إن من أصعب ما يواجه متخذى القرار فى المصالح و المؤسسات و الهيئات هو الوصول الى قيادات متميزة وكوادر علمية وطنية تنكر ذاتها ولا تتمتع بالأنانية ، يؤمنون بالعمل من أجل غيرهم ومن أجل وطنهم وانسانيتهم ، وعلى الرغم من قلتهم ،و لكنهم دائماً ما يصنعون النجاح ويحصدون التميز ، و من الواجب على الباحث عن هؤلاء أن يتجرد من هوى نفسه ويتخلى عن الأنانية ويوجه أنظار الجميع تجاه هؤلاء المميزين لأن فى نجاحهم نجاحه ونجاح المؤسسة ومن ثم نجاح الدولة ، وذلك لأن أمثال هؤلاء يتمتعون بهمة قوية وعزيمة عالية ، و يسيرون خلف دوافع وغايات نبيلة، و إنجازاتهم إذا تم تقديرها تُعطيهم دافعاً للتضحية المستمرة من أجل الوطن، و على متخذى القرار إيجاد الآليات الجيدة لتقييمهم وتوظيف إمكانياتهم لخدمة الوطن والمواطن، فعندما يقوم المسئولين بالحفاظ على هذه الكفاءات وعدم إهدارها ، فإن تلك الكفاءات تمتلك الجاهزية ولديهم القدرة على الإبتكار متسلحين بخبرات عملية وعلمية ، وغالباً ما يتبادر الى الأذهان سؤال لماذا لم تتم الاستفادة بهؤلاء النوابع وخصوصاً ومصرنا تتقدم نحو صناعة تاريخ جديد وجمهورية جديدة قوامها الأساسى التنمية الشاملة والمتجددة ، فما هى الأسباب التى تحول بينهم وبين قيامهم بالأدوار التى تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم ؟ إن العمل على بناء الإنسان وإكسابه المهارات التى تعمل على رفع مستواه الفكرى ، فذلك يؤسس لبناء الحاضر و المستقبل حيث أن الإستثمار فى البشر بالشكل الصحيح لا يمكن لأى قوة مهما كانت أن تعرقل مسيرة تقدمه فالإنسان هو غاية ومقصد التنمية وأى جهد يوجه لغير ذلك فهو جهد لا قيمة له ولا شك انه زائل.
إن الموارد البشرية تُعد أهم الموارد وأهم الثروات ، وتنمية تلك الموارد من الأهمية بمكان فى بناء وتنمية الأمم وذلك لما لها من أثر فعال إذا لاقت الإهتمام اللازم وتهيئت لها ظروف التنشئة والاعداد بالشكل المناسب، واستثمار طاقاتها وقدراتها فى منظومة التنمية الشاملة المستدامة.
ولابد من العلم بأنه مهما توافرت الموارد الطبيعية و الموارد المالية دون توافر موارد بشرية مؤهلة ومدربة على كل جديد فى كافة العلوم فلا جدوى من ذلك لأنه سيكون كمن يحرث فى الماء لان وجود العناصر البشرية المدربة والمهيئة من أصحاب الإمكانيات والمدارك والخبرات العلمية المميزة التى تمكنهم من إستغلال واستثمار تلك الموارد الطبيعية والمالية لتنمية المجتمع والنهوض به ،
وهناك دوراً هاماً للمؤسسات و الهيئات والوزارات للبحث عن واكتشاف هذه القوى البشرية الهامة والتى يجب الحفاظ عليها وتنميتها وتوظيف امكانياتها لخدمة مشاريع التنمية المستدامة التى تشهدها وتعيشها مصر فى السنوات الأخيرة.