كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر مطلعة على الوضع داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، أن شباب التنظيم يتداولون منشوراً داخلياً مفصلاً عن قضية حادثة المنشية، التي استهدفت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية، بالإسكندرية.
وأشارت المصادر، إلى أن المنشور المتداول بين شباب الإخوان، أكد أن المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي، هو من أمر مجموعات "التنظيم الخاص"، باغتيال جمال عبدالناصر، باعتباره رأس النظام، وضرورة الخلاص منه نهائيا، في ظل الانهيار الذي كانت تعانيه الجماعة يومها.
ووفق ما أكده التقرير، فإن الخطة التي أعددها قبل المرشد حسن الهضيبي، ومجموعات العمل المسلح، تتلخص في إعداد الإخوان وتعبئتهم وتدريبهم، لاغتيال الجهاز الحكومي كله، من رئيس الوزراء جمال عبدالناصر، إلى معاونيه، وضباط الجيش، على أن يكون اغتيال :"جمال عبدالناصر بأي شكل في منزله أو في مكتبه أو في الشارع".
ويكشف المنشور أنه بعد تدهور أوضاع الجماعة والقبض على عدد كبير من عناصرها، واغتيال قائدد التنظيم الخاص الجديد سيد فايز، أصدر المرشد العام وقتها حس الهضيبي، أمره إلى مجموعات النظام الخاص، بالتحرك فعليا للتخلص من جمال عبد الناصر، وتجهيز حركة شعبية مسلحة.
وأفاد التقرير، أن الإخوان جمعوا يومها كميات كبيرة من السلاح، تمهيدا لاستخدامها بعد نجاح الخطة، للسيطرة على الشارع، وأن يوسف طلعت، أبلغ المجموعة المنفذة في "التنظيم السري" بالخطة، وعرضها على المرشد العام حسن الهضيبي فصادق عليها ما يؤكد موافقته على الاغتيالات، وتنظيم المظاهرات المسلحة، وأن يتولى محمد نجيب تأمين الثورة الجديدة، وإلقاء بيان للتهدئة.
وأوضح التقرير، أن القيادي الإخواني فتحي البوز، عارض الفكرة نفسها، وحاول عرقلة قرار المرشد، لكن قرار الإيقاف لم يصل إلى المجموعة المنفذة، التي تولى قياداتها هنداوي دوير، المسوؤل عن التنفيذ، والتي كانت تتكون من محمود عبد اللطيف، ومحمد علي النصيري، وخليفة عطوة.
وكشف التقرير أن عضو مكتب الإرشاد عبدالعزيز كمال، حذر عبد الناصر من عملية الاغتيال التي دبرها عناصر "التنظيم السري"، بتعليمات من المرشد حسن الهضيبي.
وأعلمه بأن "التنظيم السري"، جهز المجموعة المنفذة، وسلم هنداوي دوير، وإبراهيم الطيب، الأسلحة عن طريق يوسف طلعت، وكان ومن بينها حزاما ناسفاً كان سيرتديه محمود عبد اللطيف، قبل احتضان عبد الناصر وزكريا محيي الدين وزير الداخلية.
يذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر، تعرض يوم 22 أكتوبرعام 1954 لإطلاق نار أثناء خطابه الجماهيري بميدان المنشية بالإسكندرية في ذكرى ثورة يوليو، بعد توقيعه على معاهدة الجلاء، التي تقضي بجلاء الإنجليز عن مصر في غضون 20 شهراً من توقيعها.
وعارضت جماعة الإخوان توقيع عبد الناصر للاتفاق مع بريطانيا، وسعت إلى الانتقام منه، وشكلت خلية سرية لاغتياله، وكانت تضم خليفة عطية، ومحمد علي النصيري، الذي كان طالبا بالفرقة الثانية في كلية الحقوق، وأنور حافظ حاصل على بكالوريوس تجارة، وقائد الخلية كان يدعي هنداوي دوير من خلية إمبابة، ومحمد محمود عبد اللطيف، وكان يعمل "سمكرى".
وفي المحاولة الفاشلة، أطلق عبد اللطيف 8 طلقات نارية، تجاه عبد الناصر، إحداها مرت أسفل ذراعه، وأخرى اصطدمت بقلم حديد كان في جيبه وتغير مسارها إلى رأس أحمد بدر، أحد الموجودين على المنصة، وكانت حصيلة الحادث من الضحايا مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
وقضت محكمة الشعب، التي أنشئت بعد ثورة 23 يوليو 1952، برئاسة جمال سالم وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي، بإعدام 7 متهمين، وبالسجن المؤبد لـ 6 آخرين، وكان من الذين حُكم بإعدامهم حسن الهضيبي، المرشد العام للجماعة، قبل تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة بسبب مرضه، إضافةً إلى محمود عبد اللطيف المدبر الأساسي للجريمة، فيما أعدم على هنداوي دوير، وعبد القادر عودة.