كشف علماء المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن شهر ديسمبر الحالى ستحدث فيه مجموعة من الظواهر الفلكية المميزة منها كسوف كلى للشمس لن يرى فى مصر والمنطقة العربية، وبدء فصل الشتاء، وزخات شهب لامعة تنير السماء، واقترانات للكواكب.
وأكدوا فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم،الأربعاء، أن تلك الظواهر ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين كثيرا ، أما باقى الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفضاء لمتابعتها وتصويرها، بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وقال الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك ب المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن إقتراب كويكب 4660 نيريوس يوم ١١ ديسمبر من كوكب الأرض لا يشكل تهديدا عليه، موضحا أن هذا الكويكب يبلغ طوله برج إيفل و حجمه ثلاثة أضعاف حجم ملعب كرة القدم تقريبا وفقا لوكالة ناسا.
واضاف أن هذا الكويكب سيطير بالقرب من كوكب الأرض على مسافة 3.9 مليون كيلومتر - وهى مسافة تزيد 10 مرات على المسافة بين الأرض والقمر.
وأشار الى أن طول الكويكب 330 مترا وسرعته 6.6 كم/ث ولمعانه 13.1 قدر نجمى، لافتا إلى أن أخفت قدر نجمى يمكن أن تراه العين هو 6 قدر نجمى و لذلك يحتاج الراصد لمنظار جيد ليرى هذا الكويكب.
من ناحية أخرى، كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد أهم الظواهر والأحداث الفلكية لشهر ديسمبر الحالى، والتى تبدأ يوم 4 ديسمبر، حيث القمر الجديد (محاق ديسمبر) وفى هذا اليوم يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها، حيث يكون وجه القمر المضيئ ناحية الشمس ووجه المظلم أو ظله ناحية الأرض لذلك لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم ، مؤكدا أنه أفضل وقت فى الشهر لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
وأشار إلى حدوث ظاهرة الكسوف الكلى للشمس يوم ٤ ديسمبر، قائلا "لايحدث أى كسوف للشمس إلا إذا كان القمر محاقا، لذلك يحدث هذا الكسوف فى نفس موعد محاق القمر".
وأكد أن هذا الكسوف لا يُرى فى مصر أو الوطن العربى بل سيمر المسار الكسوفى له على القارة القطبية الجنوبية وجنوب المحيط الأطلسى، كما سيترائى جزئيا فى جنوب إفريقيا.
وأضاف أن القمر سيحجب قرص الشمس تماما ، وحيث أن القمر أصغر كثيرا من الأرض لذلك يسقط ظل القمر على بقعة صغيرة من الأرض ويرسم مسارا عليها اثناء فترة الكسوف يسمى بالمسار الكسوفى للشمس.
وقال تادرس إنه بدءا من يوم 5 وحتى 11 ديسمبر ستحدث مجموعة من المشاهدات والإقترانات ففى يوم 5 ديسمبر سيترائى هلال القمر مع الثلاثة كواكب المسائية (الزهرة وزحل والمشتري) على الترتيب من أسفل لأعلى بعد غروب الشمس مباشرة باتجاة الجنوب الغربى وحتى غروبهم جميعا على هذا النحو والترتيب.
وأضاف انه فى يوم 6 ديسمبر سيقترب هلال القمر من كوكب الزهرة حيث يكون أسفله، وفى يوم 7 ديسمبر سيحدث اقتران القمر والزهرة، حيث يكون هلال القمر أكثر قربا من كوكب الزهرة وفى نفس الوقت يقترب من كوكب زحل.
وتابع: "يوم 8 ديسمبر سيحدث اقتران القمر وزحل ، حيث يكون هلال القمر أكثر قربا من كوكب زحل وفى نفس الوقت يقترب من كوكب المشترى، وفى يوم 9 ديسمبر سيحدث كذلك اقتران القمر والمشترى ، حيث يكون هلال القمر أكثر قربا من كوكب المشترى فى ذلك اليوم".
ولفت إلى أنه بدءا من يومى 10 و 11 ديسمبر يبعد القمر تدريجيا عن مشهد الثلاثة كواكب المسائية (الزهرة وزحل والمشتري) علما بان هذا المشهد للكواكب الثلاثة سيظل مرئيا مساء حتى نهاية الشهر كما سينضم لهم كوكب عطارد فى مشهد رباعى بدءا من يوم 20 ديسمبر وحتى نهاية الشهر.
وقال الدكتور أشرف تادرس إنه سيحدث يومى 13 ، 14 ديسمبر ، زخة شهب الجوزاء أو التوأم ، وهى تعتبر من أفضل الزخات الشهابية على مدار العام ، ويطلق عليه الهواة ملك الزخات حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 120 شهابا فى الساعة.
