ماهر فهمى يكتب: وفى أفريقيا .. لنامغامرات

ماهر فهمى يكتب: وفى أفريقيا .. لنامغامراتماهر فهمى يكتب: وفى أفريقيا .. لنامغامرات

*سلايد رئيسى24-11-2017 | 22:41

"وخضنا الأدغال .. وتعرضنا لمواقف وطرائف ونوادر ..وحكايات وحكايات .. وكان لمصر فى أفريقيا قيمة وقامة .. واليوم مصر عادت لقارتها ولتعيد قوتها مع أشقاءها الأفارقة إلى ما كانت عليه"

وكانت لنا فى أفريقيا أيام .. ونبدأها بغانا وما أغنانا .. لأن لنا العديد من الرحلات مع الأهلى والمنتخب.. وكانت أكرا العاصمة محطة النزول ثم السفر بعد ذلك تلوماسى حيث الملعب .. ولا ينفع السفر إلى كوماسى بالسيارة لبعد المسافة.. فكان لابد من طيران داخلى وهو غير منتظم .. فاضطررنا أن نأخذ طائرات خاصة .. وفى أول رحلة فى أكرا لم نكن نعرف العملة الغانية .. وفوجئنا أن الدولار ثمنه 450 سيدى وساعات ما أسخم من سيدى إلا ستى .. ففى السوق السوداء ثمنه أعلى من ذلك بكثير فتحويل 100 دولار يحتاج إلى حقيبة تشيل فيها السيدى .. ومن أهم الهدايا التى تجلبها معك للأهل والأحباب التماثيل الخشب والأقنعة واللوحات النحاسية.

وفى كوماسى من الطقوس أن يزور الضيوف ملك الاشناتى والملك عملاق ضخم الجسم يزين أصابع يديه ورجله بالحلى الذهبية من الخواتم المرصعة بالجواهر .. ويرتدى مايوه مصارعة من جلد النمر .. وكلمته لا تنزل الأرض أبدا بدون الاعتزار لعبد الفتاح القصرى .. وزرناه .. فإذا بعربة مجرورة بها كل أنواع الخمور .. وهذا هو حفاوة الاستقبال .. وكان معنا فى هذه الزيارة يوسف أبوعوف رئيس جهاز الرياضة وكابتن الزمالك ومصر فى العصر الذهبى لكرة السلة .. فوجدناه يقول على فكرة ده محمد الجندى نجم كرة القدم الشهيد متنكر .. فضحكنا كلنا والملك مندهش لماذا نضحك .. ويحكى أن إذا مات ملك الاشانتى يدفن إلا إذا قطعوا رأس 30 أجنبى لتدفن معه .. وحكى لنا عمنا نجيب المستكاوى أنه حضر هذا الموقف المرعب وهم موجودين، وكانو يركبون سيارة أحد الأصدقاء اللبنانيين .. وهم فى كثير من الدول .. ووجدوا رجال القبيلة يحاصرون السيارة .. فأندفع الصديق اللبنانى بأقصى سرعة وداس من داس لينفد بجلده .. ونبه علينا ألا نغادر الفندق وحتى تتم مراسم دفن الملك.

وفى ظروف سعيدة عندما فازت مصر بكأس الأمم الأفريكانية بالفوز على منتخب غانا .. وكنا قد سافرنا إلى غانا بطائرة عسكرية .. والسفر كان حكاية فوجئنا بكل من هب ودب يركب الطائرة العسكرية مع أنه كان معنا الدكتور عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب .. والطائرة فيها أكثر من 53 فردا يركبون بشكل عشوائى ومعهم حقائبهم .. واجتمع الكابتن محمد لطيف وقال ما يصحش كده .. وقال للى اسمه مش مكتوب ينزل ولم يتجاوب معه أحد .. وأنا كان اسمى مكتوب .. وكان لابد أن تقلع الطائرة العسكرية .. وأقلعت وقطعت الرحلة فى 15 ساعة وفى ظروف خانقة وغير مريحة .. حتى أن بعضنا عندما نزلنا لم نستطع أن نقف على أرجلنا بسبب الجلوس غير المريح كل هذه الساعات..

