الفريق أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية: قادرون على حماية المصالح المصرية

الفريق أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية:  قادرون على حماية المصالح المصريةالفريق أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية

حوارات وتحقيقات26-10-2021 | 17:09

احتفلت القوات البحرية المصرية بعيدها الرابع والخمسين، وهو اليوم الذى لقنت فيه القوات البحرية المصرية العدو درسًا لن ينساه، حيث غيرت من خلال إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فأذهلت العالم وغيرت الفكر الاستراتيجي العالمى، ولا تزال حتى اليوم القوات البحرية تقوم بدورها فى حماية المصالح المصرية ضد ما تواجهه المصالح المصرية من تهديدات وتحديات، من خلال ما تقوم به القوات البحرية من عملية تطوير متمثلة فى محورين أساسيين، المقاتل والمُعدة، وهو ما أشار إليه الفريق أحمد خالد حسن، قائد القوات البحرية، خلال حواره فى السطور التالية.


ما أسباب اختيار هذا اليوم بالتحديد عيدًا للقوات البحرية؟


يوم 21 أكتوبر 1967 تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد 2 لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة نتج عنها إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، فكان للقوات البحرية المصرية السبق فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم والتى أصابت العدو بارتباك وأذهلت العالم، مما أدى إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم، وكان ذلك إيذانًا ببدء عصر جديد ترفع فيه هامات جميع المصريين جندًا وشعبًا وتنكّس فيه رءوس العدو.


هل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح.. وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية ب البحر المتوسط والبحر الأحمر؟


تعاقدت البحرية المصرية على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة من ضمنها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم - جوويند - ميكو 200) والغواصات طراز ( 209 / 1400)، مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة، والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، كما ساهم ذلك فى التأكيد على الثقل الإقليمى لجمهورية مصر العربية.


ماذا عن تطوير القدرات العسكرية بأيادٍ مصرية والذى ظهر فى الوحدات المنضمة حديثًا لقواتنا البحرية؟


تحرص القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى كل الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية بضم قطع جديدة للأسطول البحرى المصرى، من خلال الإحلال والتجديد للوحدات البحرية والتى تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكرى مع دول الجوار، التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة من خلال التصنيع المشترك للوحدات البحرية بترسانة الإسكندرية البحرية من فرقاطات طراز جو ويند - ريبات - لنشات 28م والذى يعتبرالخطوة الأولى على طريق النجاح، حيث تمكّنت الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100٪.


ما مستقبل الصناعات البحرية المحلية وكيف يمكن أن تضيف هذه القطع للقوات البحرية؟


كانت رؤية القوات البحرية هى الإصرار على نقل التكنولوجيا البحرية الحديثة من خلال التصنيع المشترك مع الشركاء الدوليين وهو ما ساهم بشكل كبير وفعال فى إكساب العمالة المصرية خبرات جديدة ومتطورة، مما أدى إلى اقتحام مجال الصناعات البحرية بشكل احترافى وهو ما ساهم بشكل ملحوظ فى تصنيع وإضافة عدد كبير من الوحدات البحرية مختلفة الأنواع والطرازات لتلبى كل احتياجات القوات البحرية فى كل الاتجاهات، مما رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية، وساهم فى دعم الأمن القومي المصري والحفاظ على المقدرات الاقتصادية المهمة بالبحر فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.


هل لتسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات جديدة ارتباط بتطوير البنية التحتية والإنشائية التى تشهدها القوات البحرية حاليًا؟ وما تمثله قاعدة 3 يوليو البحرية من قيمة عسكرية واستراتيجية لجمهورية مصر العربية؟


إن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازى بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبرعدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى المتوسط والأحمر، بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن، وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامنًا مع إعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها، وانضمام الوحدات البحرية الحديثة من حاملات الطائرات المروحية وفرقاطات ولنشات وصواريخ وغواصات، حيث تم إنشاء قاعدة برنيس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.


كيف يُترجم امتلاك القوات البحرية لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية فى بناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح؟


يأتى ذلك من خلال أولاً العنصر البشرى الذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءًا من الجندى المقاتل، وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى، وثانيًا منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى، حيث تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل فى كل من ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الإسكندرية وبالفعل بدأت فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسي والفرقاطات طراز ميكو 200 بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدرّبة ومؤهلة.


كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية وطلبة الكلية البحرية للتعامل مع المنظومات الحديثة لتكنولوجيا التسليح العالمية؟


أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين المعني بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) ليكون قادرًا على استيعاب التطور العالمي فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، كما تسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادرالمختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية، وبالنسبة للضباط يتم انتقاء أفضل العناصر والتى تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة، بما فيها من اختبارات سمات وقدرات بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التى تؤكد على مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية، ويتم تأهيل الضباط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة، حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة.