وأضاف أنها تنتج من حطام الكويكب المعروف باسم فايثون 3200 الذى تم اكتشافه عام 1982، وتسمى هذه الشهب بالتوأميات لأنها تسقط كما لو كانت آتية من برج الجوزاء أو التوأم ، وهو سبب تسميتها.
وأوضح أن حطام هذا الكويكب يدخل الغلاف الجوى الأرضى كل عام فى الفترة من 7-17 ديسمبر مسبب ظاهرة المطر الشهابى والتى تتميز بتعدد ألوانها إذ تبلغ ذروتها بعد منتصف ليلة 13 وحتى بزوغ فجر 14 ديسمبر.
وأكد أن ضوء القمر هذا العام سيحجب معظم الشهب الخافتة باستثناء اللامع منها فقط، وأفضل وقت للمشاهدة سيكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة.
وأشار إلى كتمال القمر (بدر ديسمبر) يوم 19 ديسمبر، حيث يبلغ نسبة لمعان قرص القمر 99.7% ، ويعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم ( القمر البارد) لأن هذا هو الوقت الذى يستقر فيه هواء الشتاء البارد من العام وتصبح الليالى طويلة ومظلمة.
وأوضح انه يوم 21 ديسمبر سيقترن القمر الشبه مكتمل مع النجم بولوكس (بيتا برج التوأم) فى هذا اليوم، حيث يمكن رؤيتهما متجاورين فى السماء مساء، فيشرقان فى السابعة مساء تقريبا ويظلان فى السماء طوال الليل حتى شروق الشمس فى اليوم التالى حيث يختفى النجم بولوكس من شدة الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
وكشف عن حدوث الإنقلاب الشتوى يوم 21 ديسمبر، حيث يميل القطب الجنوبى للأرض نحو الشمس وتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدى عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وأوضح أن هذا اليوم يعتبر هو ذروة فصل الشتاء فلكيا (الإنقلاب الشتوى) فى النصف الشمالى للكرة الأرضية وفى نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا (الانقلاب الصيفى) فى النصف الجنوبى للكرة الأرضية.
وقال تادرس إنه عندما نقول ذروة فصل الشتاء فهذا لا يعنى انه ابرد يوم فى السنة، لأن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوى وكلها أمور تدخل فى نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق بحركة الأرض فى مدارها حول الشمس.
وأضاف أنه لذلك فإن ذروة الشتاء يمثل اقصى ميل لمحور دوران الأرض فى المدار، علما بأن الأرض تكون أقرب إلى الشمس نسبيا فى الشتاء عنها فى الصيف، وبناء عليه يكون ذروة الشتاء هو أقصر نهار فى السنة كلها إذ يصل طول النهار حوالى 10 ساعات فقط، فى حين يطول الليل فيصل إلى 14 ساعة تقريبا، كما تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الانسان على الارض فى هذه اللحظة أطول ما يمكن.
وأشار إلى حدوث زخة شهب الدببيات يوم 21 و 22 ديسمبر، وهى من الزخات الخفيفة حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالى 10 شهب فى الساعة تقريبا، وينتج عن طريق الحطام الغبارى المتناثر على طول مدار المذنب توتل الذى تم اكتشافه عام 1790.
وأوضح أن زخة الدببيات سميت بهذا الاسم لأن الشهب تتساقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر الشهب فى أى مكان آخر فى السماء.
وأضاف أن التوقيت السنوى لهذه الزخة الشهابية من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام ، وتصل ذروتها فى ليلة 21 حتى بزوغ فجر يوم 22 ديسمبر.
وأكد أن أفضل مشاهدة لهذه الشهب ستكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وقت الرصد، وسيكون القمر شبه الكامل مشكلة هذا العام ، حيث يحجب معظم الشهب الخافتة باستثناء اللامع منها.
وقال إنه يوم 22 ديسمبر سيقترن القمر مع الحشد النجمى خلية النحل فى هذا اليوم، حيث يمكن رؤيتهما متجاورين فى السماء مساء فيشرقان فى الثامنة مساء تقريبا، ويظل هذا المشهد بالسماء طوال الليل حتى شروق الشمس فى اليوم التالى حيث يختفى حشد خلية النحل من شدة الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس، علما بان هذا الأمر يحتاج الى استعمال نظارة معظمة او تلسكوب صغير حيث ان حشد خلية النحل لا يُرى بالعين المجردة.
وأضاف أنه يوم 28 ديسمبر سيقترن القمر مع نجم سبيكا أو السنبلة (ألفا برج العذراء)، حيث يشرقان فى الثانية إلا الربع صباحا الى ان يختفى النجم سبيكا من شدة الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
وكشف عن آخر الظواهر الفلكية هذا العام 2021 وتحدث يوم 31 ديسمبر حيث يقترن هلال القمر الرقيق مع كوكب المريخ ونجم قلب العقرب، وكلاهما أحمر اللون فى الخامسة صباحا الى ان يختفى هذا المشهد من شدة الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.