وطول الليل بعد هذه الرحلة الصعبة الجمهور الغانى يحيط بالفندق ويدق على النحاس لعمل إزعاج للمنتخب وفى يوم المبارة من شدة الزحام ، ومن عدم النظام لم نسطيع الدخول لأنهم خصصوا لنا بابا ضيقا للدخول .. وكاد الفريق المصرى ألا يدخل وتأخر نصف ساعة على الأبواب .. مع أن رئيس الجمهورية كان حاضرا لهذه المبارة .. ونزل بطائرة هليوكيبتر وسدد كرة البداية .. وطاف السحر بالملعب وذبحوا الذبائح على باب غرفة ملابس المنتخب المصرى حتى يعبر لاعبونا من فوق الدم .. وهذا فى اعتقادهم يعفوهم عن التسجيل .. ووضعوا خلف حارس مرماهم تعويذه لتمنع دخول الكرات .. وكان الجمهور يشير لنا بالأربعة والبعض بالخمسة .. ولكن لاعبونا بأدائهم قهروا السحر وفاز .. وحصل على كأس الأمم الأفريقية .. وساد الصمت كوماسى غير من أفراح المصريين واللبنانيين الموجودين بغانا .. وكان عبدالأحد جمال الدين يجلس بجوار رولينجز رئيس الجمهورية وهو شاب نقيب طيار قام بانقلاب .. فهنأ الوزير المصرى ، واختفى وزير الشباب الغانى من المقصورة عقب الهزيمة .. وقالوا لأن رولينجز سسيحمله المسئولية وهو فى غضبه عنيف.

وفى نفس الليلة سافر عبد الأحد حمال الدين إلى اكرا واستقل طائرة مدنية وسبق المنتخب بيوم إلى القاهرة ليكون فى الاستقبال.. وبعد فوز الفريق نقرر العودة على طائرة مدنية  بعد أن نستقر فى أكرا يوم .. ويقوم يوسف أبوعوف وحسين الألفى نواب رئيس المجلس بحجز الأماكن للصحفين المرافقين ، والمنتخب وإدارة البعثة .. وعودة الجمهور فى نفس اليوم بالطائرة العسكرية ..

ومن المعروف عن الدكتور عبد الأحد جمال الدين أنه يقوم بتقبيل من يستقبلهم زيادة فى الترحيب ولا بداء تقديره .. ونحن جالسين مع يوسف أبوعوف وجدناه يقول من باب الضحك لحسين الألفى زميله إيه رأيك نحجز طائرة تقف فى روما وننزل ترانزيت وندخل روما ليلة .. ونخطر عبد الأحد بموعد وصول فيذهب إلى المطار .. ونحن نكون فى روما لاستقبال أبطال أفريقيا .. فلا يجد أحد يبوسه .. فيصاب بصدمة وضحكنا وعرفنا أنها مجرد مداعبة .. فأبوعوف من ظرفاء هذا الجيل .. وعندما تسأله فى هذه الأيام أين تعمل يقول لك المجلس الأعلى للبوس والشباب ..ومن نوادره أننى زرته كعادتى فى مكتبه 12 شارع يوسف الجندى فوجدت عنده 12 لواء شرطة من دفعته فهو أحيل للتقاعد من الشرطة فى رتبة اللواء .. وأخذ يقدمهم لى لواء ورا لواء .. وقال لى لاتنزعج .. كل دول على المعاش .. وأنا لوحدى اللى نفعت وعينت رئيسا لجهاز الرياضة .. وفى يوم وجدته وكان عنده ضيوف لايستسيفهم فأخرج علبة مطهر .. وأخذ يرش حجرته موجها الرش لهم .. قلت بعد أن انصرفوا .. لماذا فعلت ذلك .. ما أنا لو لم أفعل ذلك .. كانوا لبدوا ويمكن باتوا هنا ولكن عدنا من غانا ووصلنا مصر ووجدنا استقبالا شعبيا وكان عبد الأحد على رأس المستقبلين .. وشبع بوس ولما وصل إلى يوسف أبوعوف قال له: بعد أن سلم عليه .. فين البوسة فلما قبله هيفنا جميعا كوسة .. كوسة.