ما الدور الذي تشارك به القوات البحرية المصرية فى تأمين المسرح الجنوبى باب المندب.. وما يمثله من أهمية استراتيجية لقناة السويس؟


يتضمن الأمن البحرى عناصر مختلفة بدءًا من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التى تشكلها القرصنة والإرهاب والاتجار بالمخدارت والتهريب بالبحر، خاصة تهريب الأسلحة، حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدى للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية فى مواجهة أى تعدٍ، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كافٍ لحماية مقدرات الدولة واستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية والتى تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة، وتحقيق الحماية للمجرى الملاحى (قناة السويس) كونه شريانًا ملاحيًا عالميًا، كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومى العربى عند باب المندب بالمشاركة فى العملية (إعادة الأمل) لمساندة الدول العربية الشقيقة فى تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومى فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة.


ما الدور الذى قامت به القوات البحرية فى عملية تطهير أرض سيناء من العناصر الإرهابية؟


تقوم القوات البحرية بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، والذى يتمثل فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أي دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي، وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه بها.


ما اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية المصرية.. وما أهميتها وفوائدها على مصر؟ وما الدور الذى قامت به القوات البحرية وأجهزة الدول المختلفة من أجل الوصول لهذه الاتفاقيات؟


المكاسب التي حققتها مصر من اتفاقيات ترسيم الحدود أتاحت ل مصر الانطلاق لاستثمار الثروات الطبيعية واستكشافات الطاقة فى المياه الاقتصادية الخالصة المصرية، وفتحت المجال أمام توقيع اتفاقات أخرى بين مصر وتلك الدول لاستغلال وجود موارد طبيعية مشتركة ممتدة بين المناطق الاقتصادية الخالصة مع تلك الأطراف، بالإضافة إلى أنها أكدت على مصداقية وإرادة مصرية لإنجاز اتفاقيات تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخاصة، وفقًا لقواعد القانون الدولي ذات الصلة ومراعاة مبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الدول المتجاورة مع مصر، أما دور القوات البحرية وأجهزة الدولة المختلفة للوصول لتلك الاتفاقيات، فهى القيام بأعمال التفاوض من خلال لجنة متخصصة من أجهزة الدولة المعنية، كما أن القوات البحرية لديها كفاءات فنية متخصصة فى تعيين الحدود البحرية تستخدم أحدث البرمجيات على مستوى العالم، والتى لديها القدرة على التطبيق الفني الكفء لقواعد القانون الدولي والممارسات الفنية والقانونية فى موضوعات تعيين الحدود البحرية أثناء مراحل التفاوض المختلفة.


كيف تعاملت القوات البحرية مع التحديات الناجمة عن اكتشاف الثروات الطبيعية بما يحافظ على المقدرات الاقتصادية لمصر.. وبما يحفظ الأمن والسلم البحرى فى المنطقة؟


قامت القوات البحرية باتخاذ العديد من الخطوات التى من شأنها الحفاظ على تأمين ثروات ومقدرات الدولة المصرية فى المياة الاقتصادية الخالصة كتوزيع القوات على كلا المسرحين (المتوسط - الأحمر)، لضمان سرعة رد الفعل فى اتجاه التهديد بإنشاء أسطولين (شمالى - جنوبي)، ثلاث قواعد بحرية جديدة (برنيس - جرجوب - شرق بورسعيد) وتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة بالتعاون مع الدول الصديقة والتعاون الوثيق فى مجال التصنيع المشترك للوحدات البحرية (فرقاطات طراز جوويند - ريبات - لنش 28م - لنشات إرشاد- ميكو 200)، وكذلك الارتقاء بمستوى العنصر البشرى ب القوات البحرية (بدنيًا/علميًا/عمليًا)، مما أدى لامتلاك مصر لقوة بحرية حديثة وذات كفاءة عالية بما يعزز من الأمن البحرى والاستقرار فى المنطقة، ف مصر مسئولة عن تأمين مساحة من البحر تبلغ 114 ألف ميل مربع (74 ألف ميل مربع فى البحر المتوسط و40 ألف ميل مربع فى البحر الأحمر) بالإضافة لقناة السويس والتى تعد من أهم الممرات الملاحية فى العالم.


فما أهمية التدريبات المشتركة والعابرة مع البحريات العالمية؟ وما تمثله من توطيد للعلاقات الثنائية فى ظل ما يسمى بـ (الدبلوماسية العسكرية)؟


إن تحول القوات البحرية إلى إحدى كبريات البحريات الزرقاء بالإقليم وأدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كل بحريات العالم وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، وهو الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين من مواكبة التطور فى التكتيكات البحرية الحديثة بمختلف اتجاهاتها (شرقية / غربية) وتكنولوجيا التسليح البحرى.

أضف تعليق