صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، عدد الخريف من مجلة ” فصول ” التى يرأس تحريرها الدكتور حسين حمودة.
جاء العدد تحت عنوان ” النقد الحاضر.. النقد الغائب” ويرتبط محتواه بما هو مثار على مستويات عدة، من تصورات حول العلاقة بين النقد والإبداع الراهنين، سواء في المشهد العربي الآن أو فيما يمكن أن يترامى خارج هذا المشهد في نطاق أوسع.
فخصص العدد مقالات لمقاربات تتصل بما يصفه كثيرون بـ«النقد الحاضر.. النقد الغائب».
وبجانب المقالات اهتم العدد بتقديم تمثيلات متنوعة من «شهادات» لعدد من المبدعين والمبدعات، وأصحاب وصاحبات تجارب تنوعت بين ممارسة النقد وممارسة الإبداع، لتتكامل هذه المقالات والشهادات معا، لتستكشفا معا، بوضوح أكبر، أبعادا أخرى لهذا المشهد، وسبلا أخرى للتعامل معه.
وبجانب ما يمثل «محور العدد»، بمقالاته وشهاداته، تضمّن أيضا أبوابا أخرى: «مقاربات نقدية»، و«دراسات نقدية»، و«ترجمة»، و«مسيرة »، و«حوار»، و«مكتبة فصول»، و«رسائل». وبعض هذه الأبواب سوف يكون متجددا، كما تغتني المجلة بأبواب أخرى جديدة.
وكتب رئيس التحرير في مفتتح العدد "بهذا العدد تواصل «فصول» مسيرتها بهيئة تحرير «جديدة»، وإن لم تكن «جديدة» تماما؛ فمن بين مجلس التحرير الاستشاري، لهذا العدد، من تولوا رئاسة التحرير، ونيابة رئاسة التحرير، في فترات سابقة من رحلة «فصول» الممتدة، فمن بين هيئة التحرير، بهذا العدد، من أسهموا في التحرير وفي إدارة التحرير في فترات سابقة من هذه الرحلة أيضا.
وفي تلك الرحلة التي اجتازت ما يقرب من أربعة عقود، منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، شهدت «فصول» فترات مزدهرة غير قصيرة، واحتفت دائما، فيما احتفت، بقيمة الاستمرار.
وهذا المعنى، الذي يؤكد قيمة «الاتصال» لا «الانقطاع»، على مستوى هيئة تحرير المجلة وهيئة مجلسها الاستشاري، تؤكده أيضا مشاركات عدة لبعض الكتّاب والكاتبات، بهذا العدد، ممن كتبوا وكتبن في أعداد سابقة من المجلة.
و لا يخفى على أحد ثقل المسؤولية الملقاة على هيئة التحرير الحالية؛ فقد صاغت «فصول» تاريخا كانت من معالمه الجديّة والمتابعة للحركة النقدية والأدبية، والحركة الدائبة فيما بين الاهتمام باستكشاف التصورات الحديثة في النظرية الأدبية المعاصرة، ومساءلة هذه التصورات، والعناية بالنقد التطبيقي، والدراسات البينية، ومناقشة القضايا النقدية المهمة المطروحة على الأنواع الأدبية، وحراك هذه الأنواع وتفاعلها واختبارات الإبداع المتجددة لحدودها، فضلا عن تخصيص «أعداد خاصة» لبعض الموضوعات وللآثار الأدبية كبيرة القيمة التي تستحق أن يفرد لها أعداد خاصة".