إحنا اللى بسيسة

وكان لنا مع المقاولون العرب جولات.. ومنها زامبيا على بطولة أفريقيا.. ونزلنا فى الفندق وكان به حمام سباحة .. وفجأة وجدت الدكتور شاهين طبيب الفريق يقول لى: مش أنت بطل سباحة أنا على استعداد أن أراهنك على 100 جنيه .. وأخذ الحكاية جد .. وعينت جواسيس يراقبون تدريب الدكتور.. ويقولون لى الدكتور يتدرب فى الفجر .. فأقوم أنا بالتدريب .. بعد الفجر حتى لا يرانى .. ويوم ورا يوم وأنا مواظب على التدريب.. وإذا بالجواسيس يقولون لى إن الدكتور شاهين يغرق فى شبر مية ، ولا يعرف العوم .. وأصبحت نادرة يتندر بها لاعبو المقاولين.

وكان حظنا العاثر أننا ركبنا طائرة أثيوبية .. وكان قائد الطائرة مخمورا .. وقد اكتشفنا ذلك بالصدفة .. عندما حدث خلل بالجناح بعد أن اصطدم بقمة جبل .. وعينك ماتشوف غير النور .. الطائرة تلعب بنا فى الهواء لمدة ربع ساعة .. وساد الزعر والرعب .. والكل استسلم للقدر والكل يقراء الفاتحة بصوت وفى وسط ذلك الرعب نسمع صوت الزميل محى فكرى يقول: فيه شركة طيران محترمة تقدم للركاب حلو بسيسة فقلت: احنا اللى بسيسة يامحى .. وبقدر قادر يهبط الطيار أضطرارا خارج الممر فى مطار أسمرة .. وهنا يقول الكابتن عبد المجيد نعمان: ده طيار جامد قوى شد العصاية فى حينها ، وهذا الذى أنقذنا .. وهنا قال نجيب المستكاوى بعصبية: أنت هتعملنا فيها طيار أحنا كنا بنموت يانعمان وكنا حنبقى شورما داخل علبة صفيح .. ولما نزلنا من أبواب الطوارىء .. وجدنا الطيار واقفا يضحك ويهذى.. وعرفنا أنه مخمور.

ولنا صولات وجولات فى نيجيريا .. والفندق فى لاجوس ضخم .. وهناك تنبيهات بعدم السير فرادى فى الشوارع بعد السادسة مساءً .. لأنك لن تكون آمنا .. وفى مدخل الفندق العديد من الفتيات ، وهم يحاولون مصاحبتك .. والاعبين لا يسترون فكتبوا رقم غرفة الكابتن لطيف لأحد هؤلاء الفتيات .. وإذا بها لا تكذب خبرا وتصعد إلى غرفة لطيف وتخبط على الباب ثم تدخل دون استئذان والكابتن لطيف أصبح فى حيص بيص محاولا إخراجها من غرفته وهى ترفض .. فخرج وصرخ فخرجنا إليه من غرفتنا .. ونزلنا للاستقبال وأنزلناها بالأمن.

وأغلب الدول الأفريقية تعرف السوق السوداء .. والخطر فى أن تلجأ إليها فى التحويل .. فإما يعطوك الفلوس من فوق وفى النصف أوراق جرائد ويستلموا ويسلموك ويجروا .. وإلى هنا وعرفنا اللعبة .. وبدون ذكر البلد لعب مشهور جدا من لاعبى الإسماعيلى .. عرض عليه التحويل بمبلغ مغرى وأخذوه فى الليل إلى مكان مظلم وأخذوا كل ما معه حتى ملابسه وساعته وتركوه على هذه الهيئة .. فرجع سائرا على قدمه بهذه الهيئة .. وكان درسا قاسيا جعل الجميع حريص على التحويل من البنوك.

