جودة لطفى
قال الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر خلال فعاليات مؤتمر الحوار بين الشرق والغرب بروما ان العنف المتبادل بين الشَّرق والغَرب اليوم هو السِّمَةَ البائسة التي تعزل حضارتنا المعاصرة، عن باقي الحضارات الإنسانيَّة التي عَبرَت على صفحات الأزمان
واكد الطيب ان حضارة إنسان القرن الواحد والعشرين لا تمثل إلَّا تراجُعًا حضاريًّا مُخيِّبـًا للآمـال إذا ما قُورِنت بحضارة القرن العشرين، وأنَّ القرن الماضي إذا كان قد حفَلَ في مُنتَصَفِه الأوَّل بحربَيْنِ عالميتين راحَ بسببهما أكثر من 70 مليون ضحيَّة، إلَّا أن صُنَّاع الحروب والنافخين على نيرانها سُرعان ما أدركوا فداحة الثمن، وتفاهةَ البواعث التي لم تكن تستحق قطرة واحدة مما أُهْدِر من دماء في هذه الحروب.
وقال أن بلدان العالم قد انقسمت في ذلكم القرن إلى معسكرين متنافرين أشدَّ التنافر: فكرًا وفلسفة واقتصادًا، إلا أن الحرب الباردة التي كانت تضبط ميزان التعادل بين المعسكرين المتعاديين؛ كانت حربًا بلا دماء ولا أشلاء، وربما توفر للأمم والشعوب في ظلال هذه الحرب الباردة، المتوترة حيًنا والمتراخية حينًا آخر، كثير من الشعور بالأمن والاستقرار، والإحساس بأن زمنًا جديدًا أظل الناس لا حرب فيه ولا موتَ ولا دمار، وإنْ سيطر عليه قَدْرٌ من الخوف من المجهول يشتد أحيانًا ويَفْتُر في أكثر الأحايين.