أثار وزير الإعلام اللبناني، «جورج قرداحي»، جدلا وسخطا واسعا، وذلك بعد حواره في برنامج «برلمان الشعب»، بعد تصريحاته عن موقف السعودية والإمارات من أزمة اليمن، والتي دافع فيها عن الحوثيين.
وعند سؤاله : "هل تتمنون حصول انقلاب عسكري في لبنان؟"، فقال: "يا ريت"، مطالباً بانقلاب عسكري مؤقت، لمدة 5 سنوات لتنظيم الأمور والدفاع عن حقوق الناس، وعند سؤاله عن موقفه مما يحدث في اليمن قال: "شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف، والسعودية والإمارات تعتديان، و الحوثيين يمارسون ا لدفاع عن النفس مما ادي لتعرضه للوم واستنكار شديد، لما لها من آثار سلبية لعلاقات لبنان مع دول الخليج وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية.
تعليق رئيس وزراء لبنان على أزمة قرداحي: ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء اللبناني «نجيب مقاتي»، رفضه التام لتصريحات جورج قرداحي عن موقف السعودية والإمارات من أزمة اليمن، والتي دافع فيها عن الحوثيين.
وأضاف أن لبنان متمسكة بالروابط العربية، مؤكدا إدانته لأي تدخل في الشؤون السعودية الداخلية من أي جهة.
وزير الخارجية اليمني، وتعليقه علي أزمة «جورج قرداحي»
وفي الجانب الاخر، أصدر وزير الخارجية اليمني، «أحمد بن مبارك»، توجيهات إلى السفير اليمني لدى بيروت، عبد الله الدعيس، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار، بشأن تصريحات قرداحي، وتوجه الدعيس،اليوم الاربعاء، ، إلى وزارة الخارجية اللبنانية، لتقديم احتجاجا رسميا على ما صدر عن وزير الإعلام اللبنانى.
وعليه، صرح السفير اليمني لدى بيروت، باستنكار بلاده لتصريحات جورج قرداحى، قائلا: "تصريحات جورج قرداحى، بالأمس، زادت الطين بلّة، إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به".
كما صرح وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، بأن تصريحات جورج قرداحى، تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن، وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والدولية ذات الصلة.
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج ورايه من أزمة «جورج قرداحي»
عبر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عن رفضه التام لتصريحات جورج قرداحى، حول حرب اليمن، مطالبا إياه بالاعتذار.
وأشار أن تصريحاته تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن"، مستنكرا تعرض قرداحى، لكل من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حديثه، واتهامه إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر .2014.
كما أثارت تصريحاته غضباً سعودياً واسعاً، حتى أن الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، علق عليها بتغريدة كتبها في حسابه على “تويتر”، قال فيها موجهاً الحديث لـ “قرداحي”: “صرحت أنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات
1- هل تظننا حمقى
2- هل أنت أحمق
3- هل تصدق أنك وزير
4- هل تعتقد أنك ذكي”.
وأضاف: “بإمكانك الإستعانة بجمهور الضاحية أو الإتصال بصديق من التيار الحر بانتظار جوابك النهائي.
في المقابل، برر جورج قرداحي، تصريحاته السابقة، مؤكدا أنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى السعودية، والإمارات، قائلا: أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، وأوضح عبر سلسلة تغريدات على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، وقال:
"الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آتيت لقمع الإعلام، وما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات".
ولد قرداحي في قرية فيطرون بمحافظة كسروان-جبل لبنان، عام 1950، بدأ مسيرته في سبعينيات القرن الماضي بتلفزيون لبنان، وتنقل بعدها بعدة مؤسسات إعلامية عربية ودولية، كان أبرزها محطة "إم بي سي".
ونال شهرة واسعة أواخر عام 2000 خلال تقديمه برنامج المسابقات الشهير "من سيربح المليون".
عُرف عن قرداحي قربه من رئيس الجمهورية ميشال عون، وطرح اسمه كمرشح للبرلمان على لائحة الرئيس في دورات انتخابية سابقة، إلا أنه وبعد تولي عون رئاسة الجمهورية ابتعد وأصبح مقرباً أكثر من رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وفي مفاوضات الحكومة التي شُكلت في لبنان، رشح فرنجية قرداحي، لتولي وزارة الإعلام، ليطل الرجل من كرسيّ الوزارة، ويبدأ جدلا لم ينته بتوجيه أصابع الاتهام إليه بقمع الصحفيّين بأول ظهور.
وظل قرداحي دائماً صاحب مواقف سياسية متناقضة ومثيرة للجدل، أبرزها دعمه دمشق في بداية الأزمة السورية، وتأييده لسلاح مليشيات "حزب الله"، قبل أن يعود مؤخرا ويطالب قيادات الحزب بإعادة النظر بموضوع السلاح.