اعتمد الاتحاد الأوروبي سياسة جديدة حيال منطقة القطب الشمالي، مؤكدا أهميتها الجيوسياسية لأوروبا ولمئات الآلاف من الأوروبيين الذين يعيشون فيها.
وجاء في بيان صحفي أصدرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، أن أزمتي البيئة وتغير المناخ أظهرتا حقيقة أن ما يحدث في القطب الشمالي لا يبقى داخل أراضيه فقط، فضلا عن أن المنافسة الجيوسياسية آخذة في الازدياد، ومع بدء فقدان التوازن المناخي في القطب الشمالي، أصبح لزاماً علينا أن نعيده إلى مساره الطبيعي مرة أخرى.
وأضاف البيان: أن هذا الأمر هو السبب الذي دفعنا اليوم إلى تبني سياسة جديدة ترمي إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي بشكل أقوى من أجل منطقة قطبية سلمية ومستدامة ومزدهرة تتمحور في صميمها الصفقة الأوروبية الخضراء .. مع الإشارة إلى ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع ثلاث مرات من بقية الكوكب.. كما أصبحت حرائق الغابات هي القاعدة في بعض أجزاء المنطقة، وأدى انهيار البنية التحتية في الصيف الماضي إلى بقعة نفطية ضخمة، لذا يجب إصلاح جل هذه الأمور، لاسيما وأن ذوبان الجليد والتربة الصقيعية في القطب الشمالي يزيدان من تسريع تغير المناخ بما ترك تأثيرات هائلة، شعر بها الأوروبيون وفي جميع أنحاء العالم.. و الاتحاد الأوروبي مستعد للقيادة بالقدوة بحسب البيان.
وتابع: اقترحنا العمل ضد المصادر الرئيسية للتلوث التي تؤثر على مناطق القطب الشمالي في الهواء والبر والبحر، مثل البلاستيك والقمامة البحرية والكربون الأسود والمواد الكيميائية وانبعاثات النقل ، وكذلك الاستغلال غير المستدام للموارد الطبيعية.
وأردف "نطلق دعوة إلى بقاء معادن النفط والغاز والفحم في الأرض، بما في ذلك في القطب الشمالي، وسنسعى للتوصل إلى اتفاق دولي بشأن وقف اختياري لاستخراجها.
وفي السياق، أوضح البيان أهمية أن دول القطب الشمالي الثمانية من المحتمل أن تكون من الموردين المهمين للمواد الخام لأوروبا، وهناك بالفعل أنشطة لاستخراج المعادن في القطب الشمالي الأوروبي، ويمكن أن تكون هذه الأنشطة محركًا اقتصاديًا مهمًا لبلدان القطب الشمالي، مع ضمان توفير إمدادات مستدامة وآمنة من المواد الخام الحيوية لصناعة الاتحاد الأوروبي، لذا يتعين على المجتمع الدولي، وخاصة بلدان الاتحاد الأوروبي، أن تكثف من جهودها لحماية التنوع البيولوجي وإشراك المجتمعات المحلية والأصلية في منطقة القطب الشمالي، كما يجب علينا وضع أعلى المعايير لتقليل التأثير البيئي لعمليات الاستغلال والمعالجة.
وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تعميم قضايا القطب الشمالي في الدبلوماسية الأوروبية وتعزيز المشاركة في المنتديات الإقليمية للقطب الشمالي، وكذلك فتح مكتبًا للمفوضية الأوروبية في جرينلاند، لتعزيز وتعميق الشراكة بين المفوضية الأوروبية وحكومة جرينلاند، بما في ذلك من خلال التعاون والحوار في المجالات ذات الاهتمام المشترك.. في هذا، سيكون من المهم العمل مع جميع شركاء القطب الشمالي في أوروبا، ومع الولايات المتحدة وكندا، ومع شركاء آخرين معنيين بشؤون القطب الشمالي.