"العافية الرقمية" .. أولوية لضمان الصحة العقلية لمستخدمي التكنولوجيا

"العافية الرقمية" .. أولوية لضمان الصحة العقلية لمستخدمي التكنولوجياصورة أرشيفية

علوم وتكنولوجيا18-11-2021 | 09:48

دفع الاعتماد على التكنولوجيا، منذ اندلاع أزمة جائحة كورونا إلى اعتماد ملايين الأشخاص حول العالم للإعتماد على التكنولوجيا في معظم مناحي حياتهم بسبب إجراءات مكافحة الفيروس، الأمر الذي دعا العديد من المتخصصين على مستوى العالم للإهتمام بما يعرف بـ"العافية الرقمية"، لمكافحة الآثار السلبية للتكنولوجيا.

بناء التوازن

ويمكن تعريف العافية الرقمية بأنها التأثير الذي تُحدثه التكنولوجيا والأجهزة الرقمية في الصحة العقلية والجسدية والعاطفية والاجتماعية للشخص المستخدم لها. ولا يقتصر الأمر على الطريقة التي نتفاعل بها مع التقنية، وإنما يركّز أيضًا على طريقة بناء التوازن والحفاظ عليه بفاعلية في حياة المستخدمين،سواء على الإنترنت أوخارجها، لا سيما وأن الجائحة أحدثت فيها اختلالًاملحوظًا.

ووفقا لـ"كاسبرسكي" العالمية المتخصصة في تقديم حلول الأمن الرقمي، يرى المستخدمون أن التقنيات لها تأثير محايد أو حتى إيجابي في شعورهم بالعافية. لكن عندما يتعلق الأمر بعدد المرات التي يؤدي فيها الشخص نشاطًا ما وكيف يشعر بأثر هذا النشاط فيه،

ووجدت دراسة الشركة العالمية ، أن العديد من المخاوف؛فعلى سبيل المثال، يشعر 28% من المشاركين في الدراسة أن مشاهدة أي محتوى على أجهزتهم قبل النوم سوف يؤثر سلبًا في صحتهم. وبالمثل، يرى 26% من الأفراد أن استخدام أكثر من شاشة في وقت واحد ليس بالأمر المفيد لهم.

أثار سلبية

وفي هذا الإطار، قالت الخبيرة النفسية، آمنة حسين، إن التكنولوجيا غيرت الطريقة التي يتعلم بها الناس ويعملون ويلهون ويتواصلون ويتسوقون، بل وحتى يتلقون العلاج، مؤكّدة أن هذا الأمر أصبح حقيقة تجلّت بوضوح خلال العامين الماضيين،وأن المعيشة وسط هذا الانغماس الرقمي تنطوي على مجموعة من التحديات، بالرغم من المنافع الكبيرة التي تجلبها للمستخدمين.

وأوضحت أن التسلّط عبر الإنترنت، والاحتيال الرقمي، والتهديدات المحدقة بأمن البيانات، والانفصال عن الآخرين، والإرهاق والضغط والخمول والتأثير السلبي في الاعتزاز بالنفس، وقلّة التركيز، وقلّة النوم الجيّد، واختلال التوازن في الحياة العملية، وكل ما يُسفر عنه الاتصال المفرط بالإنترنت، قد يُضرّ بعافية المستخدمين، داعية إلى مضافرةجهود الأفراد والأسر والموظفين لاكتساب ما يلزم من معرفة وأدوات وضوابط لإعطاء الأمن الرقمي والعافية الرقمية الأولوية المنشودة.

حدود فاصلة

وضربت الخبيرة النفسية مثلًا بالتقدّم التقني في الزراعة والصناعة، الذي قالت إنه سمح بإتاحة الأطعمة الرخيصة على نطاق واسع وجعلها في المتناول، مشيرة إلى أن الأفراد تعلموا تجنّب الأغذية المعالجة بإفراط والمحتوية على نسب عاليةمن السكر والمواد الكيميائية، للحفاظ على الصحة البدنية. وأضافت: "بالطريقة نفسها تقريبًا، لدينا القدرة على ضبط الوقت الذي نقضيه على الشاشة ونوعية المحتوى الذي نستهلكه عليها، وأن نتحلّى بالمسؤولية تجاه عاداتنا الرقمية وجعل التقنية تعمل لصالحنا

وأستطردت : "ينبغي لنا مراقبة نشاطنا على الإنترنت وتحسين استغلالنا للوقت الذي نقضيه أمام الشاشة، ووضع حدود فاصلة بين العمل والترفيه، وتحديد مناطق يُمنع فيها استخدام الأجهزة في المنزل، مع محاولة التخلّص من السموم الرقمية لفترة من الوقت، وقضاء بعض الوقت في الحركة والتأمل وفي أحضان الطبيعة، وذلك من أجل حماية صحتنا. ويمكن أن يؤدي انشغالنا المستمر بالأجهزة إلى شعورنا بالتوتر والانفصال عن أنفسنا وأحبائنا، لذلك من المهم تخصيص وقت للتفاعل المباشر مع الآخرين والتواصل ومشاركة اللحظات الحقيقية معهم،وهذا الأمر ضروري لعافيتنا الرقمية".

تكيف وتعامل

و قال آرا أراكيليان مدير الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، إن أبناء الأجيال الأكبر سنًا لم يكونوا معتادين على الأجهزة الرقمية أو حتى مرتاحين لها، ولكن كان عليهم الخضوع لتغيير ذهني من أجل البقاء على اتصال مع أحبائهم. مشيرًا كذلك إلى أن الأطفال اضطروا إلى التكيّف مع التعليم الرقمي في وقت لم يكن الحضور الشخصي للدروسممكنًا، مع أنهم نشأوا مع التقنية.

وأضاف:"أما اليوم، فقلّما يتعين علينا تعلّم ما يجب فعله عبر الإنترنت في مقابل ما ينبغي لنا تعلّم إدارته في الفضاء الرقمي. وثمّة طرق مختلفة لمعالجة التوتر الناجم عن التقنية؛ كإيقاف تشغيل إشعارات الجهاز لمدة ساعة يوميًا،وتحسين ترتيب مساحة العمل وإراحة وضعية الجلوس. كذلك يتعلق الأمر بالتفكير بطريقة مختلفة في التقنية واستخداماتها لتحسين حياتنا والتقليل من مستويات التوتر".

أضف تعليق

إعلان آراك 2