دعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الجوع وأزمة المناخ، وذلك بمناسبة يوم الأغذية العالمي أمس.
وقال شو دونيو؛ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو)، في مراسم الافتتاح، إن الجوع أثر في 811 مليون شخص في العالم في العام الماضي، على الرغم من أن العالم ينتج أغذية تكفي الجميع، و"هذا لا يمكن تصوره وغير مقبول".
وحذر شو؛ من أن المخاطر أكبر ما تكون بالنسبة للشباب، مؤكدا أنه في الأعوام المقبلة، يجب التخفيف من آثار تغير المناخ لمحاربة الجوع والفقر.
وللقيام بذلك، شدد على ضرورة أن يصبح إنتاج الغذاء العالمي أكثر كفاءة واستدامة، إذ يمكن للمستهلكين أيضا المساهمة بسلوكهم.
من جانبه، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة بالفيديو، أمس، إن يوم الأغذية العالمي هو دعوة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وقال إن وباء فيروس كورونا تسبب في تفاقم الوضع الغذائي العالمي، ما يعني أن ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكلفة الغذاء الصحي.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من ازدياد أزمة الجوع على نحو غير مسبوق نتيجة الأزمة المناخية، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة المجتمعات على التكيف مع الصدمات والضغوط المناخية.
وأفاد ديفيد بيزلي؛ المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في بيان، "بأن مساحات شاسعة من العالم، من مدغشقر إلى هندوراس إلى بنجلادش، تعاني أزمة مناخية أصبحت الآن حقيقة يومية يعيشها الملايين".
وحذر من أن المجتمعات الضعيفة والمحتاجة، التي تعتمد أغلبيتها على الزراعة وصيد السمك والثروة الحيوانية - التي تسهم بأقل قدر في أزمة المناخ - تتحمل وطأة تداعيات هذا الأمر بإمكانات محدودة للتخفيف من حدة الصدمة.
وأضاف، أن النزاعات تعوق وصول الجهود الإنسانية إلى المجتمعات المحلية، مؤكدا حشد الجهود لمواجهة هذه التحديات، وأشار إلى أن البرنامج يدعم المجتمعات المتضررة من الأمطار الموسمية الغزيرة والفيضانات من خلال تقديم المساعدات النقدية قبل وقوع الكوارث حتى يتمكن السكان من شراء الأغذية والدواء وحماية الأصول الحيوية ونقل الماشية والأسر إلى أماكن آمنة. وقال: إن النزاع يتسبب في إغراق الملايين في الجوع اليوم، مع وجود حاجة ملحة إلى الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر والتكيف مع المناخ وبرامج بناء القدرة على الصمود لتجنب هذه الكارثة الإنسانية.
تتناثر هياكل عظمية لأغنام نافقة فوق أرض قحطاء تلهبها أشعة الشمس الحارقة في شمال كينيا، فيما يمر بجانبها رعاة عطشى بخطى متثاقلة في مسيرة تستغرق يوما للوصول إلى أقرب مصدر للمياه.
وهذا هو الموسم الثاني على التوالي، الذي تغيب فيه الأمطار عن سماء شمال كينيا، وهي منطقة شبه قاحلة من البلاد، على عكس الجنوب الأكثر خصوبة واخضرارا.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 465 ألف طفل دون سن الخامسة وما يربو على 93 ألف امرأة حبلى ومرضعة يعانون سوء التغذية في المنطقة الشمالية بكينيا.
وتشهد أسعار المواد الغذائية زيادة مطردة، وتظهر بيانات الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف في مقاطعة مارسابيت أنها أعلى من المتوسط بـ 16 في المائة.
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن قلة المطر تعني أن 2.4 مليون شخص في المنطقة سيواجهون الصعاب لتأمين ما يكفيهم من الطعام بحلول نوفمبر.