زيارة سلطان عُمان لقطر تفتح آفاقًا أكثر رحابة في مختلف المجالات

زيارة سلطان عُمان لقطر تفتح آفاقًا أكثر رحابة في مختلف المجالاتزيارة سلطان عُمان لقطر

عرب وعالم22-11-2021 | 17:51

تأتي الزيارة التي بدأها اليوم الإثنين، السّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان إلى دولة قطر، تعزيزًا للعلاقات الوطيدة المتميزة بين السلطنة وقطر وتوثيقًا للروابط الثنائية بين البلدين، وتأكيدًا على حرص قيادتيهما على الارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات.

كما تأتي زيارة السلطان هيثم تلبية للدعوة الكريمة من أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في هذا التوقيت - وهي الزيارة الخارجية الثانية للسلطان هيثم بن طارق منذ توليه الحكم مطلع عام 2020، بعد زيارته للمملكة العربية السعودية في يوليو الماضي - لتعكس عمق العلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين، وتؤكد على حرص قيادتي البلدين على تعزيز أوجه التعاون المختلفة بين البلدين، والفرص الممكنة لتعزيزها، والارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات.

تبحث الزيارة عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا للغايات المرتجاة للبلدين وتطلعاتهما، ووصولًا لنتائج مثمرة تخدم مصالحهما المشتركة، وتكفل لأبنائهما مزيدًا من النماء، والرّخاء، والاستقرار في الحاضر والمستقبل.

ويعكس الوفد الرسميّ رفيع المستوى المرافق للسّلطان هيثم، أهمية الزيارة التاريخية ومتانة العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة.

وتمثل العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة قطر، نموذجًا لواحدة من أقوى العلاقات الإستراتيجية في المنطقة، وهي علاقات تستمد جذورها الأخوية العميقة من روابط التاريخ والجغرافيا ومن الدعم والرعاية المستمرة من السلطان هيثم بن طارق والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حاليًا من تطور وتكامل في كل المجالات.

وتتميز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان و دولة قطر بالاستقرار والثبات والازدهار، حيث شكل عامل الثقة والاحترام المتبادل أكبر ركائز هذه العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما الرؤى المشتركة وتقارب المواقف والتنسيق والتشاور المستمر فيما بينهما في كل المجالات والتقارب في وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية، فيما تمتد أواصر العلاقات بين شعبي البلدين بامتداد التداخل والتصاهر والأخوة الراسخة.

ويمكن وصف العلاقات العُمانية القطرية بأنها نموذجية فهي علاقات أخوية قوية ومتجذرة، وقائمة على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل، ومثال يحتذى به، وتشهد باستمرار تطورًا وتوسعًا في مختلف المجالات تحقيقًا لرؤى القيادتين الحكيمتين، السلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وأكّد نجيب بن يحيى البلوشي سفير سلطنة عمان لدى دولة قطر أنّ العلاقات العمانية القطرية علاقات أخوية وثيقة وتربط الشعبين الشقيقين روابط تاريخية تستند على دعائم متينة بفضل التوجيهات السامية من لدن المقام السامي للسلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وقال إن العلاقات العُمانية القطرية تعدّ نموذجًا لعلاقات التعاون بين الأشقاء بفضل حرص القائدين على تطويرها وتنميتها في المجالات جميعها وصولًا إلى أعلى درجات التعاون والشراكة خدمةً للمصلحة المتبادلة.

وتمتلك عُمان وقطر واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية في المنطقة، التي تربطها الأخوة الراسخة، والتنسيق فيما بينهما في كل المجالات، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا مجلس التعاون الخليجي والمنطقة.

وتعتبر العلاقات العُمانية القطرية مثالًا واقعيًا على متانة العلاقات الدولية التي تجمع بين الدول الشقيقة والصديقة التي يسودها الهدوء حيث يعتبر البلدان شريكين متفاعلين في كل المجالات.

وارتبطت السلطنة بعلاقات تاريخية وثيقة مع قطر، وازدادت هذه العلاقات عمقًا في جميع المجالات بعد استقلال قطر، ففي عام 1973 صدر المرسوم الأميري رقم (2) بتعيين أول سفير ل دولة قطر لدى عُمان، في حين قدم أول سفير للسلطنة أوراق اعتماده إلى أمير دولة قطر في عام 1974.

وارتسمت معالم العلاقات العُمانية القطرية في شكلها الحديث منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم، حيث كان البلدان يشقان طريقهما نحو بناء الدولة الحديثة وكان التعاون في مجال التعليم من أبرز مجالات التعاون.

ومع التداخل البنيوي في العلاقة بين البلدين عبر مشروعات تنموية تجارية، تخطت العلاقة بينهما المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي، إذ اكتست تلك العلاقة طابعًا اجتماعيًا وتوغلت في ثنايا المجتمعين العُماني والقطري اللذين توطدت الروابط بينهما.

وعلاوة على المحبة المتبادلة بين الشعبين القطري والعُماني تتميز العلاقات العُمانية القطرية بالتنسيق السياسي المتواصل بين القيادات القطرية المتعاقبة والعُمانية من خلال عضويتهما في مجلس التعاون الخليجي، أو من خلال جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية.

وعلى المستوى الشعبي جاءت المواقف السياسية الشعبية لتعزز الموقف السياسي فكان التواصل الشعبي والتبادل التجاري والمشروعات التنموية المشتركة، يدعمها التنسيق السياسي والمبادرات الدبلوماسية المشتركة لتعزيز الروابط وتمتين العلاقة العُمانية القطرية.

وأكد السفير الشيخ جاسم بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر المعتمد لدى سلطنة عُمان أن هذه الزيارة ستعمل على تأسيس مرحلة ترضي طموحات الشعبين الشقيقين وستحمل في طياتها العديد من الرؤى والمشروعات التي ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وتفتح الزيارة آفاقًا جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدين في مختلف المجالات، استكمالًا لمسيرة حافلة من التعاون المشترك، والتواصل الدائم، والعلاقات الأخوية الوطيدة.

وينظر القطريون لهذه الزيارة بقدر كبير من الاهتمام، والترحيب بالسلطان هيثم بن طارق وتثمين عالٍ للدور البناء التي تضطلع به عُمان في المنطقة لما فيه من الحكمة وتحقيق الاتزان الإقليمي.

ويرى المراقبون أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الدوحة تشكل منعطفًا جديدًا في مسيرة هذه العلاقات العُمانية القطرية وإعطاء هذه العلاقات قوة دفع جديدة، تنطلق بها لتحقيق مكاسب تعزز من التعاون والشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2