أتي مؤتمر شباب العالم المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ في موعده، لتعديل عدة مسارات واتجاهات فكرية للعالم بأسره عن مصر، ليس فيما يتعلق بإنعاش السياحة فقط في ظل حالة الركود التي تضرب هذا القطاع الإقتصادي الحيوي فى مقتل، وإنما لتأكيد استتباب الأمن في مدينة السلام والتي تعد من أروع وأجمل المقاصد السياحية ذات السمعة العالمية.
وإحقاقا للحق فإن الفكرة في حد ذاتها تعد عبقرية وذات مغزي ودلالة قوية، من أجل توصيل رسالة سيحملها كل شاب زائر ويعود بها لبلده ليتحدث إلي ذويه وأصدقاءه وزملاءه في العمل، أو الجامعة، عن مصر التي لم تكن في خاطره ولم يسمع عنها من قبل، أو لم يكن يعتقد أنها بهذا السحر.
لفت نظري لقاء أحد المرسلين التلفزيونيين للقناة الأولي، مع فتاة مصرية أمريكية تعمل في مجال العلاقات العامة بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك علي هامش المؤتمر وسألها المراسل عن مصر في عيون الشباب الأمريكي، وجاءت إجابتها صادمة، حيث قالت - باللغة العربية - إن الشباب هناك يعتقدون أن مصر دولة متخلفة، ومتواضعة إلي حد كبير، وهو ما تفاجئوا به عندما رأوا عكس ما سمعوا عنه خلال الزيارة، وهو ما سوف يصب بالتبعية في مصلحة مصر نحو تعديل الفكر المغلوط عن أرض الكنانة بصفة عامة.
وتأتي عظمة الفكره من وجهه نظري الشخصية ليس في ذاتها فقط بل وتوقيتها أيضا لاستهداف تلك الفئة الصغيرة من شباب العالم، والذي بات يعتمد في بناء أفكاره ومعتقداته علي تلك الصور التي تصلة عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعي الهلامي، تارة والخيالي، تارة أخري، وهو ما يفسر تشوه واهتزاز صورة مصر دوليا، ليأتي هذا المؤتمر كفرصة ذهبية نبني عليها لتصحيح المسار والاتجاهات الفكرية تجاهنا.