بعد ما تعرضت له فى الخامس من يونيو 67، وفى مهمتها الكبرى لقطع اليد الطولى للعدو الإسرائيلى، بدأت قيادة القوات الجوية تنفيذ خطة تطوير وإعادة تنظيم القوات الجوية خلال أعوام 1968و1969 و1970، والتى تمثلت فى إعداد الطيار المقاتل الكفء بالعدد الكافى وتوفير الطائرات المتطورة والحديثة بمختلف أنواعها، وتجهيز القواعد الجوية والمطارات بمختلف مستوياتها واستعدادها الميدانى والإدارى والفنى، ورفع كفاءة وسائل الإنذار والتوجيه، ودرجة الاستعداد القتالى الجوى، وتأمين الطائرات على الأرض ومعداتها بحمايتها داخل الدشم والملاجئ الخرسانية، وتطوير أساليب التدريب لتحقيق أفضل النتائج فى أسرع وقت والالتزام بالانضباط الجوى وتنفيذ الصيانة اليومية والدورية والإصلاحات والعمرة فى القاعدة.
تعد «رأس العش» أهم معارك القوات الجوية التى أذهلت إسرائيل يوم 1 يوليو 1967 فى ملحمة عسكرية جوية سجلت صفحة مشرقة لقواتنا المسلحة بصفة عامة والجوية بصفة خاصة.
ونتيجة لما تكبده العدو فى معركة «رأس العش» قامت مجموعة من الطائرات الإسرائيلية بقصف مواقع المدفعية المصرية الموجودة على الضفة الغربية لقناة السويس والتى كانت مهمتها معاونة قوات الصاعقة، وبعد انتهاء الغارة الجوية الإسرائيلية عاودت المدفعية المصرية فتح نيرانها على العدو فى الضفة الشرقية للقناة.
ويروى المشير محمد الجمسي فى مذكراته، أن اللواء أحمد إسماعيل الذى تولى قيادة الجبهة فى أول يوليو 1967 طلب استخدام قواتنا الجوية ضد العدو رفعا للروح المعنوية، ولكى نبعث برسالة أننا لم نفقد القدرة على القتال برغم تفوق العدو، وكنا فى قيادة الجبهة على ثقة بأن قواتنا الجوية بقيادة الفريق طيار مدكور أبو العز لن تتأخر فى الاستجابة لطلبنا.
وفى يوم 14 يوليو - والرواية للمشير محمد الجمسي - أبلغنا أن 10 طائرات مصرية مقاتلة قاذفة ميج 17 تحميها 10 طائرات مقاتلة، هاجمت تجمع دبابات وعربات مدرعة للعدو فى القطاع الجنوبى من الجبهة، ودارت معركة جوية أصيبت فيها طائرتان إسرائيليتان، وكان ذلك ردًا عمليا وإشارة واضحة ل إسرائيل أن قواتنا الجوية لم تفقد قدرتها على القتال، وتكررت الطلعات الجوية فى 15 يوليو والتى أثبت فيها الطيارون المصريون كفاءة كبيرة.
وقام أبطال القوات الجوية بعدد كبير من العمليات الناجحة وعلى رأسهم الطيار أحمد المنصوري، والطيار مصطفى الحناوى وغيرهم، وهكذا أثبت نسور مصر قدرتهم على مواجهة العدو وقتاله وتبديد مقولته أنه يملك سماء المنطقة.
ضرب دبابات العدو
وفى 27 يوليو 1969جهزت قواتنا الجوية سربين ميج 17 لضرب هدفين محددين للعدو، أحدهما فى أم خشيت مركز قيادة العدو الأمامى، والثانى فى سدر الحيطان مركز تجميع دبابات للعدو، وخصص سرب لكل هدف وتم القذف بدقة، وأحدثت خسائر كبيرة فى كلا الهدفين.
أسراب قاذفة
وفى 11 سبتمبر 1969 قام أكثر من 100 طائرة مقاتلة قاذفة فى تشكيل أسراب قاذفة ميج 17 وأسراب حماية ميج 21 فى شكل أنساق متتالية طوال اليوم، تقذف أهدافا للعدو على المحور الشمالى من رمانة حتى مصفق والمحور الجنوبى فى متلا والحيطان، وتمت هذه الغارات بتنسيق جيد مع قوات الدفاع الجوى، كما ظهرت قدرة القتال والقذف على مستوى السرب الكامل.
تخطيط واستعداد
توقعت قيادة القوات الجوية أن طيران العدو سوف يقذف مواقعنا يوم 23 أكتوبر 1969 بعد غارة الدفرسوار، وأسر الضابط دان أفيدان فجهزت سرب مقاتلات ميج 21 لقتال العدو الجوى عند اقترابه من المنطقة، كما وضعت لقائد السرب خطة وأسلوبًا للقتال وعند اقتراب طائرات العدو كانت أربع طائرات ميج 21 تقلع لاستقباله، وتم الاشتباك الجوى قبل أن يتمكن العدو من إلقاء قنابله على منطقة غرب الدفرسوار، ثم تبعتها أربع طائرات ميج 21 أخرى، وعندما شاهد العدو ذلك لم يكمل مهمته وفك اشتباكه الجوى وألقى بقنابله على قواته شرق قناة السويس وفر هاربا من المعركة.
تطوير الهجمات والاستطلاع
فى بداية عام 1970 تطورت هجمات القوات الجوية ودخلت عمق سيناء، وكانت الغارة المركزة على منطقة ناحل يام غرب العريش مباشرة على مسافة 100كم من قناة السويس مثالا جيدا على تطور قتال تشكيلاتنا الجوية من الميج 21 فى عمق سيناء.