قمة إنقاذ العالم

قمة إنقاذ العالمسعيد عبده

الرأى6-11-2021 | 10:40

دعا قادة العالم وخبراء البيئة والناشطون خلال قمة المناخ بـ «جلاسكو» لإنقاذ العالم أو كوكب الأرض من التأثيرات المناخية الأكثر كارثية على مناخ الكرة الأرضية.

مع ضرورة اتخاذ موقف حاسم لوقفِ الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الكوكب.. وهى مهمة صعبة فى ظل عدم اتفاق مجموعة العشرين على التزامات جديدة تتوافق مع حجم الكارثة مع أن هذه المجموعة هى المسئولة عن 80% من الغازات المسببة للظاهرة.. وأيضًا نفس المعدل من ثانى أكسيد الكربون والغاز الناتج عن حرق الوقود الأحفورى المتسبب كعامل رئيسى فى ارتفاع درجة الحرارة العالمية المسببة لموجة الجفاف والحر والفيضانات والعواصف.

عالم واحد

فى الفترة الأخيرة أصبح هناك عالم واحد فليس هناك دولة وحدها أو منطقة معينة فى العالم ك الشرق الأوسط أو الدول العربية أو المجموعة الأوروبية أو غيرها من التجمعات فى العالم.. لقد أصبح عالمًا واحدًا.

بمعنى أن أى تغيير فى التصرف البشرى له أثر على البيئة سيكون له أثر على العالم وفى الفترة الأخيرة شاهدنا الكثير من هذه الظواهر ك حرائق الغابات فى الكثير من مناطق العالم، وكيف كان أثرها على البيئة ومخاطرها، بل أيضًا على الكثير من الصناعات التى تعتمد على أشجار هذه الغابات من صناعات خشبية أو صناعة ورق وأثر ذلك على كل الصناعات الأخرى التى تدخل فيها هذه المنتجات.

وأحدث هذه الظواهر بركان جزر الكاريبى والذى لا يزال يثور حتى كتابة هذه السطور، وامتداد أثره على منطقة الشرق الأوسط و أوروبا وأمريكا.. والغبار الصادر منه ودرجة الحرارة كلها آثار تصب على العالم وتؤثر فى كثير من عناصر الحياة التى نحياها.

نحن نحتاج إلى جهودٍ كبيرة من دول العالم المتقدم التي ساهمت فى إفساد الكون من خلال الثورة الصناعية لاستعادة عافية الأرض التى تعرضت لانحلال التربة والتصدى لحرائق الغابات.

فقد تم الإعلان على سبيل المثال عن قيام بريطانيا بتقديم 8.75 مليار جنيه استرلينى فى الفترة من 2021 إلى 2025 لمساعدة الدول النامية فى مواجهة آثار تغير المناخ، كذلك تمويل استثمارات تزيد على 3 مليارات استرلينى لدعم مشروعات البنية التحتية النظيفة على مدار خمسة أعوام.

كذلك قيام أكثر من 30 كيانًا استثماريًا من القطاع الخاص بتقديم حوالى خمسة مليارات جنيه استرلينى مع وقف الاستثمارات فى أنشطة متعلقة بإزالة الغابات بحلول 2025.

أيضًا تعهدت كل من الهند والبرازيل وهما من البلدان التى يصدر عنها أكبر معدلات تلوّث فى العالم بخفض هذه الانبعاثات.. وقد أكد الرئيس البرازيلي.. سنتصّرف بمسئولية ونبحث عن حلول حقيقية لانتقال عاجل وأن بلاده تعمل على خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرارى بنسبة 50% بحلول عام 2030 بينما حدد رئيس الوزراء الهندى عام 2070 كهدف للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية وهو توقيت متأخر جدًا عما حددته دول العالم بنحو 20 عامًا خلافًا لما توصى به الأمم المتحدة.

إن إعلان جلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضى سيغطى غابات تبلغ مساحتها نحو 21 مليون كم مربع وهى فرصة لإنهاء معاناة البشرية من قهر الطبيعة.

استضافة مصر للقمة القادمة

كان حضور مصر رئيسيًا ومهمًا فى الدورة 26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغيير المناخ.. وقد ركّز الرئيس على الموضوعات التى تهم الدول النامية بشكل عام والإفريقية على وجه الخصوص والخاصة بالجهود لدفع عمل قمة المناخ الدولى.. وضرورة التزام الدول الصناعية بتعهداتها فى إطار اتفاق باريس لتغيير المناخ مع تطلع مصر لاستضافة الدورة القادمة لقمة تغيير المناخ خلال العام القادم.

كذلك كان المؤتمر فرصة كبيرة لعقد عدة لقاءات مع زعماء ورؤساء حكومات الكثير من دول العالم المتواجدين بشأن العلاقات والتعاون المشترك ومنهم المستشار النمساوى ورئيس الوزراء البريطانى ورئيس وزراء كندا وغيرهم.

كما أشاد الرئيس بالجهود التى قامت بها الكونغو الديمقراطية خلال رئاستها الاتحاد الإفريقى من أجل تحقيق التطلعات التنموية للقارة الإفريقية، والترويج لقضاياها ومواقفها فى المحافل الدولية، ومن مقابلات الرئيس أيضًا أمير دولة قطر ورئيس الوزراء الكويتى ورئيس جمهورية آرمينيا ورئيس الوزراء اللبنانى وأيضًا الليبى.

إنه عالم واحد لابد من العمل على أن نحيا فيه سالمين وتستمر جهود مصر للحفاظ على المناخ فى الكثير من المجالات من تطوير إنتاج الطاقة والدخول فى المجالات الجديدة للطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين.. كذلك التّوسع فى طاقة الرياح وزيادة قدرتنا على ذلك.

أيضًا إنتاج السيارات الكهربائية للحد من التلوث بل دعمها لإحلال سيارات البنزين بسيارات الكهرباء من خلال مشروع قومى كبير والأولوية لسيارات النقل الجماعى والميكروباص ثم الملاكى.

التوسع فى المدن الجديدة والاعتماد على الطاقة الشمسية فى الكثير من الاستعمالات فى المجالات والأماكن مثل الجامعات والمدن الجديدة بل تصنيع المعدات اللازمة لإنتاج تلك الطاقة وعقد الشراكات مع الكثير من الشركات الكبيرة العالمية لنقل التكنولوجيا وإنتاج هذه المعدات بمصر لتوطين هذه الصناعات.

مع مبادرة لوزارة البيئة لدمج القطاع المصرفى للتصدى لآثار تغيير المناخ وفيها ما يتم من مباحثات مع بنك «HSBC» لاستضافة مؤتمر التغير المناخى فى مصر العام القادم ودعم جهود مصر فى هذا الاتجاه.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2