رحم الله نبوءة أمير الشعراء

رحم الله نبوءة أمير الشعراءحسين خيرى

الرأى4-12-2021 | 09:16

عودة الست أمينة:

عادت الست "أمينة 21" للظهور فى صحبة زوجها سي السيد، وللتذكير أطلقنا عليها هذا اللقب سابقا لانتمائها إلىالقرن الحالي، ويظهر سي السيد فى الصورة وهو يمشي خلفها، ولكي لا يظن القارئ سوءًا فى الرجل، أنه يحاول تجنب الحديث معها،لمعارضتها له على طول الخط.

وفى كل حوار يدور بينهما يضطر إلى كتمان بركان غضبه، حفاظًا منه على صورته العصرية أمام الجمهور، الذي يأخذ بظواهر الأمور، ولا يهمه "حمشنة سي السيد المخفية"، ويحرص على الالتزام بخلق الزوج المتسامح والمنصت بأدب جم لزوجته فى جميع أمور حياته الزوجية.

وتقف فجأة الست أمينة عند مدخل أحد البيوت فى انتظار زوجها، ويصعدان معًا درج السلم، وتفتح لهما شقيقتها الباب، وفور انتهاء مراسم الترحيب، يشتعل الحوار بين الجالسين، وتثور الست أمينة على تعليق سي السيد حول خبر إهداء رجل أعمال هندي لزوجته الشابة قصرًامصغرًا يشبه تاج محل.

ويُعرف سي السيد الحضور بتاريخ قصر تاج محل الأثري، ويقول رافعًا يديه ورأسه إلى أعلى إن من بناه الإمبراطور شاه جهان فى القرن السابع عشر تكريمًا لزوجته الملكة ممتاز،وترجع سبب ثورة الست "أمينة 21" لقوله عن زوجة رجل الأعمال الهندي إنها جديرة بالهدية الثمينة.

واستطرد كلامه قائلاًإنها زوجة صغيرة وجميلة كما يذكر الخبر، وأنها تلبي كل أوامره، ولا تهدأ عن رضاه، وكأن لسان حاله يقول ناس لها حظ وناس لها أمينة، وإذ بزوج أخت الست أمينة يصفق بحدة، ويأخذ طرف الحديث من سي السيد، ويقول إن رجل الأعمال الهندي ذاق الأمرين مع نسائه الأوائل، حتى عثر على ست حلوة تقدّره.

ولذا كانت انتفاضة الست "أمينة 21"، والتي على الفور اصطحبت سي السيد فى يديها،وانصرفت مسرعة، وتلوح بيديها بالسلام، وفى طريق العودة بدا عليه القلق، وبدأ يعاتب نفسه سرًا، ويقول نسيت مراعاة المشاعر الرقيقة والمرهفة للست أمينة، واعتبرها تعدٍعلى أحد البنود الرئيسية لمنظمات حقوق الستات، والتي تقر بأن كل ست على كوكب الأرض لديها ذخيرة حية من الرقة واللطافة.

قام للمعلم وضربه:


طالب فى الصف الثاني الإعدادي بمركز كفر الدوار ضرب مدرسه، وذلك لأن المدرس منعه من معاكسة الطالبات، وألقت الشرطة القبض عليه، وأنه لأمر عجيب لحال طلاب هذا العصر، حينما يستمعون إلينا عن زمن توقير المعلم، كأنهم أمام حكاية خرافية أو أسطورية من زمن العصر الحجري، وبرغم أن الأبحاث العلمية كلها تشير إلى أن نجاح تنمية أي بلد مرتبط ارتباطا وثيقا بالعملية التعليمية كمتوالية هندسية.

ولا تتحقق مقومات نجاح التنمية إلا من خلال المعلم والقائمة على عقول وسواعد الشباب، وتوضح الدراسات أن تأثير المعلم فى درجة تحصيل الطالب تفوق العوامل التعليمية الأخرى، ويتجاوز دور المعلم مرحلة الاختبارات، ويؤسس بداخلهم مهارات التفكير، ويكتشف قدراتهم ومواهبهم، ويتجلى كذلك دور المعلم فى بناء قادة للمستقبل.

ولذا نرجو أن يتزامن مع تطوير المناهج التعليمية حث الطلاب وأولياء أمورهم على تقدير دور المعلم، وأن تتضافر كل أجهزة الدولة وهيئات المجتمع المدني والمساجد والقائمين على الفضائيات فى إعادة هيبة المدرس، و رحم الله نبوءة أمير الشعراء أحمد شوقي.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2