وضع مصر على خريطة الدول المنظمة لمعارض السلاح عالميًا، كان حلما بعيد المنال، ثم تحول إلى خاطر يهاجس القلوب، حتى أضحى حقيقة، من خلال تنظيم النسخة الأولى من معرض ايديكس للصناعات الدفاعية والعسكرية فى العام 2018.
مقياس نجاح معارض بهذا المستوى تتوقف على عدة اعتبارات، منها؛ حجم الزائرين وعدد العارضين، وأهمية البلد المنظم، ولعل المكانة التاريخية لمصر، وموقعها الجيوسياسى، والقدرات العالية التي تتمتع بها قواتنا المسلحة وسمعتها العالمية وتصنيفها المتقدم وسط جيوش العالم، أضاف أهمية كبرى لهذا المعرض.
فى تصورى إن «ايديكس 2021» وصل إلى مرحلة النضوج، والأرقام أصدق دليل، فعندما يشارك فى دورة هذا العام نحو 400 شركة من 42 دولة متخصصة فى الصناعات الدفاعية والعسكرية - من بعد 300 شركة- فى الدورة الأولى، ويصل عدد الزائرين إلى 30 ألف زائر من بعد 10 آلاف زائر فى النسخة الأولى، تعطى دلالة على أن المعرض أصبح قبلة مصانع وشركات التسليح العالمية.
بدون شك تواجد كبريات الدول التي تمتلك التكنولوجيا المتقدمة فى صناعة التسليح على أرض الكنانة، يعنى أن القاهرة أصبح لها دور فى نظريات الردع، لا سيما مع ما تم عرضه من أسلحة ومعدات من إنتاج عقول مصرية، فمصر أصبحت تصنع طائرات دون طيار، وطائرات مقاتلة، وطائرات هليوكوبتر، وطائرات تدريب وشاهدنا المدرعة سينا 200 المضادة للتفجيرات، ومنظومات لمجابهة الطائرات بدون طيار «الدرونز» وهذا غيض من فيض.
من يمتلك القدرة يكون قادرًا على صناعة قراره، وأعتقد أننا نسير فى مجال تصنيع وتعميق صناعة السلاح وتوطين التكنولوجيا المتطورة بخطى متسارعة، وإذا كانت المناورات العسكرية إحدى وسائل الردع فإن «ايديكس 2021» رسالة ترسيخ لهذه القوة الرشيدة عبر عقول رادعة.