تميزت الفنانة معالي زايد بملامحها السمراء المميزة وموهبتها في أن تترك بصمة فنية، من خلال أدوارها التي مزجت فيها بين الخفة والعناد والجرأة أيضاً، ففي بعض الأدوار هي الأنثى الطاغية، وفي البعض الآخر هي المرأة القوية المسيطرة.
نشأت في عائلة فنية وتميل للعزلة حيث ولدت معالي عبد الله أحمد المنياوي في نوفمبر عام 1953، في حي السيدة زينب بالقاهرة من أسرة فنية، فوالدتها هي الممثلة آمال زايد التي قامت بدور أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ، وخالتها الممثلة جمالات زايد وإبن خالتها هو الفنان هاني شاكر، وخالها السيناريست محسن زايد، أما والدها كان يعمل لواء في الجيش المصري.
وكانت معالي زايد تمتلك مزرعة خاصة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، تمكث بها إذا لم تكن مرتبطة بتصوير، خصوصاً أنها كانت تميل إلى العزلة ولا تهوى حضور الحفلات، وتقرأ الكتب حيث كانت محبة لكتب محمد حسنين هيكل، ومن الروائيين إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ.
أدوار مميزة
بدأت معالي زايد مشوارها الفني، بعد أن إكتشفها المخرج الراحل نور الدمرداش، والذي قدمها عام 1976 في مسلسل "الليلة الموعودة"، وتقاضت 75 جنيهاً كأول أجر لها، كما كانت دائماً ما تعترف بفضل هدى سلطان وكريمة مختار وسناء جميل عليها في بدايتها الفنية.
وقدّمت معالي زايد خلال مسيرتها 80 فيلماً سينمائياً و60 مسلسلاً و6 مسرحيات، منها مسلسل "عاصفة على بحر هادئ"، و"مسلسل الليلة الموعودة" عام 1987، والذي يعتبر الإنطلاقة الحقيقية لها ، و"وضاع العمر يا ولدي" و"الفارس الأخير" و"للزمن بقية" و "ولا من شاف ولا من دري" و"بين القصرين" و"قصر الشوق" و"انا الي جبته لنفسي" و"حضرة المتهم أبي" و"موجة حارة".
ومن أعمالها السينمائية "وضاع العمر ياولدي" و"درب الفنانين" و"انا الي قتلت الحنش" و"إمرأة متمردة" و"الزوجة تعرف أكثر"، وشاركت مع أحمد زكي "البيضة والحجر" و"أبو الدهب" وكونت ثنائياً مع محمود عبد العزيز في "الشقة من حق الزوجة" و"السادة الرجال"، كما تألقت مع عادل إمام في مسلسله الشهير "دموع في عيون وقحة"، حيث قدمت شخصية زوجته التي فقدت بصرها.
وكانت قد رفضت المشاركة في مسلسل "سجن النسا"، للمخرجة كاملة أبو ذكري، وبررت الأمر بأنه لا يتناسب مع طبيعة المرحلة في مصر.
زيجات معالى زايد
تزوجت معالي زايد مرتين، الأولى كانت من مهندس لكن تم الإنفصال بعد ثلاث سنوات، لتتزوج بعدها من الطبيب الذي عالجها من آلام "الزايدة الدودية"، ونشأت بينهما علاقة حب وإرتبطت به وتزوجته، ثم إنفصلت عنه في عام 1992، لتقرر بعدها عدم الزواج مرة أخرى. وقالت في لقاء لها إنها ليست فأر تجارب للرجال، وحياتها سعيدة من دون رجل، وكانت تكفل طفلاً لعدم إنجابها أولاد.
مشهد ساخن كاد يتسبب في سجنها
بعد عرض فيلمها "أبو الدهب"، والذي شاركت في بطولته أمام أحمد زكي، تعرضت معالي زايد لأزمة وذلك بسبب المشاهد التي جمعتها بالممثل ممدوح وافي، وذلك على الرغم من الحصول على موافقة الرقابة والتي طالبت بتخفيف هذه المشاهد، وهو ما تم بالفعل ولكن بعد عرضه فوجئ مفتشوا الرقابة بأن هناك بعض النسخ لم يتم تخفيفها، وقد تم رفع دعوى قضائية ضدها هي وممدوح وافي بالتحريض على الفسق والفجور ونشر الرذيلة، وهي عقوبة تصل إلى 3 سنوات سجن، ولكن بعد إستئناف الحكم حصلا على البراءة، وتمت معاقبة المنتج بالحبس 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه 5 آلاف جنيه، وكانت معالي زايدوقتها قد عاشت فترة إكتئاب وعلّقت على الأمر، قائلة: "أنا سمعتي كفنانة وإنسانة ضاعت".
صفعت صفية العمري في أحد المشاهد
من المواقف التي جمعت بين معالي زايد وصديقتها الممثلة صفية العمري، هي عندما ضربت العمري أثناء تصويرها فيلم "أنا اللي قتلت الحنش" مع عادل إمام وسعيد صالح، وهو ما ذكرته صفية وقالت إن الكثيرين حذروها قبل التصوير بأن معالي زايد تأخذ الأمور بجدية، وبالفعل تلقت منها صفعة حقيقية.
وكانت في عام 2010 قد قامت ببلاغ ضد عايدة عبد العزيز وزوجها الممثل أحمد عبد الحليم لإتلاف مزرعتها، والتسبب في أضرار بعد ترك خرطوم المياه مفتوحاً، فأدى ذلك إلى إتلاف السور الذي يفصل الفيلا الخاصة بها، وقدرت الخسائر بـ100 ألف جنيه مصري.
مرضها
أُصيبت معالي زايد بسرطان الرئة، وكان المرض قد إنتشر في جسدها حتى توفيت في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر في عام 2014، وقد أوصت بإقامة معرض فني يجمع لوحاتها، وبالفعل قامت شقيقتها بتنفيذ وصيتها.
وفي عام 2016 إفتتح معرض تشكيلي يضم 22 لوحة من لوحاتها الفنية، حضره عدد من الفنانين.
وعقب وفاة معالي زايد أثارت الفنانة سماح أنور الجدل خلال رثاءها بكلمة "مبروك" بعد وفاتها، وبررت "سماح"، تعليقها بأنها قصدت تهنئتها بتركها الدنيا التي كانت متعبة بها في الفترة الأخيرة، وقالت إنها كانت قريبة جدا من معالي زايد قبل وفاتها بأربع أو خمس سنوات، وكانتا صديقتين بالفعل لم ينقطع اتصالهما يوما.
وخلال لقائها ببرنامج "فحص شامل"، قالت سماح أنور إنها نزلت قبر معالي زايد مؤكدة إنها لم تفعل ذلك إلا مرتين إحداهن مع والدتها، ومع معالي زايد، وإنها لا تعرف طقوس الدفن، لكنها كانت ترغب في الاطمئنان، كما في حالة والدتها، ومعرفة هل ستكون مرتاحة أم لا.