تنامى الثورة التكنولوجية صاحبها جملة من الإنعكاسات السلبية الخطيرة؛ أدت إلى ظهور طائفة جديدة من المجرمين، وهو «المجرم الإلكتروني» وبالأخص مجرم الإنترنت .
وعن الجرائم الإلكترونية ودور "المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية" في التصدي للجرائم بأشكالها المختلفة والجديدة، تقول دكتورة هند فؤاد السيد، أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الجرائم الإلكترونية أصبحت منتشرة بشكل كبير، نظرا للعولمة والإنفتاح على تكنولوجيا المعلومات، كما أن الإنترنت بيئة خصبة وساحة واسعة للمجرمين ولا يوجد رقابة عليه؛ لذا فالجريمة الإلكترونية تنفذ بسرعة واحترافية وصعبة الإثبات، خاصة وأن قطاع واسع من الشباب يستخدم الإنترنت بشكل عشوائي وسلبي، وهنا يكمن دور البحث العلمي، فى دراسة الظاهرة وتوعية المواطن.
وأوضحت دكتورة هند، أن أخطر الجرائم التي يتناولها البحث العلمي حاليا هي الجرائم الإلكترونية، ومن الأبحاث التي أجراها المركز القومى للبحوث حول الجرائم، دراسة تحت عنوان "تطور الظاهرة الإجرامية من منظور ضحايا الجريمة في مصر منذ عام ٢٠١١ وحتى نهاية ٢٠١٨"، وجرائم الائتمان والجرائم الإلكترونية من الجرائم التي برزت بشكل واضح في تلك الفترة الزمنية.
وعن السمات التي يتصف بها مرتكبو جرائم الكمبيوتر والإنترنت، توضح أستاذ علم الاجتماع أنهم من المحترفين والمتخصصين في التكنولوجيا، وجميعهم أصحاب مؤهلات عليا، والنسبة الأكبر منهم من سكان المدينة .
وتابعت أن ضحايا الجرائم الإلكترونية من الأفراد يختلف حسب نوع الجريمة؛ فالأصغر سنًا هم الأكثر تعرضًا للجرائم المتعلقة بتطبيقات الهواتف المحمولة، والأكبر سنًا يتعرضون لجرائم الإبتزاز وسرقة بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني، مشددة على ضرورة عدم مشاركة المعلومات الشخصية من خلال تطبيقات الهواتف ومواقع التواصل.
وأضافت أن جرائم الإتجار بالبشر من الجرائم التي ظهرت أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرنامج التيك توك، حيث يتم استقطاب الشباب بمنتهى السهولة بسبب عدم وجود توعية قانونية لديهم وأغلبهم من أسر مفككة، كما أنهم منبهرون بالثقافة الغربية دون مراعاة خصوصية مجتمعنا، وهنا يظهر دور الأسرة في الرقابة ووسائل الإعلام فى توعية الشباب.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن برامج التيك توك تتسبب في إساءة سمعة الدولة وتضر بالهوية المصرية، وهي بلا شك من حروب الجيل الرابع، ولكن أغلب المترددين عليها يبحثون عن ربح مادي سريع، دون استيعاب خطورة تلك النوعية من البرامج، وهذا يرجع إلى اختلال منظومة القيم والجهل، مطالبة المؤسسات الدينية والإعلامية بالقيام بدورها في توعية البسطاء والشباب من خطورة مواقع التواصل الاجتماعى.