«طيبة» رباط حياة بأهل مصر

«طيبة» رباط حياة بأهل مصرسوسن أبو حسين

الرأى4-12-2021 | 09:21

مدينة الأقصر تاج على رءوس أهل مصر، فهى الهوية والتراث القديم لما قبل التاريخ لميلاد حضارة وثقافة مصر الفريدة التى تمتلك ميراث الأجداد على امتداد أرض الكنانة، فهى عز ومجد وخيرات خص بها الله مصر، فهى ليست مجرد إحياء لمقصد سياحى وإنما تذكرة لما ورد فى القرآن الكريم عن مصر التى تمتلك من الخزائن ما لم يمتلكه غيرها، وهذا واضح جدا فى سورة يوسف عندما ضرب الجفاف معظم الدول المجاورة، وكانت مصر المأوى والملجأ.. واليوم هى تحتضن وتستقبل كل من يأتى إليها من شتى بقاع العالم للاستمتاع بمناخها الطبيعى المتميز وواحة للأمن والأمان، والجميع فيها متساوون، ولا تفرقة بين المذاهب والأديان. أسطر هذه الكلمات من واقع مشاهداتى وليس انحيازا لهويتى المصرية وإنما هى حقائق تاريخية ودينية وثقافية، وبالتالى فإن افتتاح طريق الكباش فى طيبة ليس مجرد حفلة وإنما جهد كبير لربط مدن مصر ببعضها البعض ورفع الغبار الذى علق بها طيلة سنوات التشويه وطمس ما تتميز بها مصر من أصالة على كافة الأصعدة، وهى جنة الله فى الأرض حقيقة بصرف النظر عن بعض الملاحظات التى تضيق بالبعض هنا وهناك لأنها للأسف من صنع البشر الأشرار أيا كانت وجهتهم، وللأسف أيضا نحن نرى حاليا مكائد بعض الناس بعضها لبعض أيضا، وهذا أعتبره مجرد مرحلة وسوف تنجلى الحقائق ويختفى هذا السلوك مهما كان تأثيره.

وأعترف وليس من قبيل المجاملة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعيد بناء مصر كما يليق بها، وهذا الاستنتاج له شواهده على سبيل المثال؛ توفير المسكن اللائق للمصريين وبناء مدن جديدة، ولم يغفل أيضا الاهتمام بالأمن، فقد افتتح مؤخرًا النسخة الثانية للصناعات العسكرية، وفى المجمل أعتقد أن كل هذا بداية للجمهورية الجديدة، وللإنصاف فهذا الجهد الكبير الذى يقوم به رئيس الجمهورية يجب أن يقابل بجهد مضاعف من أهل مصر للحفاظ على المكتسبات والعمل معا حتى تنتقل مصر إلى الوجه التى نريده وتتحسن أحوال الجميع، وعلى الرغم من اهتمام الجميع بالشكل والمضمون لافتتاح طريق الكباش وهو يستحق إلا أن هناك رسائل كبيرة وكثيرة تنطوى على ظهور هذا الإبداع الطبيعى للظهور إلى النور بعد مرور ما يقرب من 3500 سنة، حيث يضم أكثر من ألف تمثال على هيئة جسم أسد ورأس كبش، ويربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر فى جنوب مصر.

ويعود تاريخ طريق الكباش إلى عهد الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1292 عاما قبل الميلاد)، حيث شيد الجزء الأول منه فى عهد الأسرة الثلاثين، ويقول باحثون إن "الأقصر" اسم أطلقه العرب على "طيبة" القديمة التي كان اسمها يعني لدى المصريين القدماء مدينة الإله الكبرى.

ولكن التسمية العربية الحديثة للمدينة ب الأقصر نظرًا إلى كثرة ما تضمه من معابد وقصور فخمة. ويصف مؤرخون طيبة بأنها "المدينة ذات المائة باب"، وذلك لاتساعها وتعدد أبواب معابدها.

وتمتاز الأقصر بطابعها الأثري الفريد، وتضم المدينة أكبر قدر من الآثار الفرعونية المقسمة على البرين الشرقي والغربي لنهر النيل.

ويضم البر الشرقي معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، و طريق الكباش الرابط بينهما وغيرها من الآثار. أما البر الغربي فيضم وادي الملوك، ووادي الملكات، ومعبد الدير البحري، وغيرها.

وعن مدينة الأقصر يقول عالم المصريات الفرنسي الشهير شامبليون: " طيبة تلك أعظم كلمة بين كل اللغات نظرا لجمال آثارها المدهش" .

وهنا أدعو كل شباب مصر وجيلها الجديد أن تكون طيبة مقصدهم حتى يروا جنة الله فى الأرض.

أضف تعليق