وفى كل أفريقيا كانت مكاتب شركة مصر للإستراد والتصدير ذات نفوذ قوى وهى صاحبة سمعة كريمة بين الأفارقة وعلى صلة وثيقة بصناع القرار فى هذه الدولة .. وكانوا يستقبلون البعثات الرياضية ويذللون لهم كل العقبات .. ومنها تحمل فروق الفنادق إذا مكان الضيافة غير لأئق بفريق وراءه بطولة .. وكان السفراء يتسابقون على رعاية الفرق المصرية .. وخاصة المقاولون العرب الذى كان له أيادى تعمير فى القارة .. والأهلى والزمالك والإسماعليى لشعبيتهم .. ودائما يقيمون العزومات على العشاء قبل المبارة .. وإذا كانت المباراة قريبة توجه الدعوة للصحفيين والإداريين المرافقين ..

وفى كينيا كانت نيروبى أقرب الشبه بلندن .. مدينة جميلة .. وكينيا تعيش على السياحة وخاصة السفارى والذهاب إلى حدائق الحيوان المفتوحة والحيوانات المفترسة تسير بكل اطمئنان .. وغرفة الفندق فوق ربوة أعلى من المستوى .. وعملتها وأقامت ليلة فى هذه الغابة .. وكانت رحلة رائعة وأنت تسير بالسيارة ومن حولك الأسود وكل ما هو متوحش.

وفى دورة الألعاب الأفريقية انزلونا فى فندق غالى جدا ومع ذلك هو لايساوى 3 نجوم فى هرارى عاصمة زيمبابوى .. وهو فندق تأجر الغرف فيه بالساعة وبنات الليل هم زبائنه فلما كتبت هذا وأنا هناك قامت الدنيا فى زيمبابوى ولم تقعد .. واستجاب منير ثابت رئيس البعثة لاحتجاج الصحفيين وبدللنا الفندق وتحملت اللجنة الأولمبية فارق السعر.

عيد ميلاد حسانين

أما الكاميرون كنا مع الأهلى وكان على رأس البعثة الكابتن صالح سليم رئيس النادى .. وكانت الحجرات زوجية ومرتفعة الثمن ولكنى تعودت أنا أتعامل معاملة رئيس البعثة .. ونزل الكابتن صالح فى جناح .. فطلبت النزول فى الجناح فى الدور الأعلى من صالح بدور ، وقال لى الزميل حسن عثمان أشاركك فى الجناح وهو صديق عزيز وأفضل الإقامة معه .. وفوجئت بالكابتن صالح يقول لى: خلاص يبقى الجناح بتاعكم هو مكان لقاءنا كل ليلة .. فسعدت جدا لصحبة كابتن الكابتن صالح سليم ، وفجأة قال لى الكابتن صالح لاتتناولون العشاء .. فسأله حسن عثمان: لماذا .. قال له: لقد حجزت النادى الليلى للنادى الأهلى لنحتفل بعيد ميلاد حسانين حمزة وكانت مفاجأة لحسانين بذلك الفريق أن يحتفل به صالح سليم وليشيع جوا من المرح يزيل أى توتر قبل المباراة .. وكان صالح يود حسانين و يعتبره صديقا شخصيا وهذا هو صالح الجميل المتواضع.

وفى الجابون وجدنا العجب .. وجدنا الخمور المدعمة زجاجة الويسكى باتنين دولار .. وهناك من اشترى سامسونيات وملأها من جميع الأصناف وخاصة عندما نفوز نستقبل فى المطار استقبال الأبطل .. وبنفوت بكل ما نحمل .. وفى سراكاو وهو حمام سباحة مسموح فيه بالعرى فلما حاولت الدخول منعونى واشترطوا أن أخلع ملابسى فى المدخل .. فلم أجرؤ على هذا الفعل.

وفى أفريقيا الطبيعة خلابة والناس طيبة .. لكن لا توجد دولة فى العالم خالية من بعض الأشياء فالخير والشر داخل كل إنسان وكل دولة .. وليس معنى أن خضت فى طرائف صعبة أن هذا سمة اساسية لهذه الدول ..

فأفريقيا هى القادمة وهى القارة البكر المليئة بالموارد الطبيعية والثروات المختلفة التى لم تستغل حتى الآن.

    أضف تعليق