تترنح أفريقيا الوسطى ما بين أزمة وأخرى على مدى العقدين الماضيين وحتى الآن، حيث شهدت الأشهر الثلاثة الماضية اندلاع ستة صراعات محلية، أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد ونزوح عشرات الآلاف.
وبلغ عدد النازحين من أفريقيا الوسطى مليون شخص من المدنيين المنهكين من الحروب، في أوائل عام 2014، ليعود ما يقارب نصفهم إلى ديارهم حاليا؛ بفضل الجهود الإنسانية الدولية الداعمة لاستقرار البلاد في مساعيها لمعالجة الاحتياجات التنموية والسياسية والأمنية الملحة.
وأعرب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بجمهورية أفريقيا الوسطى فابريزيو هوتشايلد، عن أمله في أن يتحقق هدف بعثة الأمم المتحدة بأن تنعم أفريقيا الوسطى بالأمن والاستقرار؛ بمواصلة دعم المجتمع الدولي لحالات الطواريء الإنسانية، حيث إن ما يقارب نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأشار هوتشايلد إلى أنه على الرغم من الإمكانات الزراعية الهائلة التي تتمتع بها جمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أنها تعاني أعلى معدلات لسوء التغذية المزمنة في العالم، ما يقارب واحد من بين طفلين، وأعلى معدلات لوفيات الأطفال والأمهات؛ بسبب حالة انعدام الأمن المستمرة، وصعوبة الحصول على الماء النظيف والرعاية الصحية، ونقص البذور والأدوات.
وكان هوتشيلد ضمن وفد الأمم المتحدة الذي اجتمع بأفريقيا الوسطى مع الدول المانحة مؤخرا؛ لتأمين ما يقرب من 400 مليون دولار لتلبية احتياجات 1.6 مليون شخص في البلاد على مدار العام المقبل، وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية المكملة للخطة الخماسية للانعاش الوطني والاستقرار، التي أطلقتها الحكومة ببروكسل في نوفمبر الماضي.
وأوضح أن أفريقيا الوسطى من بين أكثر الدول فقرا، ومن المناطق المنسية والمهملة على هذا الكوكب، التي تضاعف الفقر المزمن وغموض الأحداث بها نتيجة سلسلة الصراعات المستمرة.