ارتفاع أسعار الأسمدة وأجور العمالة وتكاليف النقل ونقص مياه الري أبرز معوقات زراعة القصب في قنا
طلب برلماني لزيادة سعر التوريد إلي المصانع لتغطية تكاليف زراعة المحصول
قنا - محمد فتحي
لم يتبق سوي أيام قليلة تفصلنا عن بدء حصاد محصول قصب في قنا ويُعد محصول قصب السُكر أهم المحاصيل الإستراتيجية التي تتصدر المحاصيل المنزرعة في محافظة قنا حيث يمثل 37٪ من جملة المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية.
معوقات الزراعة قصب السكر
يعاني العديد من مزارعي القصب في محافظة قنا من عدد من المشكلات منذ بداية زراعة المحصول وحتى حصاده لعل أبرزها قلة إنتاجية المحصول وارتفاع تكلفة الأيدي العاملة وضعف سعر توريد المحصول لمصنع السكر ونقص مياه الري والأسمدة الزراعية وارتفاع أسعارها وهو الأمر ذاته الذي يدفع إلي المطالبة بإيجاد طُرق ووسائل تقلل من عناء زراعة محصول قصب السكر الذي باتت زراعته تؤرق المزارعين الذين باتوا يعانون الأمرين فارتفاع أجور العمالة ونقصها تُعد من أبرز مشكلات في موسم حصاد القصب رغم ارتفاع أجر العامل عن الأعوام السابقة وانخفاض ساعات العمل ومع ذلك لا نجد العمالة الكافية لحصاد المحصول حتى توصيله لمصانع وشركات السكر بحسب رشدي عيسي مزارع .
بينما يري عصام قناوي مزارع أن محصول القصب أصبحت محصول قليل العائد علي المزارع في قنا نظرًا لارتفاع تكاليف زراعته وحصاده في ظل ارتفاع أجرة العامل إلى مايزيد عن الـ 50 جنيها وانخفاض ساعات العمل إلى نحو 4 ساعات فقط وهو ما يمثل عائقًا أخر في ظل ارتفاع أجور آلات ومعدات حصاد محصول القصب الحديثة.
محمد عز الدين مهندس زراعي أوضح أن أخطر ما يواجه زراعة القصب في محافظة قنا انصراف الكثير من المزارعين عن زراعة القصب جراء ارتفاع تكاليف زراعته خاصة لكونه أحد أطول المحاصيل مكوثًا في الأرض حيث يظل في الأرض لنحو عام كامل مع ضرورة توفير المزارع رعاية معينة لهذا المحصول الاستراتيجي من حيث التسميد وعدد مرات الري في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة وقلة مياه الري في العديد من مراكز المحافظة وهو ما يُجبر بعض المزارعين إلي الاستدانة من بنوك التنمية لتغطية مصاريف زراعة القصب وقد يتعثر المزارع في السداد بسبب تكاليف المحصول الباهظة وهو ما قد يعرضه للسجن مُضيفًا أن مشكلات زراعة محصول قصب السكر وارتفاع تكاليف زراعته وحصاده تدفع المزارعين إلي مطالبة الحكومة بضرورة زيادة سعر توريد المحصول للمصانع بما يتناسب مع تكاليف زراعته وحصاده.
خطوط الديكوفيل
عبد الرافع جاد أحد مزارعي القصب بنجع حمادي أوضح أم من أبرز المشكلات التي تواجه مزارعي القصب في قنا هو تهالك مسافات كبيرة من خطوط الديكوفيل المخصصة لنقل محصول القصب إلي المصانع وهو ما يُعرض المحصول إلي الخسارة الفادحة حال انقلاب عربات القطارات التي تتعرض للسرقة ويكبد المزارع مصاريف إضافية لإعادة شحن المحصول مرة أخري وما يحدث كثيرًا خلال موسم الحصاد فضلًا عن كون مسافات كبيرة من خطوط الديكوفيل داخل القري وهو ما يُعرض حياة المواطنين في تلك القرى للمخاطر خاصة في حالة حدوث انقلاب عربات القطارات بتلك القري التي تمر فيها خطوط " الديكوفيل" فضلًا عن تهالك الكثير من العربات المخصصة لنقل المحصول التي تحتاج إلي صيانة قبل البدء في عمليات تشغيل القطارات التي تنقل المحصول إلي المصانع.
طلب برلماني
وكان النائب فتحي قنديل عضو مجلس النواب عن دائرة مركز نجع حمادي شمال قنا قد أكد أنه تقدم بطلب إحاطة إلي الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب لزيادة سعر توريد قصب السُكر إلي المصانع إلي 1000 جنيه بدلًا من سعر التوريد الحالي 640 جنيهًا للطن .
وأضاف " قنديل" في سياق تصريحاته أنه تمكن من الحصول علي توقيع 20 نائبًا برلمانيًا أخر علي طلب الإحاطة المقدم منه لرئيس مجلس النواب لمناقشته خلال دور الانعقاد الحالي.
الجدير بالذكر أن الحكومة كانت قد وافقت خلال موسم حصاد القصب الماضي بعد رفض المزارعين توريد المحصول إلي الشركات ومصانع السكر علي زيادة سعر توريد طن القصب إلي المصانع من 500 جنيه إلي 640 جنيها بعد نظرًا لزيادة تكلفة زراعة المحصول إلي الضعف نتيجة زيادة أسعار الأسمدة فضلًا عن زيادة العمالة والنقل إلي المصانع وهو ما يُكبد المزارعين خسائر فادحة مع الوعد بالنظر في زيادة سعر التوريد إلي المصانع وشركات السكر.
