خبير آثار يطالب بفيلم روائى عن إحياء عيد الأوبت

خبير آثار يطالب بفيلم روائى عن إحياء عيد الأوبتصورة ارشيفية

ثقافة وفنون31-10-2021 | 08:43

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن احتفالية إحياء عيد الأوبت هى إنجاز قومى على غرار الإنجازات الكبرى التى أبهرت العالم وسجلت فى ذاكرة مصر الحديثة مثل بناء السد العالي ومعركة أكتوبر المجيدة وقد حفرت فى أذهان الجميع كبار وصغار قصة بناء السد العالى فى قصة رومانسية جسدتها الفنانة ماجدة كمرشدة سياحية مضربة عن الزواج بسبب عقدة طلاق أمها تذهب مع وفد سياحى لزيارة السد العالى وهناك تلتقى بالمهندس إيهاب نافع ويحدث سوء تفاهم في أول الأمر لأن إيهاب كان يعتقد أن عبدالمنعم إبراهيم أحضر له عروسة من مصر وتشرح ماجدة بحس المرشدة السياحية مراحل بناء السد العالى فى صور حية سجلها التاريخ أفضل من مئات الأفلام الوثائقية.

ويطالب الدكتور ريحان أن تتبنى الدولة أو أحد المنتجين الوطنيين قصة فيلم على غرار فيلم "الحقيقة العارية" الذى سجل بالصوت والصورة وأصبح وثيقة تاريخية لبناء السد العالى بطولة ماجدة و إيهاب نافع وعبدالمنعم إبراهيم من تأليف محمد عثمان وإخراج عاطف سالم يتم تصويره من الآن يسجل كل مراحل العمل فى الأقصر ويسجل الحدث العظيم كعمل درامى فهناك فيلم وثائقى سيتم إنتاجه لكن العمل الدرامى سيكون تأثيره أوقع لسرعة وصول السينما إلى القلوب والعقول خاصة الشباب.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن الدولة بكاملها بتوجيهات من القيادة السياسية وتكليفات من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وتعاون وزارة السياحة والآثار مع وزارة الحكم المحلى والجهات المحلية والتفيذية بالأقصر والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة مسخّرة لإظهار هذا الحدث فى أجمل صورة ويلعب الإعلام دور كبير فى تتبع مراحل العمل وإظهاره للعالم لذا وجب على السينما وهى لغة الفن الجميل أن يكون لها دور ملموس فى هذا الحدث.

وينوه الدكتور ريحان إلى موقف تصويرى رائع لهذا الحدث يساهم فى نجاح أى فيلم ووصوله إلى العالمية وهو مهرجان الأوبت أو الإبت القديم والذى سيتم إحياؤه 4 نوفمبر ويمثل احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من 2كم وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.

وأضاف الدكتور ريحان بأن الاحتفالات الأولى من مهرجان الإبت، كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصًا في طريقها، وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك. وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك، وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل أخت وهو موسم فيضان نهر النيل.

كما كان يبحر قارب ملكي كذلك مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في ما يعرف بـ "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك وبالتالي تؤكيد أحقيته بالمُلك.

ويوضح الدكتور ريحان أن مدة الاحتفال كانت عشرة أيام تترك خلالها قوارب المعبودات مقاصيرها بالكرنك فى الشهر الثاني من موسم الفيضان وتذهب إلى معبد الأقصر، ثم تعود إلى الكرنك بعد عشرة أيام، وقد اختلفت عدد أيام الاحتفال بهذا العيد، ففي الأسرة 18 كان الاحتفال به لمدة 11 يوم، وفي الأسرة 19 كان 21 يوم وفي الأسرة 20 كان 27 يومًا.

وتبدأ المناظر بعيد الأوبت من الركن الشمالي الغربي من صالة الأعمدة بمعبد الكرنك وتنتهي في الركن الشمالي الشرقي، حيث نجد توت-عنخ-آمون وهو يحرق البخور ويقدم القرابين والزهور لآمون والصور المقدسة للأرباب بعدها تحمل القوارب لتخرج من الصرح أو بوابة المعبد الذى بناه أمنحتب الثالث، "هو حاليًا الصرح الثالث لمعبد الكرنك" حتى تصل إلى شاطئ النهر حيث توضع على متن المراكب التى تجر بالحبال فى اتجاه الجنوب حتى تصل إلى معبد الأقصر يصاحبها حملة الأعلام وكبار الموظفين والجنود والموسيقيون من عازفى الطبول والأبواق والمغنيين والراقصين النوبيين.

ولفت الدكتور ريحان إلى استقبال الموكب عندما يصل إلى معبد الأقصر بواسطة قادة العجلات الحربية والجنود والراقصون والموسيقيون وحملة القرابين والجزارون الذين يذبحون الثيران المقدمة كقرابين، ثم يحمل الكهنة القوارب ثانية ليمروا بها بين القرابين المكرسة والرقصات الأكروباتية والموسيقيين حتى يضعوها على قواعدها في داخل مقاصيرها.

وأوضح أن مظاهر الاحتفال مصورة بمعبد الأقصر فى عدة مناظر على الجدار الغربى من الفناء الأول لرمسيس الثانى وعلى الجدار الغربى لبهو 14 العمود الخاص بالملك أمنحتب الثالث والذى ربما أكمله الملك توت عنخ آمون ونقشه بمناظر عيد الأوبت وهناك مناظر على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بمعبد آمون رع بالكرنك ومعبد الرامسيوم الخاص برمسيس الثانى.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن تصوير هذا المنظر مع جمال الأقصر ونيلها وما تم بها من تطوير من حدائق وميادين جديدة وتشجير مع آثارها العظيمة ستكون مسرحًا وسيناريو مبهر لأى فيلم بشرط أن يبدأ العمل من الآن ويستمر التصوير فيما بعد 4 نوفمبر.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2