بدأ، اليوم، انطلاق فعاليات يوم التسوق العالمي في عدد من الدول وذلك بالتزامن مع ما يسمى بـ"الجمعة السوداء"، حيث يتوافد المشترون منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الجمعة لحجز أماكنهم أمام كبرى المحلات والمتاجر والتى تفتح أبوابها منذ الصباح الباكر مع إعلانها عن تخفيضات وخصومات هائلة على منتجاتها.
وكشفت تقارير صحفية في وقت سابق أن تسمية الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط ذلك مع الأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة والذي شكل ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكى، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء مما سبب كارثة اقتصادية في أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع.
ومن ذلك اليوم أصبح تقليدا في أمريكا تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى 90% من قيمتها لتعود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعي بعد انقضاء الجمعة السوداء أو الشهر الخاص فى هذا اليوم.
ومن جانبه قال الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر الشريف، إنه لا يجوز شرعًا إطلاق البلاك فرايدي وكذلك لفظ الأسود على اليوم، حيث إن أيام الله كلها خير وبركة ومنة من الله على عبادة، وبالتالي لا يصح إطلاق تلك الألفاظ على الأيام.
وأوضح الفقي في تصريحات له، أن الله يقول "لا تسبّوا الدّهر فأنا الدّهر"، ومن ثم لا يجوز سب الأيام بأي حال من الأحوال، إضافة إلى أن يوم الجمعة يومًا مبارك وكذلك عيدًا للمسلمين، وعليه لا يصح قول (الجمعة السوداء) أو البلاك فرايدي
واستدل “الفقي” بما جاء في السنة الشريفة: خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمسُ يومَ الجمعةِ، فيه خُلق آدمُ وفيه أُدخل الجنةَ، وفيه أُهبط منها، وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يصلي فيسأل اللهُ فيها شيئًا إلا أعطاهُ إياه.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن لفظ السواد يتنافى مع ما يحدث في ذلك اليوم من تخفيضات وعروض على الأسعار، متسائلًا: كيف نصف يوم بأسود ونحن نخفض الأسعار؟، هل هذا يتماشى مع ما نفعله؟، ولماذا مثلا لا يطلق على السبت أو الأحد مع أن هذا لا يجوز أيضًا؟.
وبرأي الفقي فإنه من الأفضل أن نطلق الجمعة البيضاء أو الجمعة المباركة أو غيرها من الألفاظ التي لا تخالف الشرع، مستنكرًا إطلاق الجمعة السوداء على يوم الجمعة الذي يعتبر عيدًا للمسلمين.