قاتل مع رجاله قتالا مستميتا وكبدوا العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات وبينما كان القائد الشهيد يخطط لكمين جديد أصابته شظية قاتلة واستشهد البطل بعد أن استجمع قواه وصاح بأعلى صوته تحيا مصر ثم نطق الشهادة.
كرمته مصر أثناء حياته وبعد استشهاده بعدة أوسمة وأنواط منها نوط الشجاعة ونوط التدريب ونوط النجمة العسكرية.
رءوف أبو سعدة.. وملحمة رأس العش
رءوف أبو سعدة ابن مدينة بورسعيد الباسلة ولد فى أغسطس 1946 تلقى تعليمه الأساسي فى مدينة بورسعيد وحصل على شهادة اتمام الدراسة الثانوية من مدرسة الملك الكامل بالمنصورة التحق بال كلية الحربية فى مارس 1965 وتخرج فيها فى مايو 1967 ليحارب فى معركة رأس العش وشارك فى حرب الاستنزاف وفى عام 1970 اختير ضمن البعثة التى سافرت إلى ليبيا لإنشاء مدرسة الصاعقة هناك وعندما اندلعت حرب أكتوبر كان الشهيد يعمل مدرسا فى مدرسة الصاعقة.
كان أبو سعدة فى مقدمة أبطال الصاعقة، الذين يقدمون على تنفيذ العمليات الخاصة أثناء حرب الاستنزاف وعندما كلفت وحدته بمهاجمة لسان بور توفيق استقل مع مجموعته القارب للعبور وما كادوا يحركون حتى انقلب القارب وسقط الجميع فى الماء وسرعان ما قفز البطل فى الماء وسبح عائدا إلى غرب القناة بسرعة ملحوظة معتمدا على مهارته المشهود بها فى السباحة وأحضر قاربا من القوارب الاحتياطية، ثم عاد به لزملائه والتقطهم جميعا وعندما وصلوا إلى اللسان فتحوا الثغرات فى حقول الألغام من حوله وبدءوا فى العبور من خلالها وتم تدمير التحصينات والأسلحة والمعدات الموجودة فى اللسان بفضل شجاعة وبسالة الضابط رءوف أبو سعدة.
استشهد البطل خلال حرب أكتوبر 1973 حيث انفجر به أحد الألغام التى كان قد زرعها العدو فى منطقة لسان بور توفيق قبل أن تستسلم تحت إشراف هيئة الصليب الأحمر ، وقد أهدته مصر نوط الشجاعة ونوط الشرف العسكرى.